• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : لقاء الفرزدق بالحسين عليه السلام .
                          • الكاتب : بشرى مهدي بديره .

لقاء الفرزدق بالحسين عليه السلام

 يشغلني في هذا الموضوع  شيء أقف عنده دائما وانا اقرأ  عن الفرزدق الكثير  واعرف تاريخه  ، واتسائل  هل يعقل ان يقابل الفرزدق وهو الرجل المعروف بتشيعه  الحسين سيد الشهداء عليه السلام،  ثم يحذره  من غدر الناس ويتركه ويمضي ، والحسين عليه السلام  يؤكد على  هذه النصرة  ويعتبرها عبورا الى الفتح ،  الرجل الفرزدق  لنقرأ اولا وقفته المعروفة  مع هشام  بن عبد الملك حين حج هشام   في خلافة عبد الملك  والوليد  طاف بالبيت  الحرام فلم يقدر  على استلام  الحجر  من الزحام  فنصب له منبر  جلس عليه واطافه به اهل الشام  ، واذ أقبل  علي بن الحسين عليهما السلام  وعليه ازآر  ورداء  من أحسن  الناس وجها  ، وأطيبهم  رائحة  ، بين عينيه  سجادة  كأنها ركبة عنز ،  جعل  يطوف  بالبيت  فإذا بلغ موضع الحجر  تنحى الناس  عنه حتى يستلمه  هيبة له واجلالا   فغاظ ذلك  هشاما ،  سأ ل رجل من اهل الشام  من هذا؟ قال هشام  لا اعرفه  لئلا يرغب فيه اهل الشام ، فقال الفرزدق لكني أعرفه 
( هذا الذي  تعرف البطحاء وطأته 
                 والبيت يعرفه والحل  والحرم 
 هذا ابن خير عباد الله  كلهم 
                هذا التقي النقي الطاهر العلم )
غضب  هشام  وأمر بحبس الفرزدق ، ورفض ان  يستلم جائزة الامام زين العابدين علييه السلام  وقال يا ابن رسول الله  ما قلت  الذي قلت الا غضبا لله ولرسوله ،
 نعود إلى موضوعنا  هل يعقل  أن يتصرف شاعر بهذه الجرأة  التي تهدد حياته  ويترك  الحسين عليه السلام ويمضي ، وهو يعرف ان الحسين عليه السلام ذاهب إلى  المواجهة  ويستحق النصرة ، نرجع إلى جذوة  الموقف الذي كون لنا الفرزدق ،  لننتبه الى الجذوة الفاعلة  فانتبهوا معي ،
 دخل غالب  بن صعصعة  بن ناجية  بن عقال  المجاشعي  على أمير المؤمنين أيام خلافته  وغالب شيخ كبير  ومعه ابنه همام  الفرزدق وهو غلام  يومئذ فقال  له أمير المؤمنين عليه  السلام :ـ من الشيخ ؟ قال انأ غالب  بن صعصعة  ، قال  ذو الإبل الكثيرة ؟ قال نعم  :ـ ماذا  فعلت  أبلك ؟ :ـ قال ذعذعتها الحقوق ـ واذهبتها  الحملات والنوائب  قال :ـ ذلك  أحد سبلها ،  من هذا الغلام  الذي معك ؟ :ـ قال هذا أبني ، :ـ ما أسمه ؟ أجابه همام  وقد رويته الشعر يا أمير المؤمنين  وكلام العرب  ويوشك أن يكون  شاعرا مجيدا ،  فقال لو أ قرأته  القرآن فهو خير له  ، فكان الفرزدق  بعد يروي  هذا الحديث  ويقول  ما زالت كلمته  في نفسي  حتى قيد نفسه بعهد أن لا يفكه  حتى يحفظ القرآن    فما فكه حتى حفظه  ، لقاؤه  مع الإمام الحسين عليه السلام ، كيف يكون هذا اللقاء  يقول الفرزدق  حججت بأمي  في سنة ستين  فبينما انأ أسوق  بعيرها  حين دخلت  الحرم إذ لقيت الحسين عليه السلام  خارجا  من مكة  معه سياقه واتراسه ، فقلت لمن  هذا القطار ،  قيل للحسين عليه السلام ،  أتيته سلمت عليه  وقلت له  :ـ أعطاك الله  سؤلك  وأملك  فيما تحب  بأبي أنت وأمي  يا أبن رسول الله  ما أعجلك  عن الحج ؟ فقال :ـ لو لم  أعجل لأخذت ، ثم قال لي ، من أنت قلت امرؤ  من العرب  فلا والله  فتشني  عن أكثر من ذلك ، ثم قال أخبرني عن الناس خلفك  فقلت الخبير سألت ، قلوب  الناس معك  وأسيافهم عليك  والقضاء  ينزل من السماء  والله يفعل ما يشاء ،  فقال صدقت لله الأمر  وكل يوم  ربنا هو  في شأن  ، إن نزل القضاء  بما نحب  فنحمد الله  على نعمائه  وهو المستعان  على أداء  الشكر  ، وان  حال  القضاء  دون الرجاء ،  فلم يبعد من كان  الحق نيته  والتقوى سريرته  فقلت له ، أجل بلغك الله ما تحب  وكفا ك  ما تحذر  ، وسألته  عن أشياء من نذور ومناسك  فاخبرني بها ،  وحرك راحلته  وقال السلام عليك ثم افترقنا ،  هذه هي القصة بين  محاورها الثلاثة ، نجد شخصية  شاعر حاربته سلاطين أمية  وإعلامهم  ، وحين قتل الحسين عليه السلام  قال  الفرزدق  ( انظروا ان غضبت  العرب لأبن  سيدها  وخيرها  فأعلموا أنه سيدوم  عزها  ، وتبقى هيبتها  وان صبرت  عليه ولم تتغير لم يزدها الله  إلا ذلا  إلى آخر الدهر  ، 
(فان انتم  لم تثأروا لإبن خيركم 
              فالقوا السلام  واغزلوا بالمغازل )
 الاعلام لا يذكر مثل القول  والذي يتهم العرب  بالخذلان  إلى يومنا هذا  لكنه يحفظ عن ظهر قلب  قلوبهم معك وسيوفهم عليك )




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=184907
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 07 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3