• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الشعب يريد تشريح الجثة .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

الشعب يريد تشريح الجثة

كنت كتبت من أيام في هذا الموضع عن المواطن العراقي إبراهيم عبد المهدي مثنى, الذي وافته المنية في ظروف غامضة بمدينة جوهانسبيرغ الجنوب أفريقية,وقد تأخر نقل الجثمان الى العاصمة بغداد,وجاءني رد من السيد هاشم العلوي سفير دولتنا العظيمة في العاصمة الأفريقية موضحا ومنوها ومبررا ماجرى للجثة, وكان أرفق تقريرا بعث به في وقت سابق الى الخارجية العراقية شرح فيه ملابسات الحادث وتبعاته, وإعترض على مافي المقال من معلومات غير دقيقة.(المهم بالنسبة لي أن المعلومة التي نحتاج توفرت في المقال ). فالرجل ميت ,ومضى عليه أكثر من أربعين يوما لم ينقل جثمانه,ونحن نريد إيصال الجثمان الى بغداد ,من أجل ان تدمع عيون الأهل والزوجة والأولاد والأب الحاني الذي قيل لي أنه شبع بكي عند إطلاعه على مقالي الأول ( فضيحة السفارة العراقية في جوهانسبيرغ) ثم يوارى الثرى بحضور الأحبة والأصدقاء.

أود أن أشكر السيد السفير الدكتور هاشم العلوي على موقفه ورد فعله السريع وتدخله المباشر لترتيب متطلبات نقل الجثمان الذي وصل العاصمة بغداد ,وهو الآن في دائرة الطب العدلي بإنتظار تشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة الذي وعلى مايبدو سبب مغاير لما ذكر في السابق من إنه مرض الملاريا ,مع إن المعلومات والتقارير الطبية تشير الى إن المتوفى قد تم تلقيحه ضد المرض المذكور في بلده العراق ,وقد ذكر صديق له في جنوب افريقيا إنه قام بأخذ لقاح الملاريا للمرة الثانية, وحصلا على جرعة التلقيح سوية,ومايثير الريبة إن دائرة الطب العدلي أبلغت عائلة المتوفى بأنها لن تقوم بتشريح الجثة لدواع السلامة والخوف من إنتقال المرض بدعوى أن المرض خطير ومعد ولايمكن التعامل معه .
حين إتصالي بجهات عليمة أبلغوني ,أن القانون العراقي يمنع تشريح الجثث في حال وجود أمراض معدية وخطرة على الصحة العامة وخشية إنتقال المرض,لكن الأسرة المفجوعة غير مقتنعة بهذا الأمر والمبرر غير المنطقي خاصة في حال توفر شكوك عميقة بأن حادثا ما كان وراء الوفاة.
الشعب يريد تشريح جثة إبراهيم لمعرفة سبب الوفاة وتطمين أسرته وإبنته الطالبة في الإعدادية التي قالت لعمها الأصغر أمس ,(عمو أريد حق أبوية منك أنت تجيبه ) كان يتحدث إلي وهو ينشج بحرقة.
ملاحظة.تصلني معلومات بأن مواطنين عراقيين يقتلون في أنحاء من العالم ولأسباب متعددة ,ياليت حكومتنا تحقق في الأمر.
ملاحظة ثانية.أود شكر البنت الأفريقية التي أخرجت الجثمان من المستشفى وأودعته عند شركة لنقل الجثامين وظلت تتابعه حتى مغادرته الأراضي الجنوب أفريقية,تلك البنت رفضت إعطاء إسمها لشقيق إبراهيم ,لكنها حكت له أن شقيقه منع أحدهم حاول التحرش بها فأعجبت بغيرته العربية ,وإن إبراهيم كان يحكي لها قصصا عن الإسلام ويروي لها أحاديث عن أخلاق النبي محمد وإبن عمه علي وقد أثارت فيها تلك الحكايات الرغبة في معرفة المزيد وإحترام المسلمين ومساعدتهم.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=18526
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 06 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19