• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الشاعرطلال الغوّار... يحلق في اشجاره العاليه .
                          • الكاتب : رياض محمد عبد الوهاب .

الشاعرطلال الغوّار... يحلق في اشجاره العاليه

 
(تعلموا اكثر ما تستطيعون عن الرموز ثم انسوا ذلك حـــين تحللون حلما)
هذا ما قاله يونغ ربما هي ( احلام في غيمه) وهي القصيده الاولى في المجموعه الشعريه الثانيه للشاعر طلال الغوار (الاشجار تحلق عاليا) حين تفجرت احاسيس طفله شمرت عن تحديها في محاولة اقتناص فعاليه الفكر حين تلاشي خوفها رويدا عن افقها القاني 
 
(طفلتي التي تخاف 
من حمرة الافق 
ولم ترَ فيه غير انحنائه 
صارت تجالسه 
على مصطبه واحده)
 
الخوف الذي تبدد في اللاهناك من اجل الاحاسيس اللا مرئيه  الفطريه ولم يبق سوى اب يريد
 
 (ما الذي سأفعله 
من اجلك يا طفلتي 
وليس لي غير الكلمات 
خذيها 
افتضي جلدها 
تجدي طفلا 
يحزم احلاما في غيمه)
 
لا ارى غير الاحلام, خذوها ايها الاصدقـاء , من اجلكم ومن اجل الاشجار التي تحلق عاليا.هكذا هي احـــلام (طلال الغوار) قريبه جدا برغم بعدها او انه وهوبأختصار المسافات ليضعها في غيمه كفيله بان تقترب حين تداعبها الريح او حين ينهمرالمطر لتنبت الاشجار وتحلق عاليا.هكذا يرى او يقوس المسافه اويختزلها حيث تجلس البدايات والنهايات على مصطبه واحده وببساطه تامه , وهنا تكمن قدرة الخلق الشعري من خلال القدره التحليليه التي يتمتع بها الشاعر,هذه القدره التي تمكنت ان (تخرج الواقع من واقعيته) وخلق واقعا يحمل دلالة الشعريه العاليه.
اثنا عشر موضعا يكرس الحلم,ماده معبره اعتاد على ايقادها واحتساء عبقها رائحه ونشوه,حيث نراه يحزم احلاما ليستقدم اداة القياس العدديه 
 
(بعد الالف الاميال
من الاحلام التي 
قطعتها 
ادركت الاشجار 
وصولي 
فحلقت عاليا)
 
ولكي يدع الاشجار تحلق عاليا يأمرك برفع قبعتك ايذانا ببدء حياة جديده
(ارفع قبعتك
فالفراشات التي خبأتها يوما
تحتها
ستختنق بالاحلام)
ولديه (حلم يمشي  على قدمين)وهاجسه ان احلامه باسله لها قدرة التحدي لانها ممتزجه بحرارة الحياة, ويحاكي الحلم الضرورة , الحلم العابر والناجزو الموحي خبرآ كي يفوض ( دنيا الظلم )الى ان نرى الصورة ( اعتصام )يؤكد مرة اخرى ان حلمه قريب ومحتشد ينتظر اشارته حين ترمقه ,
 
( حينما انفردت بخطواتي الصحراء
احتشدت احلامي في غيمة )
 
وحين تخذله مجموعة خطوت يخاطبها مؤنبآ ( لمَ لمْ تحلمي بألأقاصي ) وحين تطرق بلا اجابة ينوي اطلاق سراح احلامه و بلا تردد يدعها تحمل قضية انسانية,
وحين يقول :
 
( وهي تشير 
الى حلمها الجميل 
كانت تعلم انها 
تحمل بين اصابعها قبرآ )
 
كم هائل من الاحلام ترتكز على نفس واثقة و مستقرة نراها في اكثر صفحات المجموعة و هنا فالشاعر طلال الغوار , لم يدس احلامه في قضية , بل جعلها لا لبس فيها و لا غبار عليها , لقد كانت استخداماته يومية هادئة ولكنه نفخ فيها من روحه مما جعله اكثر ايحاءا و دهشة والشعرهو ما يفاجئ ويدهش .
و لابد من الاشارة هنا الى ان الشاعر المبدع طلال الغوار من الشعراء المواظبين جدا وله حضور متميز سواء باللقاءات والندوات او بالاطلاع على تجارب الاخرين,
يمتلك لغة سلسة انسانية , و موهبة مبنية على اساس تنتمي الى عاشق من طراز خاص جدآ , فطرته .. موهبته .... وموهبته مبينة على اساس المتابعة و الحضور ...
وخاصة في مجموعة الثانية ( الاشجار تحلق عاليآ ) وهي تنتمي الى قصيدة النثر و لكنها متميزة لها خصوصيتها ولها ارضيتها و سماءها الذي تحلق فيه و حين نتابع الشاعر طلال الغوار نجد انه حالة متطورة تدل على فعالية عالية وناجحة وعن وعي عال ومهارة حاذقة في تعاملها مع المهمل والمستخدم .
..................................................
*الاشجار تحلق عاليا..المجموعه الشعريه الثانيه للشاعر طلال الغوار..صدرت عن دار الشؤون الثقافيه العراقيه عام 1998
 
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=18540
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 06 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28