• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شقشقة (٧)  غزَّة الاختبار الأمثل للغرب .
                          • الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي .

شقشقة (٧)  غزَّة الاختبار الأمثل للغرب


تحدَّثنا في منشورات ستة سابقة عن الاختبار للعلماء والحكَّام والشعوب والمثقفين والعرب والمسلمين، وبيان ما يتعلق بهم من مسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني وخصوصًا ما تواجهه اليوم غزَّة من إبادة جماعية من قبل الكيااان الصهيووووني الغاصب ..
                   -١- 
إنَّ ما يقوم به الشعب الفلسطيني في جهاده لهذا الكيان الغاصب إنما هو أداء لدوره الشرعي والإنساني والوطني، فالشريعة المقدسة قد أذنت له في الدفاع عن مقدساته الشرعية، بل أوجبت عليه ذلك في بعض الأحايين،  وواجبه الإنساني في الدفاع عن جرائم العدو ضد أهله وإخوته الفلسطينين أينما كانوا، وواجبه الوطني في الدفاع عن تراب الوطن المغصوب، وإخراج المحتل منه بأي طريقة، إنَّ هذه الواجبات الثلاثة هي من أهم الأسباب التي توجب الجهااااد، وديمومة مقاتلة عصابات هذا الكياااان ..
                  -٢- 
إنَّ ما قام به أولئك الأبطال في الملحمة الفلسطينية لعملية (طوفان الأقصى)  تمثل قمة القناعة بهذه الواجبات لتلك الثلة التي آثرت عقيدتها على العيش بذلٍّ وهوان تحت هذا الكيااان، الذي يتعامل مع أصحاب فلسطين وهم أصحاب هذه الأرض الشرعيين بكل استهتار واعتداء، ومحاولة إذلال الشعب بأي طريقة من أجل هجر بلادهم، أو الاستسلام التام للصهاااينة في إسرائيييل، فكانت تلك الغضبة الفولاذية التي حطَّمت آمال الغاصبين أنَّ فلسطين ملكًا لهم، وأنَّ أهلها عبيد عندهم، بل أثبتت أنَّ روح الجهاد تتوارثه الأبناء عن الآباء جيلًا عن جيل، مستمدة من القرآن الكريم وعد الله بالنصر ((كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّـهِ وَ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)) ..
                 -٣-
إنَّ العالم كله عمومً، والغربي خصوصًا لكونه من الداعمين ماديًّا ومعنويًّا للكيااان يعرف قصة فلسطين وإسراااائيل، ويعرف ما تقوم به إسرااائيل من اعتداءات كبيرة على الفلسطينيين منذ عقود من الزمن!! ويعرف حجم الدعم الغربي السياسي والعسكري والاقتصادي لهذا الكيااان!! ويعرف مدى انتهاك الكيااان للقوانين الدولية في تعامله من الشعب الفلسطيني المضطهد!! ويعرف حجم المعاناة لهذا الشعب من قتل وتشريد وسجن!! ورأى ما تقوم به إسراااائيل على مدى شهرين تقريبًا من الأعمال الإجرامية الكبيرة في القتل، وتدمير المستشفيات، وهدم البيوت وووو!! فضلًا عن الإفراط والوحشية في مواجهة الأبرياء من الفلسطين!! 
فهل بعد كُلِّ هذا سيتحدثون عن حقوق الإنسان!!
وهل سيبقون يشاركون هذا الكيان في جرائمه البشعة، وهم يدَّعون الحضارة وكرامة الإنسان!!
وهل يقفون مكتوفي الأيدي تجاه حكوماتهم التي تقدَّم الدعم لهذه العصابات الصهيووونية، وخصوصًا أمريكا!!
أم أنَّ الفلسطيني هو ليس إنسان في قاموس حقوق الإنسان الغربي؟!!
أم أنَّ اليهود هم أهل الوطن، والفلسطينيون هم الغزاة المحتلون؟!!
أم لا بد من هدم غزَّة كلها، حتى تكون بعد أيام سوقًا رابحة لتصدير بضائعهم لها بأموال المنظمات والحكومات؟!!
                  -٤-
ولكن على رغم كُلِّ فنحن أصوات بعض الشخصيات الغربية والمنظمات المطالبة بوقف تلك العمليات الإجرامية للكيااان ضد الفلسطينيين في غزَّة، بل والمشاركة في مظاهرات لأجل ذلك، ولكن ما يثير السؤال هو ما نسبة هؤلاء المعترضين قياسًا للمشجعين والداعمين والراضيين أو الصامتين!! 
إنَّ ما يجري من ردَّة فعل تجاه ما هو كائن اليوم من تدمير شامل في غزَّة هو اختبار لمصداقية الغرب في أنَّ العالم يجب ينتشر فيه السلام!! والدعوة إلى الحوار والتعايش!! بل هي مجرد شعارات وأكاذيب والإعلام يحاول ترويجها على أنها مبادئ وقِيم!! 
لقد كشفت أجساد أطفال الفلسطينيين المقطَّعة، والبيوت المهدَّمة بأيدي الص..هاينة تلك الادعاءات والأكاذيب التي يطلقها السياسيون وأذنابهم ومؤسساتهم ليل نهار؟!!  
                 -٥- 
إنَّ على الغرب أنْ يعلم جيدًا فلسطين هي أرض المسلمين والعرب أولًا، وأنهم لن يتنازلوا عن حقهم فيها أبدًا مهما طالت آلة القتل والدمار التي تدعمونها ثانيًا، وأنَّ دعمكم لهذا الكيااان سيكشف زيف شعاراتكم البرَّاقة الكاذبة ثالثًا، وأنَّ الشعوب الإسلامية الواعية ستتخذ مواقفها الخاصة تجاهكم رابعًا،  وأنَّ التاريخ يسجل مواقفكم الانتهازية تجاه دماء الأبرياء خامسًا ..
 أخيرًا .. 
إنَّ كُلَّ ما تقدَّم إلى التفكُّر والتأمل بمدى الآثار السلبية في دعمكم لهذا الكيااان على أبناء شعوبكم، وعلى الجاليات الإسلامية في بلدانكم، وعلى دعواتكم القادمة عن حقوق الإنسان، والسلم العالمي!!
وعليكم أنْ تعلموا أنَّ هذا الكيان الإجرامي لا يفكر إلا بمصالحه الشخصية ومدى الدعم المقدَّم له، وكيف كشف عن حقيقته عندما طالب بعض السياسيين الغربيين إيقاف الاعتداء على الأبرياء في غزَّة، فهو بذلك يؤكد حقيقته لكم، فنحن نعرفها جيدًا؟!!
نعم .. لقد كانت غزَّة خير اختبار لمعرفة حقيقة الغرب، من سياسيين ومؤسسات وشعوب، فكانت تلك المواقف المؤيدة للكيااان الغاصب إجمالًا تارة، وتفصيلًا أخرى، بما يؤيد نظرتهم الاحتقارية للمسلمين وللعرب؟!!
فعلينا أنْ لا نبقى منخدعين بشعاراتهم، وادِّعاءاتهم، ومساعداتهم، فإنها كيد ومكر!!
اللهم انصر الإسلام والمسلمين. واخذل الكفر والكافرين والمنافقين   
            ☘️🤲🏻☘️
الجمعة ١جمادى الآخرة ١٤٤٥هج
١٥ كانون الأول ٢٠٢٣م




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=189495
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 12 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2