• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : باب حطة القدس .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

باب حطة القدس

قال الله تعالى عن حطة "وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَـٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ" ﴿البقرة 58﴾ حطة اسم، حطة: صواب، أو حُطَّ عنا ذنوبنا. وقيل من الحطِّ بمعنى الإنزال من علو إلى أسفل، حِطَّةً: حط عنا ذنوبنا وخطايانا أي مغفرة، قولوا: مسألتنا يا ربنا أن تحط عنا خطايانا، واذكروا نعمتنا عليكم حين قلنا: ادخلوا مدينة (بيت المقدس) فكلوا من طيباتها في أي مكان منها أكلا هنيئًا، وكونوا في دخولكم خاضعين لله، ذليلين له، وقولوا: ربَّنا ضَعْ عنَّا ذنوبنا، نستجب لكم ونعف ونسترها عليكم، وسنزيد المحسنين بأعمالهم خيرًا وثوابًا، و"وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَـٰذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ ۚ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ" ﴿الأعراف 161﴾ قولوا حطّة: مسألتنا حطّ ذنوبنا عنّا، وَ قولوا حِطَّةٌ: حط عنا ذنوبنا و تب علينا، واذكر أيها الرسول عصيان بني إسرائيل لربهم سبحانه وتعالى ولنبيهم موسى عليه السلام، وتبديلهم القول الذي أمروا أن يقولوه حين قال الله لهم: اسكنوا قرية (بيت المقدس)، وكلوا من ثمارها وحبوبها ونباتها أين شئتم ومتى شئتم، وقولوا: حُطَّ عنا ذنوبنا، وادخلوا الباب خاضعين لله، نغفر لكم خطاياكم، فلا نؤاخذكم عليها، وسنزيد المحسنين مِن خَيْرَيِ الدنيا والآخرة.
جاء في معاني القرآن الكريم: حطط الحط: إنزال الشيء من علو، وقد حططت الرجل، وجارية محطوطة المتنين، أي: ملساء غير مختلفة ولا داخلة، أي: مستوية الظهر، وقوله تعالى: "وقولوا حطة " (البقرة 58)، كلمة أمر بها بنو إسرائيل، ومعناه: حط عنا ذنوبنا (تفسير غريب القرآن ص 50)، وقيل: معناه: قولوا صوابا.
عن التفسير الوسيط لمحمد سيد طنطاوي: وقوله تعالى: "وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّة " (البقرة 58) إرشاد لهم إلى ما يجب عليهم نحو خالقهم من الشكر والخضوع، وتوجيههم إلى ما يعينهم على بلوغ غاياتهم. بأيسر الطرق وأسهل السبل، فكل ما كلفوا به أن يدخلوا من باب المدينة التي فتحها الله لهم خاضعين مخبتين وأن يضرعوا إليه بأن يحط عنهم آثامهم، ويمحو سيئاتهم. وقوله تعالى: "نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ" (البقرة 58) بيان للثمرة التي تترتب على طاعتهم وخضوعهم لخالقهم، وإغراء لهم على الامتثال والشكر، لو كانوا يعقلون لأن غاية ما يتمناه العقلاء غفران الذنوب. قال الإمام ابن جرير: يعنى بقوله تعالى: "نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ" (البقرة 58) نتغمد لكم بالرحمة خطاياكم، ونسترها عليكم، فلا نفضحكم بالعقوبة عليها. وأصل الغفر: التغطية والستر، فكل ساتر شيئا فهو غافر.. والخطايا: جمع خطية بغير همز كالمطايا جمع مطية. وقوله تعالى: "وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ" (البقرة 58) وعد بالزيادة من خيرى الدنيا والآخرة لمن أسلّم لله وهو محسن، أى: من كان منكم محسنا زيد في إحسانه ومن كان مخطئا نغفر له خطيئاته. وقد أمرهم سبحانه أن يدخلوا باب المدينة التي فتحوها خاضعين وأن يلتمسوا منه مغفرة خطاياهم، لأن تغلبهم على أعدائهم، ودخولهم