• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سحب الثقة.. ماأشبه اليوم بالبارحة .
                          • الكاتب : محمود الربيعي .

سحب الثقة.. ماأشبه اليوم بالبارحة

 ليس غريباً أن يلبس البعث ثوباً جديداً ويتلفلف به بإسم العراق سياسياً تارة وبإسم الشرق إعلامياً تارة أخرى أو ماشاء له من شعارات الوحدة والحرية والشراكة الوطنية فهو يعشق بابا صدام حتى النخاع ولم ينس يوماً أن أباه وجده وعشيرته هو صدام وأزلام صدام وليس غيرهم فهم يحلمون بعودة الحزب ويتمنون العودة في ظل البعث وظلاله تحت راية الطائفة السياسية السعيدة فهل سيعود بابا صدام؟ ونحن نقول أن لن يستقر مزاجهم السياسي أبداً ماداموا، فهم يريدون تفصيل الدستور وفق طائفيتهم وعنصريتهم ووفق تلك المزاجية المريضة ولن يتخلصوا من تلك المزاجية حتى مماتهم ووهم يخشون حكومة الأغلبية إذ هي كابوس قادم يقض مضاجعهم فالأغلبية على طرفي نقيض معهم لذلك فهم يتهربون من المسؤولية ليتهموا كتلاً تكدح ليل نهار من أجل الوحدة والأمن وتحقيق العدل.
إن مايسمى بالمعارضة السياسية اليوم هي في الحقيقية بقايا ترشحات نظام صدام ونظام البعث السابق ونفاياته بكل عنصريته وطائفيته المقيتة بات يحتاج الى تربية خاصة لإخراجه من حالة الطفولية سواء كان ذلك داخل البرلمان بدءأً بقمته وإنتهاءً بأعضاءه من ذوي العاهات مهما تعددت صورهم واشكالهم وسواءً كانوا - أفندية أو أصحاب عمائم سوداء وبيضاء - فهم حجر عثرة وهم أصحاب الهدد والببغاء في طريق السلطات التنفيذية وهم أصحاب مكائد لاينفكون عن تعطيل سير العملية السياسية، كما أن إعلامهم يحتاج الى تأديب ودروس خاصة خصوصية في الإعلام لانه يعبر عن فكر البعث ويرقص على أنغام الأخبار الكاذبة ومسألة ذلك الكذب لاتعدو ولاتخرج عن كذبة قميص عثمان فقميص صدام لازال يلبسه البعث ولازالت حروب الجمل وصفين والنهروان ماثلة في ذاكرة التاريخ، ولازالت عمليات ترويج الأخبار الكاذبة والهدامة هي اسلوب أقزام السياسة .. هَزُلَتْ والله هَزُلَتْ.. فأهل النعت الظالم أصبحوا من أهل الصفة السياسيين هذه الأيام وخصوصاً وجوه الأعلاميين منهم ممن أصبح له صيت وصورة فكان وبالاً ووباءاً على العملية السياسية.. والعجب كل العجب بين جمادي ورجب فلقد اصبح نواب البرلمان نواباً عن الكتل ورؤساءها وليسوا نواباً عن الشعب فاصبحوا صورة وصوت لهراقلة زمانهم، ولقد ساد الهرج والمرج وأصبحت حرية الإعلام - هرجة وتهريج -  ولابد من الكف عن مهزلة حرية الإعلام فقد اصبحت تلك الحرية مشاعاً لاإنضباط له ولإن ممارستها أصبحت مدارس رشاقة في الكذب السياسي، وهو نوع من الدجل البعثي الطائفي العنصري، وتعاطف ظهر على شكل معارضة سياسية إعلامية بعثية الأصل والمنهج، لها حاضنات فضائية إعلامية لونها وطني وحقيقتها عميلة غريبة لاأصل لها، خصوصاً عندما تتناغم مع ماقام به نائب معاوية عمرو بن العاص عندما كان رئيساً لكتلته الأموية والمعبر عن سياسته في سحب الثقة عن علي مع يدي أبو موسى الأشعري في يوم صفين الأغبر ولله في خلقه شؤون.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=18687
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 06 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19