• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الساكت عن الحق شيطان بعثي .
                          • الكاتب : عباس العزاوي .

الساكت عن الحق شيطان بعثي

 ابطال وشجعان في قتل العراقيين وزرع العبوات الناسفة وارسال حمير الارهاب المفخخة لتفجير الابرياء ,وما ان يقع الارهابي في يد القوات الامنية حتى يتحول الى حمل وديع يصرخ من الظلم والتعسف الحكومي , وينبري له الف كاتب وناشط في حقوق الارهاب  , يبكي عليه ظلم قوم صفويين .

ليث الدليمي وعرضه المسرحي الشيق قبل ايام ذكرني بالابداع العراقي على خشبة المسرح لاسيما المسرح التجريبي ـ الجاد ـ, رجل لفقت له الحكومة تهمة سياسية بطربوش ارهابي كي تزيحه عن منبر الدفاع عن السنة !وهذا حال الجميع ,
عدنان الدليمي , بكى ظلم القرامطة الجدد من تركيا , محمد الدايني فجر البرلمان الفارسي وهرب الى الخارج , فراس الجبوري , حصد اثداء الطهر المجوسي برعاية الشيخ محجوب , ناصر الجنابي , قاد حملات التطهير الطائفي في احياء بغداد و يقدس غبار قنادر البعثية !! طارق الهاشمي قتل الابرياء من موقع الحرص والمسؤولية, ومازال يطالب من خارج الحدود باسقاط الحكومة لاكمال مهمته الرسالية , الارهابي حارث الضاري ,لايشك بايمان الزرقاوي ويهلل ويفرح لكل قطرة دم تسقط من الابرياء في العراق , فمنهم من هرب ومنهم من ينتظر وماغيروا التقتيلا.
 
في بداية تشكيل مجالس الصحوات ظهر امير الدليم علي حاتم السلمان في لقاء على الفضائية العربية , ليقول بصراحة حول المجاميع الارهابية, في معرض اجابته حول مواقفهم السابقة من القاعدة وحلفائها ," كَالو جهاد ضد الاحتلال وماعرف شنو, بعدين شفنه الموت وصل لولدنه, كَلنه لهنا وبس !!".
الشهيد عبد الستار ابو ريشه ( رحمه الله) الشخصية القوية التي قادت عمليات تطهير الانبار من تنظيم القاعدة خلال اربعين يوماً وبالاستعانة بابناء عشيرته الكبيرة, بعد ان كان مقيم في الامارات العربية لادارة اعماله الخاصة, كان السبب الرئيسي لعودته الى العراق هو سقوط عدد من الضحايا من اخوته وابناء عموته وعشيرته , عاد لتشكيل مجلس ثوار الانبار لغرض الانتقام من القاعدة وطردها خارج المحافظة!.
 
تعالوا نرتفع قليلاً عن الواقع , اي بارتفاع بعير واحد لا اكثر فالبدوي الاحمق الذي في دواخلنا لايسمح باكثر من هذا, قساوة الصحراء وكمية الانحطاط الذي ورثه من عبق التاريخ الكالح والغارق بالدماء, يجعله لايسمع صوت الضمير ولايرى دماء الابرياء التي تسفك يومياً ولايفهم الا لغة  الموت والتفجير والذبح , لغة تعلمها من اسلافه ولايتقن سواها !!, نعم تعالوا ننظر بعين واحدة  لما يحدث في بلدنا العراق حتى لاتختلط زوايا الرؤيا علينا وحتى نكون على بينة من أمرنا, ونضع ايدينا بعفوية الصغار وبرائتهم على مصادر الموت المستمر دون تعقيدات ومماطلات.!! ودعونا من التفاصيل فان الشياطين تكمن فيها,  ولنترك الماضي البعيد والقريب الذي اصبح كالاسطوانة المشروخة وشماعة نعلق عليها اخفاقاتنا المخزية في كبح جماح الاحداث ومن يقف ورائها .
ماذا يحدث في العراق ؟ ولماذا؟ وكيف وصلنا الى هذا الطريق المسدود بالاف الجثث والاطراف المقطوعة ؟ من يأوي ؟ من يدعم؟ من يؤيد ؟ ومن يدافع ؟ اسئلة منطقية تؤرقنا جميعاً.
 