الأرض المقدسة التي كتبها الله لهم، نعمة من أجل النعم، وهي تستدعى منهم أن يشكروا الله عليها بالقول والفعل لكي يزيدهم من فضله، فشأن الأخيار أن يقابلوا نعم الله بالشكر. ولهذا كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يظهر أقصى درجات الخضوع لله تعالى عند النصر والظفر وبلوغ المطلوب، فعند ما تم له فتح مكة دخل إليها من الثنية العليا، وإنه لخاضع لربه، حتى إن رأسه الشريف ليكاد يمس عنق ناقته شكرا لله على نعمة الفتح، وبعد دخوله مكة اغتسل وصلّى ثماني ركعات سماها بعض الفقهاء صلاة الفتح. ومن هنا استحب العلماء للفاتحين من المسلمين إذا فتحوا بلدة أن يصلوا فيها ثماني ركعات عند أول دخولها شكرا لله- تعالى. إنهم لم يفعلوا ما أمروا بفعله، ولم يقولوا ما كلفوا بقوله، بل خالفوا ما أمروا به من قول وفعل، ولذا قال تعالى: "فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ" (البقرة 59). أخرج البخاري عن أبى هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: (قيل لبنى إسرائيل: ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة فبدلوا ودخلوا يزحفون على أستاهم، وقالوا: حبة في شعيرة). قال الإمام ابن كثير: (وحاصل ما ذكره المفسرون وما دل عليه السياق، أنهم بدلوا أمر الله لهم من الخضوع بالقول والفعل، فأمروا أن يدخلوا الباب سجدا، فدخلوا يزحفون على أستاههم رافعين رؤسهم، وأمروا أن يقولوا: حطة، أى احطط عنا ذنوبنا وخطايانا فاستهزءوا وقالوا: حنطة في شعيرة، وهذا في غاية ما يكون من المخالفة والمعاندة، ولهذا أنزل الله بهم بأسه وعذابه بفسقهم وخروجهم عن طاعته). فقوله تعالى: "فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ" (البقرة 59) بيان للسبب الذي من أجله نزل عليهم العذاب، وتوبيخ لهم على مخالفتهم أوامر الله- تعالى-، لأن تبديل الشيء معناه تغييره وإزالته عما كان عليه بإعطائه صورة تخالف التي كان عليها.
جاء في معلومة القدس: باب حطة في القرآن الكريم: قال تعالى: "وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ" (البقرة: الآية 58) المعاني: هذِهِ الْقَرْيَةَ: بيت المقدس. رَغَدًا: واسعاً. سُجَّدًاً: منحنين ساجدين لله عز وجل. حِطَّةٌ: ذهاب الخطايا. وسنزيد المحسنين: بالثواب والأجر العظيم. الشرح: بعد خروج بني إسرائيل من التيه الذي دام أربعين عامًا، أمرهم نبيهم يوشع بن نون أن يدخلوا بيت المقدس من بابه شاكرين ساجدين لله تعالى، ويأكلوا واسعًا بلا حساب، وأن يطلبوا من الله المغفرة والأجر والثواب المضاعف. وفي صفحة دوز عن الكاتب زكريا محمد: وردت جملة "وقولوا حطة " (البقرة 58) (الاعراف 161) في القرآن مرتين: مرة في سورة البقرة، وأخرى في سورة الأعراف. 1-"وإذ قلنا ادخلوا القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين" (البقرة 58). 2-"وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين" (الأعراف 161). ويعتقد كثير من المفسرين أن لهذه الجملة علاقة بـ (باب حُطّة) في القدس، وهو أحد ابواب الحرم القدسي، الذي يحيط به حي يدعى (حي باب حطة). نا أظن أن لاسم هذا الباب فعلا علاقة بما ورد في القرآن.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=189172
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 12 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3