• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اللسان أطيب الجوارح وأخبثها. .
                          • الكاتب : نهاد الدباغ .

اللسان أطيب الجوارح وأخبثها.

حينما نتحدث عن اللسان يتبادر الى أذهاننا قول أمير المؤمنين علي علية السلام في حديث له مشهور يقول فيه(المرء مخبوء تحت طي لسانة لا تحت طيلسانة) أي بمعنى ان الانسان بكلامة يعرف مدى مستوى عقلة وتفكيرة وقدراتة لابمظهرة ولباسة ومايرتدية او على رصيده المالي ومايمتلكة من أموال أوجاه أوحسب ونسب،أنما يعرف الرجل بأخلاقة وفطنتة وذكائة وعقلةمن خلال لسانه.
فاللسان هو المعبر عما يجول في قلب الأنسان فبه تتنافر القلوب وتتآلف وبه يذكر الله ويعبد وبه يشرك بالله ويظلم الابرياء وتقذف المحصنات وتدمر بيوت وتهتك أعراض وبه نرشد المظلين والحيارى.
يعرف اللسان علميا بأنه عضو عضلي موجود داخل الفم يرتبط بالفك عبر سبع عشر عضله.
أما في اللغه يعرف بأنه جسم لحمي مستطيل متحرك يكون في الفم ويصلح للتذوق والبلع وللنطق.
أذا فاللسان هو قطعه من اللحم،ذات وزن قليل قد لايتجاوز المائتي غرام،ولكن هذه القطعة اللحمية خطرها يكون عظيما اذا ماأستخدمت أستخداما خاطئا قد تنسف بلدانا وتدمر شعوبا بكلمة منها،وقد تكون مفتاحا للخير اذا أستخدمت استخداما فيه خير وصلاح.
من هنا نفهم أن مايميز الأنسان العاقل عن الجاهل هو لسانه،فالعاقل هو الذي يجعل لسانه تحت أمر عقله يوجهه التوجيه الصحيح،أما الجاهل او الأحمق فهو الذي يجعل عقله تحت أوامر لسانه حيث تكون نهايتة الوقوع بالمهالك،فكم من أنسان هلك بسبب سوء أستعمال لسانه.
فعن رسول الله محمد صلى الله عليه واله قال( يعذب الله اللسان بعذاب لايعذب به شيئا من الجوارح؟ فيقال له:خرجت منك كلمة،فبلغت مشارق الأرض ومغاربها،فسفك بها الدم الحرام وأنتهب بها المال الحرام،وأنتهك بها الفرج الحرام)أصول الكافي/ج2/ص115.
من الأمور الغريبة المتعلقة باللسان قديما كان الأطباء يستدلون على المرض ويشخصونة عن طريق اللسان فلم تكن لديهم الأجهزة الطبية المتطورة والأمكانيات التي نمتلكها اليوم،من خلال مايظهر من لون على لسان الشخص المريض يعرف الطبيب علة المصاب.
والأمر هنا لايختلف عنه بالنسبة لأمراض الاخلاق في روح وعقل الانسان،فاللسان يظهر لنا الأخلاق الفاسدة والتعقيدات الروحية وكل السلبيات المتعلقة بالنفس الأمارة بالسوء.
قال رسول الله صلى الله عليه واله(أن لسان المؤمن وراء قلبه،فأذا أراد أن يتكلم بشئ تدبره بقلبه ثم أمضاه بلسانه،وأن لسان المنافق أمام قلبه،فأذا هم بشئ أمضاه بلسانه ولم يتدبره بقلبه).موقع حديث الشيعه/لسان العاقل وراء قلبه 3506.
وعن الإمام الباقر قال(أن هذا اللسان مفتاح كل خير وشر،فينبغي للمؤمن أن يختم على لسانه كما يختم على ذهبه وفضته)موقع حديث الشيعه/اللسان مفتاح الخير والشر 3504.
وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام(ماالأنسان لو لا اللسان،إلا صورةممثلة،أو بهيمة مهملة)تحف العقول/ص:147.
فمن هذا المنطلق علينا أن نتأنى ونفكر كثيرا قبل أن نعطي رأينا بشخص ما او ندلي بكلمة على أنسان ولانطلق لألسنتنا العنان والحرية في التحدث فقد تكون هذه الكلمة مصدر أذى له او قد تدمر حياته نفسيا ومعنويا،أذا علينا أن نزن كلامنا ونعرضة على عقولنا قبل التفوه به فكل كلمة تصدر منا تكتب بصحف أعمالنا ونحاسب عليها أن كانت خيرا فخير وأن كانت شرا سنحاسب عليها حسابا عسيرا،قال تعالى في كتابة الكريم(مايلفظ من قول ألا لديه رقيب عتيد)سورة ق/أيه 18 وقوله تعالى(أم يحسبون أنا لانسمع سرهم ونجواهم،بلا ورسلنا لديهم يكتبون)
الزخرف/80.
