• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العباس وزير الحسين عليهما السلام (ح 2) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

العباس وزير الحسين عليهما السلام (ح 2)

نشرت الحلقة الاولى قبل سنة بمناسبة أيام عاشوراء.
العباس عليه السلام اعلم اهل زمانه بعد الحسين عليه السلام. المقام الثاني هو القطع واليقين كما قال والله لو قطعت يميني اني ادافع ابدا عن ديني. والمقام الثالث هو مقام الثناء لله (يا نفس بعد الحسين هوني). ولم يبقى في المخيم يوم الطف الا العباس عليه السلام ليطلب منه الحسين عليه السلام ان يجلب الماء من المشرعة لسقي العطاشى ولكنه استشهد. في زيارة الامام الصادق عليه السلام لعمه العباس عليه السلام (اشهد انك مضيت على ما مضى به البدريون والمجاهدون في سبيل الله) لان معركة بدر فرقت بين الحق والباطل، بين حق محمد صلى الله عليه واله وسلم وباطل ابو سفيان، وبين الاسلام والجاهلية. وكذلك معركة كربلاء فرقت بين حق الحسين عليه السلام وباطل يزيد، وبين اسلام اهل البيت وجاهلية بني امية. يقول عبد الرزاق المقرّم: (هذه الفضائل كلها وان كان القلم يقف عند انتهاء السلسلة إلى أمير المؤمنين فلا يدري اليراع ما يخط من صفات الجلال والجمال وأنه كيف عرقها في ولده المحبوب؟ قمر الهاشميين). كما يقول أيضاً: (وقد ظهرت في أبي الفضل العباس الشجاعتان الهاشمية التي هي الأربى والأرقى فمن ناحية أبيه سيّد الوصيين، والعامرية فمن ناحية أمه أم البنين).
جاء في موقع الاجتهاد عن سيرة العباس في ظل أخيه الإمام الحسين عليه السلام للمحقق السيد محمد رضا الحسيني الجلالي: خروجه مع الإمام عليه السلام: كان العباس عليه السلام في مَنْ رافق الإمام الحسين عليه السلام عند خروجه من المدينة، وقد نصّ على ذلك خصوصاً، وعموماً في ذكر مَنْ خرجَ مَعَهُ من أهل البيت عليهم السلام. قال الدينوري: فلمّا أمسوا واظلمَّ الليل مضى الحسين رضي الله عنه ـ أيضاً ـ نحو مكّة ومعه أُختاه أُمّ كلثوم وزينب، وولد أخيه، وإخوته أبو بكر، وجعفر، والعباس، وعامّة من كان بالمدينة من أهل بيته عليهم السلام إلاّ أخاه محمّد ابن الحنفيّة فإنّه أقام. وذكر الصدوق في من خرج مع الحسين عليه السلام فقال: ثمّ سارَ في أحد وعشرين رجلاً من أصحابه وأهل بيته، منهم أبو بكر بن عليّ، ومحمّد بن عليّ، وعثمان بن عليّ، و العباس بن عليّ، وعَبْد الله بن مسلم بن عقيل، وعليّ بن الحسين الأكبر، وعليّ بن الحسين الأصغر. وقال الشيخ المفيد: فخرج عليه السلام من تحت ليلته ـ وهي ليلة الأحد ليومين بقيتا من رجب ـ متوجّهين نحو مكّة، ومعه بنوه وإخوته وبنو أخيه، وجلّ أهل بيته، إلاّ محمّد ابن الحنفية. إنّ الخروج مع الإمام الحسين عليه السلام والتزام ركبه المقدّس في مثل هذه السفرة الّتي هي هجرة مقدّسة، في ظلّ إمام عصره، يعتبر من مفاخر العباس عليه السلام، ولا بُدّ أن يكون عمله نابعاً عن عزمٍ وإرادة بعيدة عن مجرّد العواطف البشرية أو الرغبات والنزوات الدنيوية، ويشهد لكلّ هذا ما صدر منه من المواقف المشرّفة على أرض المعركة في كربلاء. فهذا الخروج مع الحسين عليه السلام شارة مجدٍ وكرامةٍ للعبّاس عليه السلام في سيرته المُثْلى.
