• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كلمات مختارة من القرآن الكريم (نجدين، اقتحم، مقتحم) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

كلمات مختارة من القرآن الكريم (نجدين، اقتحم، مقتحم)


قال الله تعالى عن النجدين "وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ" ﴿البلد 10﴾ النَّجْدَيْنِ: ال اداة تعريف نَّجْدَيْنِ اسم، النجدين: طريقي الخير و الشر، النجد: الطريق المرتفع. و قيل: عند الثديين، أي ألهمناه الثديين كي يرضع منهما، و قيل: هما طريقا الحق و الباطل، هَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ: بينا له طريق الخير وطريق الشر. جاء في معاني القرآن الكريم: نجد النجد: المكان الغليظ الرفيع، وقوله تعالى: "وهديناه النجدين" (البلد 10) فذلك مثل لطريقي الحق والباطل في الاعتقاد، والصدق والكذب في المقال، والجميل والقبيح في الفعال، وبين أنه عرفهما كقوله: "إنا هديناه السبيل" (الانسان 3)، والنجد: اسم صقع، وأنجده: قصده، ورجل نجد ونجيد ونجد. أي: قوي شديد بين النجدة، واستنجدته: طلبت نجدته فأنجدني. أي: أعانني بنجدته. أي: شجاعته وقوته، وربما قيل استنجد فلان. أي: قوي، وقيل للمكروب والمغلوب: منجود، كأنه ناله نجدة. أي: شدة، والنجد: العرق، ونجده الدهر (قال ابن منظور: ونجده الدهر: عجمه وعلمه، والذال المعجمة أعلى. اللسان: (نجد).
قال الله تعالى عن كلمة اقتحم ومشتقاتها "فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ" ﴿البلد 11﴾ اقتحم فعل، اقتحم: دخل في الشيء و جاوزه بشدة، فلا اقْتَحَمَ العَقَبَةَ: أي لم يقتحمها، أو: أفلا سلك طريق النجاة، فهلا تجاوز مشقة الآخرة بإنفاق ماله، فيأمن، و "هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ ۖ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ ۚ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ" ﴿ص 59﴾ مقتحم: داخل معكم النار قهراً عنه، و مقتحم: داخل بكرهٍ في الشيء و مُجاوزه بشدة، و المقحمات: الذنوب العظام الكبائر التي تُهلك صاحبها، مُقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ: يدخل النهار قهرا ودفعا بقوة، وعند توارد الطاغين على النار يَشْتم بعضهم بعضًا، ويقول بعضهم لبعض: هذه جماعة من أهل النار داخلة معكم، فيجيبون: لا مرحبًا بهم، ولا اتسعت منازلهم في النار، إنهم مقاسون حرَّ النار كما قاسيناها.
وردت كلمة اقتحم ومشتقاتها في القرآن الكريم: مُقْتَحِمٌ، اقْتَحَمَ. جاء في معاني القرآن الكريم: قحم الاقتحام: توسط شدة مخيفة. قال تعالى: "فلا اقتحم العقبة" (البلد 11)، "هذا فوج مقتحم" (ص 59)، وقحم الفرس فارسه: توغل به ما يخاف عليه، وقحم فلان نفسه في كذا من غير روية، والمقاحيم: الذين يقتحمون في الأمر.
عن تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (نجد) "هديناه النجدين" (البلد 10) أي طريقي الخير والشر، ألم نجعل له عينين يبصر بهما، ولسانًا وشفتين ينطق بها، وبينَّا له سبيلَي الخير والشر؟ (قحم) الاقتحام: الدخول في الشئ بكره وشدة وقوله "فلا اقتحم العقبة" (البلد 11) أي لم يقحمها ولم يجاوزها، ولا مع الماضي بمعنى لم مع المستقبل، وعن ابن عرفة: لم يقتحم الأمر العظيم في طاعة الله تعالى: وقدم الكلام في ذلك في باب عقب و "مقتحم معكم" (ص 58) داخلون معكم بكسرة. قوله تعالى "فلا اقتحم العقبة" (البلد 11) قيل: هي عقبة بين الجنة والنار والاقتحام الدخول في الشئ والمجاوزة له بشدة وصعوبة وقوله: "فلا اقتحم العقبة" (البلد 12) أي لم يقتحمها ولم يجاوزها لا مع الماضي بمعنى المستقبل وقيل جعل سبحانه الأعمال الصالحة عقبة وعملها اقتحام لها لما في ذلك من معاندة الشدة ومجاهدة النفس.
جاء في تفسير جوامع الجامع للشيخ الطبرسي: قوله تعالى "وهديناه النجدين" (البلد 10) أي: طريقي الخير والشر، وقيل: الثديين. "فلا اقتحم العقبة" (البلد 11) أي: فلم يشكر تلك الأيادي والنعم بالأعمال الصالحة من: فك الرقاب، وإطعام اليتامى والمساكين، مع الإيمان الذي هو أصل كل طاعة، وأساس كل خير، بل غمط النعم وكفر بالمنعم؟ والمعنى: أن الإنفاق على هذا الوجه هو الإنفاق النافع المرضي عند الله، لا أن يهلك مالا لبدا في الرياء والفخار. قوله تعالى "وأما ثمود فهدينهم" (فصلت 17) أي: دللناهم على طريقي الضلالة والرشد، وبينا لهم سبيلي الخير والشر، كقوله: "وهديناه النجدين" (البلد 10)، "فاستحبوا العمى على الهدى" (فصلت 17) فاختاروا الكفر على الإيمان، والضلال على الرشد. قوله تعالى "فلا اقتحم العقبة" (البلد 11) أي: فلم يشكر تلك الأيادي والنعم بالأعمال الصالحة من: فك الرقاب، وإطعام اليتامى والمساكين، مع الإيمان الذي هو أصل كل طاعة، وأساس كل خير، بل غمط النعم وكفر بالمنعم؟ والمعنى: أن الإنفاق على هذا الوجه هو الإنفاق النافع المرضي عند الله، لا أن يهلك مالا لبدا في الرياء والفخار. وقوله: "ثم كان من الذين ءامنوا" (البلد 17) يدل على أن المعنى: فلا اقتحم العقبة ولا أمن، والاقتحام: الدخول بشدة ومشقة، والقحمة: الشدة، وجعل سبحانه الأعمال الصالحة عقبة، وعملها اقتحاما لها لما في ذلك من معاناة الشدة ومجاهدة النفس. قوله تعالى "هذا فوج مقتحم معكم" (ص 59) هذا جمع كثيف قد اقتحم معكم النار، أي: دخل النار في صحبتكم، وهو حكاية كلام الطاغين بعضهم لبعض أي: يقولون هذا، والمراد بالفوج: أتباعهم الذين اقتحموا معهم الضلالة، فيقتحمون معهم النار.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=187245
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 10 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2