• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عندما يتصدى الرجل المناسب!! .
                          • الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي .

عندما يتصدى الرجل المناسب!!



لا يختلف اثنان من العقلاء أنَّ إيكال المسؤولية للمختص يؤدي إلى نتائج إيجابية ظاهرة في المدى ا.لقريب والبعيد، وهذه الظاهرة العقلائية قد أيَّدَتها الشريعة المقدسة بنصوصها المتعددة من القرآن والسنة الشريفة، ومخالفة ذلك آثاره السلبية لا تخفى على اثنين كذلك، والأمثلة التي نعيشها متعددة ومختلفة، وخصوصًا مع توافر ضروف طبيعية أو شبهها.
                  *-١-* 
وقد لَفَتَ انتباهي جدًّا هذا العام -حقيقة- ما قامت به العتبة العباسية المقدسة من الاعتناء الكبير بأيام (الغدير الأغر)، وما يتعلق به على المستوى المعرفي بما لم تشهده الطائفة من قبل، وفي خطوة استثنائية تم إقامة مهرجان كبير بعنوان ( *النبوة والإمامة صنوان لا يفترقان*) في أسبوع الإمامة الدولي الأول، وتخصيص يوم لكل إمامين في بحوث علمية مختصة بهما، واختيار لجان متعددة لأجل ذلك من الأساتذة الجامعيين فضلًا عن العاملين في العتبة ومؤسساتها، والتهيئة الكبيرة لذلك منذ شهور.
                   *-٢-* 
وفي مجال البحوث تم اختيار ١٤ بحثًا مثلًا تم إلقاؤها من ضمن ٤٤ بحثًا مقبولًا في مؤتمر الإمامين الصادق والكاظم "عليهما السلام" من بلدان مختلفة، في جلستين صباحية لبحوث سبعة من الساعة ٩-١٢، ومسائية من الساعة ٣-٦، وقد تابعت من خلال الإعلام ما يتعلق بالأئمة الآخرين "عليهم السلام"، وتابعت بحضوري وتركيزي شخصيًّا لمؤتمر الإمامين "عليهما السلام" لما فضَّل الله به عليَّ بالمشاركة.
                  *-٣-* 
والذي أريد الوصول إليه بعد كل ما تقدم ما كان يصدر من المتولي الشرعي السيد أحمد الصافي بالخصوص، حيث حضوره في ساعة الابتداء بالضبط أو قبلها، والجلوس من البداية إلى نهاية كل جلسة، والإنصات والاستماع التام لكل كلمة من الباحثين، والنظر إلى الباحث وكأنه في قاعة درس، وعدم الالتفات عنه والاشتغال بمن عن يمينه أو يساره، وبيده القلم والدفتر وتسجيل الملاحظات مما يراه ملائمًا عن الباحث من دون أي اعتبار،  والمشاركة في النقاش بكل هدوء وتواضع، مما يؤكد مدى قناعته بهذه الخطوة الكبيرة التي لم تشهدها الشيعة في تاريخها من قبل في مؤتمر علمي بهذه الإمكانيات، فهو الأولُ تسلسلًا .. والأولُ فكرةً وإبداعًا .. والأولُ عطاءً وديمومةً .. 
                  *-٤-* 
إنّّ مدى اعتناء المسؤول بهذه الموضوعات الفريدة تدل على مدى قناعته التامة بعظمة المشروع، وأهمية البذل وتسخيره للإمامة التي تعاني ما تعاني من تحديات على مر التاريخ، حيث ( *هِمَّةُ المرءِ على قدرِ معرفتهِ*)، وهدم بنيان ( *الناس أعداء ما جهلوا*)، وقد كانت مشاركات معرفية رائعة في جوانب متعددة، تؤكد وجود أكفاء مخلصين للعقيدة، ومستعدين لتسخير ما يعرفونه في خدمة آل محمد "صلوات الله عليهم"، والتفاني من أجلهم.
                   *-٥-* 
وأما الذين يعملون في اللجان المختلفة لهذا المؤتمر أو مشروع الإمامة الكبير الأول، فكأنَّهم ملائكة، حيث العلم والأخلاق والعمل، فلقد رأيتهم في ذلك اليوم من الساعة الثامنة صباحًا إلى العاشرة ليلًا مثل خلية النحل، بلا خللٍ، ولا كللٍ، ولا مللٍ، وليس لهم هدف إلا أنْ يلبُّوا دعوة صاحب يوم الغدير: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه)؛ ليشملهم دعاءه الذي لا يُرَدُّ: (اللهمَّ والِ من والاهُ، وعادِ من عاداهُ، وانصر من نصرهُ، واخذل من خذله) .. ويقينًا ما خفي من الرجال المجاهدين العاملين وراء الستار هم أكثر، وبمثل هذه الخصال، فعلينا أنْ نبحث عن الذين يخدمون المجتمع من خلال المنصب، لا الذين يخدمون أنفسهم عن طريق المنصب، فبعد ساعات سنكون حيث قال تعالى: ( *وقفوهم إنهم مسؤولون* ) .. اللهم اجعل هذا المشروع الأول دائمًا، والعاملين له وبه الأوائل دائمًا .. إنك أنت الأول والآخر  ..
 *سلام وتحية واعتذار* 🌷
الكاظمية المقدسة 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=184355
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 07 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3