منذ نشأة علم اللسانيات وتطوره في عالمنا العربي ظهرت العديد من المصطلحات اللسانية ؛ مما ولّد بعض الاشكالات في الدرس اللساني، وأثّر على قاعدة الدرس اللغوي، فمثلاً لفظة ( Langage) ترجمت بمعنى اللسان عند غازي ، والكلام عند القرمادي ، واللغة عند المسدي وبابا عمر، واللغة أو اللسان عند حاج صالح ، وكذلك لفظة ( Langue) ترجمت بمعنى اللغة عند القرمادي وغازي والمسدي وزكريا ، واللسان عند باب عمر (ترجمة المصطلح اللساني ومشكلاته ، الأستاذة: إيمان بوشوشة ، مجلة الآداب واللغات ع 24 ، 2017 ،ص153) ، ويُرجع الأستاذ الدكتور المسدي هذا الاختلاف إلى الأمور الاتية:غموض المفهوم الذي يرمز له المصطلح الأجنبي بالنسبة لمترجمه ، وغياب أي خطة منهجية لنقل المصطلح اللساني إلى اللغة العربية، واللغات الأجنبية ، وقيام المتخصص بمفرده ذاك الذي يجهل طرائق الصوغ بالعربية في نقل المصطلح ،وغياب الدراسات التأثيلية للمصطلحات الأجنبية، وفهم سوابقها ولواحقها وجذورها وتطور دلالتها، وتغيرها زمنيا ، وعدم تفهم طبيعة المصطلح العلمي من حيث الدقة والوضوح والايجاز، والفارق بينه وبين اللفظ العادي في اللغة العامة، وذلك لغياب الدراسات العميقة في هذا الحقل ، واختلاف المصادر التي ينهل منها علماء العرب اليوم، وتنوع المدارس اللسانية وتعدد مناهجها، ودوران المعرفة اللغوية بين متصورات مستحدثة ومفاهيم متوارثة، وغفلة القائمين على أمر العلم عن ناموس وضع المصطلح وتطوره طبق مراحل التجريد (قاموس اللسانيات، عبد السلام المسدي، ص 12 ) . زيادة عن الاختلاف في وسائل توليد المصطلحات من قبل المؤلف أو المترجم عن طريق الاقتراض من اللغة ، أو تعريب المصطلحات بإضفاء صيغة العربية على المصطلح الأجنبي، أو الاعتماد على النحت والتركيب أكثر، أو ترجمة المصطلح الأجنبي بمصطلح عربي الصيغة (أزمة تمثل المفاهيم أم موضة اختلاف؟ ص 106 ، .أ مسعود شريط ،مجلة إشكالات 97 العدد الثاني عشر ماي/ 2017) .وكذلك أغلب الجامعات كانت قد فتحت مؤخرا، وهي حدیثة في النشأة والتدريس ، وكثرة المصطلحات الأجنبية ، وتفضيل الباحثين الاعتماد علي اللغة المنطوقة ، وعدم التعمق بالتدريس في اللغة العربية ( المصطلح اللساني بين الترجمة والتطبيق ، رسالة ماستر /إعداد : أحمد وسيلة، وبو علي أمينة ، جامعة عبد الرحمان ميرة –بجاية –ص58 ). من هذا كله كان حريا على المترجم أنْ يتعمق بالتراث العربي ، و الصياغة العربية لنص المترجم ، وفهم ثقافة المؤلف وإلى أي فكر لساني ينتمي ، زيادة عن الاطلاع على المصطلحات اللسانية الغربية لكل مدرسة لسانية ، وخير من عالج ترجمة المصطلح هو الأستاذ الدكتور خليفة الميساوي في كتابه ( المصطلح اللساني وتأسيس المفهوم ).
|