• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شقشقة (٦) غزَّة الاختبار الأمثل للمسلمين .
                          • الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي .

شقشقة (٦) غزَّة الاختبار الأمثل للمسلمين


تحدَّثنا في منشورات خمسة سابقة عن الاختبار للعلماء والحكَّام والشعوب والمثقفين والعرب، وبيان ما يتعلق بهم من مسؤولية على الشعب الفلسطيني المظلوم من قبل ذلك الكيان المحتل في غزَّة التضحية من أجل التحرير والحرية والدفاع عن المقدسات ..
                   -١- 
إنَّ الأحداث الواقعة اليوم من جرائم إبادة جماعية تقوم به جنود عصابة الكيان المحتل قد أثبت للعالم كلِّه بلا جدال أنَّ هذا الكيان له وحشية كبيرة يمارسها تجاه المدنيين الأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال،  من خلال تهجيرهم من بيوتهم تارة، وهدمها بالصواريخ والطائرات تارة أخرى، بحجج واهية عنوانها دفاعه عن النفس، وهو يعلم أنَّ هؤلاء هم ليسوا من المقاتلين، ولكنه يفعل ذلك توغُّلًا في قتل الفلسطينيين لأكبر عدد ممكن لإثبات نصره المزعوم الموهوم، وفي ذلك رسالة صريحة على مدى ضعفه وخذلانه في مواجهة المقاتلين المجاهدين وجهًا لوجهٍ، من دون استعمال أسلحته الفتاكة من طائرات ومدرعات وصواريخ ..
                  -٢- 
إنَّ عملية (طوفان الأقصى) البطولية الفريدة في الصراع الفلسطيني للكيان المحتل على مدى تاريخه قد أثبتت عقيدة المسلمين في وجوب تلبية نداء العقيدة المقدسة التي تدعو للدفاع عن المقدسات، وجهاد أولئك المحتلين، ونيل شرف الشهادة الذي لا يلقَّاه إلا ذو حظ العظيم، بل أثبتت روح العقيدة التي تتوارثها الأمة الإسلامية في تمسُّكها بتعاليم الشريعة المقدسة، وأثبتت للكيان المحتل أنه أوهن من بيت العنكبوت، ولا يمكنه مواجهة عقيدة المجاهدين وبسالتهم لولا ذلك الدعم المادي والمعنوي الكبيرين من الدول الاستعمارية عامة، وأمريكا الشيطان الأكبر خاصة، وفي ذلك بث عظيم لروح الإيمان والعقيدة، بل وروح الشهادة في المسلمين، ووجوب الدفاع عن مقدساتهم مهما كانت شراسة ووحشية هذا الكيان، الذي لم يرعَ أي قانون دولي، أو إنساني في الانتقام من الفلسطينيين في غزَّة وغيرها ..
                 -٣-
إنَّ هذه الروح الجهادية للمقاومين قد أقامت الحجة على المسلمين من خلال قرآنهم الناطق آناء الليل وأطراف النهار: ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ))، وقوله تعالى: ((إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ)) وغيرهما من الآيات المباركة التي يحفظها المسلمون، ويرتلونها في مجالسهم، بأنَّ وعد الله بنصره يمكن تحقيقه لو كُنَّا مؤمنين حقيقيين بوعد الله تعالى، ومجاهدين صادقين من أجل دين الله تعالى؛ ليرى أولئك الصهاينة بذلك قوة إيمان المسلمين، وأنهم إخوة في العقيدة فعلًا وقولًا، وليس ادِّعاءً في العلن أو الخلوات، وأنَّ هذه القوة بالعقيدة هي السلاح الحقيقي الأمثل الذي يواجه به المسلم الحقيقي أعداء الدين من المحتلين الذين هم أحرص الناس على حياة ..
                 -٤- 