يتبين لنا مما سبق،أن اللسان في الوقت الذي يعتبر فية أنه نعمة ألهية عظيمة،أذا ماأستخدمناه الاستخدام الصحيح وبطاعة الله،هو بنفس الوقت خطر جدا بحيث يمكن أن يكون مصدرا للذنوب والخطايا فينزل بالأنسان من خط الباطل،الى أسفل السافلين،ويرسلة الى الحضيض وبعدها الى النار.
فاللسان كالوحش الضاري ليس لديه هم سوى التدمير والتخريب،عن سعيد بن جبير عن رسول الله محمد صلى الله عليه واله قال(أن أصبح أبن أدم أصبحت الأعضاء كلها تشتكي اللسان أي تقول أتق الله فينا فأنك أن أستقمت إستقمنا وإن إعوججت إعوججن)المحجة البيضاء/ج5/ص193.
نستدل مما سبق أن على الأنسان الأقلال من الكلام وتجنب الكثير منه فكلما كان الكلام أقل كان الزلل اقل والعكس كذلك بكثرة الكلام،فالتزام السكوت في أكثر الأحيان يجعل من الأنسان قادرا على ضبط لسانة والسيطرة عليه،بذلك سيتعود لسانه بقول الحق وأجتناب كل مالايرضي الله،فيكون بذلك قليل الكلام يستثنى بذلك ذكر الله،فكلما ذكر الأنسان الله كثيرا كلما أبتعد عن الكلام الكثير والهذر الغير مجدي والفضول المؤدي الى مالايحمد عقباه.
يذكرنا أمير المؤمنين علي علية السلام أن أذا أردنا العيش بسلام فلنقلل من كلامنا حيث قال(أن أحببت سلامة نفسك وستر معايبك،فأقلل من كلامك وأكثر من صمتك،يتوفر فكرك ويستنير فكرك).
وقيل قديما حكمة دائما كنا نرددها(إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب)
الواضح من الحكمة أن أكثر خطايا وذنوب بني أدم من اللسان،فأذا حفظ الأنسان لسانة فكفه عن الفضول وعما لايجوز،فقد سار نحو باب عظيم من أبواب العباده وفاز برضى الرحمن جل وعلا.
للقمان الحكيم حكمة جميله أحببنا التطرق لها عندما كان عند مولاه أمره بذبح شاة وأخراج منها أطيب مضغتين فذبحها وأخرج اللسان والقلب،وبعد فتره أمره بذبح شاة اخرى وقال له أخرج منها أخبث مضغتين فذبحها وأخرج منها اللسان والقلب فتعجب مولاه وقال له امرتك أن تخرج أطيب مضغتين فيها فاخرجتهما وأمرتك أن تخرج أخبث مضغتين فيها فأخرجتهما،فقال له لقمان:أنه ليس من شئ أطيب منهما إذا طابا،ولا أخبث منهما إذا خبثا.
فاللسان يعتبر ترجمان القلب ،ورسول العقل،ومفتاح شخصية الأنسان،التي نطل بها على الناس فنعرف من خلاله،فمن كانت أخلاقة عالية يتكلم حسب توجيهات الخالق جل وعلا احبة الله وخلقة،وفاز برضى الباري ومحبة خلقة،وسعد بالدنيا والاخرة،أما من خالف أوامر الله ويتكلم بما لايرضي الله عزوجل فقد أكبة الله في نار جهنم وغضب عليه وأعد له عذابا عسيرا.
وأخيرا لنكن حريصين أن لانؤذي الغير بكلمة تصدر منا لأن اللسان أحيانا يكون أكثر إيلاما ووجعا من الرصاصة في القلب حيث أنها تدخل القلب فيموت الأنسان لايشعر بشئ بعد ذلك فتكون رصاصة رحمة،أما اللسان فله طعنات لاتجعل القلب يموت بل يتألم ويتعذب ويتوجع من قساوة الكلمات التي تطلق من اللسان،لتكن ألسنتنا نظيفة طاهرة خالية من السموم لاسعد بالدنيا والاخرة وننال رضا الله عزوجل.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=185230
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 08 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3