كان لي برنامج تلفازي يسلط الضوء على بعض المؤسسات، وقبل إعداد الحلقة ينبغي ان تكون هنالك زيارة للمؤسسة وعلى ضوء الواقع يتم إعداد الحلقة .. وكانت وجهتنا ان نزور حضانة للأطفال 

وتوكلت على الله 

ومضيت ..

وما ان وضعت قدمي امام باب الحضانة حتى وقف على رأسي الحارس الأمني، فأعلمته بمهمتي، وطلبت منه ان يخبر الست المديرة بوصولي

فذهب الرجل ومن ثم عاد وقال 

ألان ستأتي المديرة ..

فوقفتُ قبالة الحديقة استطلع المكان ريثما تأتي المديرة،، وإذا بوقع أقدام كالذي نسمعه في ردهات المستشفيات، وإذا بشابة أنيقة جميلة ارتدت فستانا جميلا وتزينت وتعطرت وتجملت بحنكة فريدة .. ياسلام .. فقلت بسري كنت أظنها امرأة مسنة وإذا هي تفيض شبابا وتزمجر عنفوانا .. يبدو ان الحضانة تحتاج للشباب وهذا لضروريات عملهم، فهم علماء بهذا الباع .. انظر كيف نسقت الألوان في ملبسها وكيف تزينت حتى تبعث الراحة في نفوس الصغار ، وكيف هو عطرها ياسلالالام !!!!

 انه ساحر، اعتقد أنها وضعته لتفتح به نفوس الأطفال .. آه

فقاطعتني بقولها .. أتفضل أستاذ أهلا وسهلا 

وتفضلت ..

وانا اشعر بالرضا .. فأجلستني بغرفة كتب بجانب بابها (المديرة) ثم انصرفت وقد أحضرت بيدها الجميلة مشروبا غازيا،، فتعجبت لتواضعها ولكرمها فقلت لها آسف يا سيدتي أتعبتك معي فقالت لا هذا عملنا .. أهلا وسهلا ومرحبا

فشكرتها على ذوقها .. ورحت اشرح لها مضامين عملنا وعن طبيعة البرنامج التي سيكون لها فيه حصة الأسد، وطلبت منها ان تحدثني عن مرافق الحضانة وأقسامها .. فابتسمت وكانت ابتسامتها تذيب الجليد .. وقالت لو تحدثك الست المديرة يكون أفضل!

الست المديرة!!!

ومن أنت إذن؟؟

قال انا الفراشة!