عن الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم ‌السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام عن العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام: المعروف بـأبي الفضل، والملقّب بقمر بني هاشم. استشهد في وقعة عاشوراء سنة 61 هـ. نعم الأخ المواسي للحسين، صاحب المنزلة التي يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة، العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام. كان العباس عليه السلام في واقعة كربلاء صاحب لواء أخيه الحسين عليه السلام، وقد كسر الحصار يومي السابع والعاشر من محرم بعد أن حُرِم المخيّم من شرب نهر الفرات، فتمكّن من جلب الماء لمعسكر الحسين في المحاولة الأولى، فلقّب بالسقّاء، واستشهد في طريق عودته من المحاولة الثانية، فقطعت يداه. ولمنزلته الرفيعة ومقامه السامي خصصوا يوم السابع من المحرم لإحياء ذكراه وإقامة مراسم العزاء له. ويكنّى بأبي القاسم، ومن هنا حمل الباحثون والمحققون ما ورد في زيارة الأربعين عليه. قال جابر بن عبد الله الأنصاري: (السلام عليك يا أبا القاسم يا عباس بن علي). رأت أُمّ البنين عليه السلام في بعض الأيام أنّ أميرَ المؤمنين عليه السلام أجلس أبا الفضل عليه السلام على فخذه، وشمّر عن ساعديه، وقبلهما وبكى، فأدهشها الحال؛ لأنّها لم تكن تعهد صبيّاً بتلك الشمائل العلوية ينظر إليه أبوه ويبكي، من دون سبب، ولمّا أخبرها أمير المؤمنين عليه السلام على ما سيحدث لهذين اليدين من القطع في نصرة الحسين عليه السلام: (بكت وأعولت وشاركها مَن في الدار في الزفرة والحسرة، غير أنّ سيّد الأوصياء بشّرها بمكانة ولدها العزيز عند اللّه جلّ شأنه، وما حباه عن يديه بجناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة، كما جعل ذلك لجعفر بن أبي طالب). بعد استشهاد أخيه الحسن عليه السلام أسرع أبو الفضل العبّاس عليه السلام إلى مناجزة الأمويين، وتمزيقهم، فمنعه أخوه الإمام الحسين عليه السلام من القيام بأي عمل امتثالاً لوصيّة أخيه الحسن عليه السلام.
جاء في مركز الاشعاع الاسلامي عن العباس نصير الحسين للسيد محمد تقي المدرسي: في تلك الأيام المبكرة من عمرنا حيث كنا ننظر إلى الحياة بعين واسعة بريئة ، ونشم عبق المثل بإحساس مرهف وروح شاعرية ، في تلك الأيام كنا نتوجه في ليالي الجمعة تلقاء حرم أبي الفضل العباس ابن علي عليه السلام في وطننا الجريح في كربلاء المقدسة، فندلف إلى الصحن الشريف بشوق، وندخل الرواق برهبة. فإذا اقتربنا إلى ضريحه الميمون، ارتسمت في أذهاننا صورة ذلك البطل العظيم، ممتطيا صهوة جواده المطهم، ورجلاه تخطان الأرض. ووجهه كفلقة بدر، وفي يمينه الحسام وقد حمل القربة يريد المشرعة التي حاصرها أربعة آلاف مقاتل وكّلهم بها عمر ابن سعد بقيادة عمرو بن الحجاج. وذلك منذ يوم تاسوعا من عام 61 للهجرة، حيث قدم شمر ابن ذي الجوشن إلى وادي كربلاء، ومعه رسالة من عبيد الله ابن زياد ( المتسلط على الكوفة من قبل يزيد بن معاوية ) في تلك الرسالة أمر ابن زياد قائد جيشه عمر ابن سعد بأن يمنع على الحسين وأهل بيته و أصحابه عليهم السلام ماء الفرات. فلما انتصف النهار من اليوم العاشر وسقط العديد من أصحاب الحسين عليه السلام ومن أهل بيته، صرعى أثر العطش بأهل البيت، وبالذات بالأطفال الصغار، وارتفعت صيحات العطش، العطش فكادت تمزق قلب سقاء كربلاء أبي الفضل العباس، صاحب لواء العسكر الحسيني. والذي لقب بهذا اللقب بعد أن قاد حملة ناجحة إلى الفرات وجاء بالماء إلى المخيم قبل يوم عاشوراء حسب بعض التواريخ. لقد كان العباس بطلا شهدت له المواجهات العسكرية التي كانت بين الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام وبين أصحاب الردة، ولعله اشترك في فتح المشرعة مع أخيه الحسين عليه السلام في بعض المعارك عندما سيطر أصحاب معاوية على الفرات ومنعوا أصحاب أمير المؤمنين منه . فلما تمادى في غيه ، ولم يقبل نصيحة الإمام عليه السلام بفتح الشريعة سلميا خطب الإمام علي عليه السلام في أصحابه خطابا حماسيا ، وكان فيما قال: (أرووا السيوف من الدماء، ترووا من الماء ). وحمل أصحابه على المشرعة بقيادة السبط الشهيد وأخيه العباس حسب هذه الرواية، فلما فتحوها أباحها الإمام لاعداءه كما جاء في بعض الروايات، بيد أن أهل الكوفة الذين حاربوا معاوية بالأمس تحت راية الإمام علي، انضووا اليوم تحت راية يزيد بن معاوية وعدو يحاربون سيد شباب أهل الجنة وأصحابه وأهل بيته، ويمنعونهم عن الفرات. وها هو سيدنا العباس يجد نفسه محاطا بأكثر من أربعة آلاف من الأعداء الشرسين، فهل يمنعه ذلك من اقتحام المشرعة؟ كلا .. ان أصوات الاستغاثة التي ارتفعت من حناجر آل الرسول منادية بالعطش، استنهضت البطل الأبي، فتقدم إلى الإمام الحسين عليه السلام واستأذنه في المبارزة، بيد ان الإمام الحسين عليه السلام لم يأذن له في البدء قائلا: (أنت صاحب لوائي، والعلامة من عسكري). فقال أبو الفضل: (يا أبا عبد الله، لقد ضاق صدري). فأذن الإمام الحسين عليه السلام له، وقال: (اطلب لهؤلاء الأطفال قليلا من الماء).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=184906
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 07 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3