لايمكن باي حال من الاحوال ان نصدق بان مايحدث منذ سقوط النظام ولحد هذه الساعة " المصخمة " كله مصادفة او نتيجة للأخطاء المتكررة للحكومة ( الشيعية) ,فالحكومة البعثية لم تكن باطهر او اشرف منها! ولم تُحارب بهذه الشراسة والقسوة , كما لم تُمنح الحكومة الحالية فرصة كافية لتثبت لنا جورها من عدلها!! فلابد من وجود علل اخرى قادتنا الى هذه الزاوية الميتة رغم تبني العراق الجديد اعرق نظام عرفته البشرية وتنعم به الكثير من الدول المتقدمة , وهو النظام الديمقراطي! وبناءاَ عليه يفتر ض ان نؤمن ونرضى بمن تمنحه الجماهير ثقتها عبر القنوات الطبيعية للنظام الانتخابي ,والا اصبح الموضوع مجرد سخرية ماصخه من الشعب ومحاولة لتمرير رغبات فئوية او حزبية بغض النظرعن نتائج الانتخابات!
 
الجميع متفق على ان الشعب العراقي شعب واحد, و مايحدث في الشارع من تطاير لاجساد احبتنا واخواننا واطفالنا هو من صنع الساسه واذنابهم !! , الكل متفق ايضا ان هناك من يحاول شق الصف الوطني ؟  كلام جميل!!  ولا احد يريد الشر بالعراق من ابناءه الطيبين!  تصور مثالي ممتاز , يقولون اجندات خارجية وايادي خبيثة داخلية تنفذّ !!! دعونا من الاجندات الخارجية فهذه اماني قوم لاينتمون لهذا البلد ولهم مبرراتهم في سعيهم الدؤوب لتحقيق مصالحهم! ولنركّز على الايادي الداخلية المنفذة!! اين تعمل ؟ وأين تسكن ؟ كيف تتحرك؟ وكيف تفخخ؟ وهل هم قلة شاذة حقاً ؟ انا لاارى اي تناسب معقول بين قلتهم المزعومة ومستوى العمليات الارهابية.
 
اذن نحن في مواجهة مجاميع صغيرة تمارس هذا العمل الارهابي , برزت الى السطح بعد سقوط النظام , هناك فرضية اولى تقول ,ان هذه الشراذم هي من بقايا النظام السابق من مخابرات ورجال الامن والحرس الخاص والجمهوري , فيفترض انهم معروفين في مناطقهم من قبل اقربائهم وجيرانهم والشخصيات المعروفة هناك كرئيس العشيرة والشيوخ وغيرهم!! ومع ذلك لانجد من هؤلاء اي موقف مشرف ضد الارهابيين او حتى العمل فيما بينهم للحد من ممارساتهم الاجرامية , وبذلك اصبح لدينا مجموعة تفخخ وتقتل و أخرى متسترة عليها وربما تدعمها في احوال كثيرة, والدليل وصول بعض قادة الارهاب الى مناصب مهمة في الدولة لان اغلب المصوتين لهم في الانتخابات من مناطقهم !!والا كيف يصوت الناخب لشخص لايعرف تاريخة او حاضره على اقل التقديرات!! ومن هذا نستنتج بان الاغلبية في تلك المناطق  التي يسكنها الارهابيون اما ان تكون متعاطفة او مؤيدة او متخاذلة وساكته وهذا اضعف الارهاب , او ربما داعمه لهذه الاعمال الارهابية بحق ابناء الشعب طالما الموت لا يصل لبيوتهم واطفالهم ! ,وهذا يفسر احجية استمرار التفخيخ والقتل طوال هذه السنين , رغم الجهد العسكري والاستخباراتي في محاربته , وكلما سقط احد الرموز وجماعته ,تزايدت العمليات الارهابية باطراد عجيب! وكأن السماء تمطر مفخخات وارهابيين , وقد اثبتوا في العمليات الاخيرة  قدرتهم على كسر الطوق الامني المحكم وتنفيذ اكبر عدد ممكن من التفجيرات في عدة اماكن والحاق الضرر بالارواح والممتلكات وهذه نقطة اخرى خطيرة تشير بوضوح الى تآمر وخيانة بعض المتنفذين في اجهزة الدولة. فهل اصبح الارهاب حالة طبيعية ومقبولة في العراق؟ حتى يصمت الجميع حيالها!!
 