إنَّ معجزة (طوفان الأقصى) العسكرية توجِب على المسلمين أينما كانوا أنْ يفخروا بها من جهة، وأنْ يقوموا بدعمها ماديًّا ومعنويًّا بكُلِّ ما أوتوا من قوة من جهة ثانية، وأنْ يجعلوها درسًا واقعيًّا على قوة العقيدة التي تخرق أعظم الأسلحة ثالثة .. بل توجِب على المسلمين أنْ تعلوَ صرخاتهم ومطالبهم ومظاهراتهم في كشف زيف الادعاءات الصهيونية بالدفاع عن النفس، بل ترسيخ روح التحرر وطرد المحتلين من بلاد المقدسات، وهذا لا يكون بالشعارات والإعلام والأماني، بل بوقفة إسلامية جادة للشعوب الإسلامية بدعم المقاومة من جهة، وإيصال صوت المسلمين إلى العالم كلِّه من جهة ثانية، والضغط على حُكَّام بلاد المسلمين بعدم خذلان المسلمين في دعواتهم ثالثة، وبقاء ذلك الصوت يدوِّي في أسماع العالم بأنَّ المسلمين أمة واحدة وإنْ تفرَّقوا في بقاع الأرض، ولكن عقيدتهم تجمعهم ..
                 -٥- 
إنَّ مواقف المسلمين كمنظمات وأفراد لم يكن بالمستوى المطلوب في هذا الحدث التاريخي الكبير لمواجهة الفلسطينيين لحكومة الاحتلال، هذه الحكومة بل العصابة بالأحرى التي قامت بكل هذه الأعمال الإجرامية ردَّة فعل على ذلك الطوفان الجهادي الذي أغرقهم في هاوية الذل والخذلان، فعلى رغم المظاهرات التي خرجت في كثير من البلدان الإسلامية، ولكنها كانت ضعيفة جدًّا في بعضها تارة، ولم تؤثِّر في حكوماتهم الموالية سرًّا أو علنًا للكيان وأعوانه من دول الاستكبار تارة أخرى، بل لم تغلق سفارة ذاك الكيان في بعض البلدان الإسلامية أو الداعمين مباشرةً وعلنًا لجرائمه، بل لم تُسقط المظاهرات تلك الحكومات والأنظمة التي لم تقم بموقفها المطلوب والواجب تجاه الكيان وأعوانه، بل لم تقاطع فعلًا البضائع الصهيونية، أو الدول الداعمة للكيان في بلدانهم؛ لأجل الضغط عليها في عدم دعم ذلك المسلسل الإجرامي الذي تقوم به عصاباتهم الصهيونية ضد المسلمين الفلسطينيين الأبرياء، فعلى المسلمين أنْ ينهضوا من سباتهم العميق بأسلحتهم، وأقلامهم، وأصواتهم، وأموالهم، ومواقفهم البطولية نصرة للإسلام، ونصرة للقرآن، ونصرة للمظلومين الأبرياء، وعدم الوقوف على التل والنظر إلى تلك المجازر، أو التفرُّج عليها خلف شاشات التلفاز والفضائيات ..
 أخيرًا .. على المسلمين أنْ يعلموا أنَّ "طوفان الأقصى" هو طوفانهم تجاه الصهيونية العالمية، وأنَّه ليس بمسلم مَنْ لم يهتم بأمور المسلمين، وأنْ يعلم أنَّ تلك العصابة للكيان وأعوانها في العالم تنظر إلى المسلمين بهذه النظرة الوحشية الإجرامية، وإنْ كانت لا تعلنها صراحة، ولكن سوف تظهرها يومًا إذا تم تهديد كيانها ..
فأين المؤسسات الإسلامية، والمراكز الإسلامية، وجموع الحجَّاج والمعتمرين والمصلين حول البيت الحرام؟!!
أين الدعاة والخطباء والعلماء والمثقفين؟!!
أين أولياء أمور المسلمين؟! أين أموال المسلمين؟! أين شباب المسلمين، وشيوخهم. وفتيانهم .. أين!! أين!! أين!! فصرخات الشيوخ والنساء والأطفال تستصرخكم بصوت عالٍ وا إسلاماه!! .. وا مسلماه!!
اللهم انصر الإسلام والمسلمين. واخذل الكفر والكافرين والمنافقين   
            ☘️🤲🏻☘️
الخميس ٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٥هج
٧ كانون الأول ٢٠٢٣م




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=189203
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 12 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2