محرم الحرام رغم الظروف الصعبة
عظم الله أجوركم أحبتي الكرام من ذكريات المسيرات الحسينية في مدينة الكوفة المقدسة موكب السيد تقي الخلخالي رحمة الله عليه أو ما يسمى موكب عزاء الترك في كل يوم من أيام العشرة الأولى من شهر محرم الحرام تنطلق المسيرة الحسينية من جامع الخلخالي في شارع السكة في مدينة الكوفة المقدسة عصراً بشكل منظم ومنسق بصورة جميلة يضفي طابع الشعور بالأسى والحزن الحسيني يشترك فيها شخصيات كوفية مرموقة ومعروفة وكذلك الشباب الحسينين من أهل الكوفة وكنت مواضباً في المشاركة في هذه المسيرة الحسينية لما تحمل هذه المسيرة من رمزية في نفوسنا والشعور الوجداني بالأسى والحزن الحسيني وأستذكار فاجعة الطف وهم يرتدون السواد ويحملون الشمعدانات ويرددون ردات وأشعار حسينية وأتذكر منها :
الأرض تبكي والسماء ياحسين
حزننا عليك بالدماء ياحسين
بمناسبة مصاب الأمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام وأحيانا يزورن بيوتات كوفية عريقة معروفة في طرف السراي وباقي أطراف الكوفة القديمة فيقدم لهم أهل هذه البيوت الطعام والشراب تيمنناً وتبركاً بمسيرة عزاء الأمام الحسين عليه السلام وعند خروجهم يدعو المشاركين في المسيرة لأهل البيت على أستضافتهم وبدعوات مباركة من المشاركين في المسيرة لأهل البيت المستضيفين وبعد ذلك يرجعون بأنهاء مسيرتهم الى جامع الخلخالي قبل المغرب وبعد صلاة المغرب والعشاء يبدأ مجلس العزاء حيث يرتقي فيه المنبر خطيب حسيني داخل الجامع وذلك خلال العشرة الأولى من محرم
وبعد أن أستلم السلطة المجرم صدام وزمرته القذرة منع كل هذه المناسبات الحسينية لأهل الكوفة وجندوا جلاوزتهم من البعثيين والأمن والجواسيس من وكلائهم في متابعة ومراقبة وكتابة التقارير ومنع أقامة هذه الشعائر الحسينية ومصادرت ممتلكات المواكب الحسينينة ظلما وعدوانا ومعاقبة من يعارضهم في ذلك بالأرهاب والتهديد والأستدعاء الى مقرات حزب البعث ودوائر الأمن في تلك الفترة المظلمة
ذكريات مشرفة في أقامة الشعائر الحسينية وتاريخ جميل لأهل الكوفة الموالين لأهل البيت عليهم السلام يحكي لنا التاريخ الحسيني لأهل هذه المدينة الطيبين الذين جسدوا محبتهم للأمام الحسين وأهل البيت عليهم السلام في أقامة الشعائر الحسينية ومناسبات أهل البيت عليهم السلام رغم ماتعرضوا له من مضايقات السلطة ومنعها أقامة هذه الشعائر الحسينية المباركة
عظم الله أجوركم ... أبو أحمد الفارس
|