الفرضية الثانية ان هذه المجاميع زرعت بعد دخول جيوش الاحتلال ـ  حسب اصحاب نظرية المؤامرة ـ فان كان هؤلاء من نفس القماشة البعثية القذرة ينطبق عليهم ماذكرت بخصوص مجاميع الفرضية الاولى , اما اذا كانت غير منتمية لبقايا النظام السابق وتم اختيارهم بعناية فائقة من قبل الامريكان للعمل والتنسيق مع خلايا القاعدة , فيفترض انهم عراقيين وحتى لو كانوا من العرب, فعملية اكتشافهم اكثر سهولة من سابقتها لانهم يحتاجون الى قواعد ثابته ينطلقون منها وبيوت ينامون ويجتمعون فيها ومعامل لتصنيع الموت يعدون فيها سياراتهم المفخخة واحزمتهم الناسفة, واماكن اخرى لتخزين المعدات والمتفجرات والعتاد !!, والكل يعرف ان المجتمع العراقي يتمتع بارتباطات عشائرية واجتماعية واسرية وثيقة , وعملية معرفة اماكن تواجد هؤلاء الافراد ونشاطاتهم  سهلة للغاية وبامكان معرفة اخبار اي شخص ,غريباً كان ام من ابناء المدينة دون عناء يذكر, فحركاته وسكانته مكشوفة وتحت انظار الجميع. 
 
لم تكن الحكومة البعثية قوية بما يكفي لكتم الانفاس والهيمنة على الاغلبية الرافضة لحكمهم , بل وجدت الكثير ممن لاضمير لهم لتزرعهم وسط العراقيين , كان الجندي الهارب من الجيش العراقي يجد صعوبة فائقة بالتحرك في الشارع لكثرة العيون التي تراقبه وتعد عليه انفاسه رغم عدم قناعة الكثيرين بجدوى الحرب أنذاك!! لكن الارهابي اليوم يتمتع بدعم لوجستي مميز ومساندة معنوية واعلامية كبيرة, اضافة " لباجات" المسؤوليين الرسمية التي تسهل له تنقلاته بين المناطق بحرية كاملة .فماذا حدث الان ؟ هل تغير النظام ام تغيرت الانفس والطباع ,ام كفرنا بحب الوطن؟ ولم يعد عزيزاً ومقدساً كما في السابق!.
 
اين هي مصاديق فكرة الشعب الواحد أذن؟  الشعب الغيور الطيب المتآلف منذ مئات السنين !!, اذا كان العراقي يرى يومياً اشخاص يعرفهم ويعرف توجهاتهم , ويرى بعينيه تحركاتهم وتجهيزهم للسيارت المفخخة بين فترة واخرى لقتل ابناء شعبه ولا يحرك ساكناً , و لايدفعه ضميره لاتخاذ اي موقف وطني او حتى انساني مشرف تجاه هذه المجازر, فان كان لايرى الضحايا اثناء سقوطهم فانه يشاهد يوميا في الاخبار مناظر الاشلاء المقطعة والحرائق والوجوه الباكية التي يعتصرها الالم ,اذن نحن اما ازاء ازمة ضمير مستعصية على الانفراج , او اننا مستسلمون لطائفية عمياء لاترى في قتل الاخرين موبقة او خيانة, أن قلتم اعداد قليلة, بعثية حاقدة ؟ فاين انتم أذن ياأحبتي الاخيار ؟ وماأضعفكم امام هؤلاء القتلة؟
 
يحتاج القاتل الكثير من الحقد والضغينة والافكار الشيطانية كي ينعم براحة البال وسكينة الروح امام هذه المذابح والدماء التي غطت شوارع المدن من دماء ابناء جلدته!! ويحتاج المؤيد والمدافع والباحث عن المبررات المفبركة لظاهرة الارهاب ,الكثير من النذالة والقساوة كي  يفلسف الاحداث ويشوش على الاخرين وضوح الصورة.
 
نُشرت خلال هذه الايام الدامية صورتان آلمتني كثيراً وحبست الانفاس في صدري من القهر والغيض والوجع المرّ, صورة الاب الذي يحتضن ابنه المقتول الصغير وهو يلثمه في فمه, وصورة الام التي تحمل ابنها بثيابه الاخيرة ـ الكفن ـ  نُشرت هذه الصور المؤلمة لتزيد لحزننا وفاجعتنا ألم من نوع آخر ألم الآباء والامهات والم الاحبة الصغار, ألم الانسانية الفاشلة بجدارة في رحاب بلد الحضارات والاديان السماوية! الا لعنة الله على المجرمين! اي قلوب تحملون بين جنباتكم ؟ واي ارواح ممسوخة تسكن اجسادكم القذرة ؟ واي نفوس دنيئة استوطنت عقولكم السقيمة.
 
ـ من يفضل البقاء شيطان اخرس فلا يدّعي البراءة



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=18578
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 06 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29