الترادف هو اختلاف الألفاظ وتعددها مع تشابه معناها واختلاف دلالاتها. وهنالك أمثلة قرآنية عديدة على الترادف منها العمل والفعل، الخوف والخشية، الشح والبخل، القعود والجلوس، الخشوع والخضوع. جاء في المعاجم عن شأن: شأَنَ: (فعل) شأَنَ يَشأَن، شأنًا، فهو شائن. شأَن الشَّخصُ: ارتفع قدرُه وعلت منزلتُه وسمت مكانتُه. شَأَنَ َ: (فعل). شَأَنَ شَأْناً. شَأَنَ: صار له شأْن. شَأَنَ شأْنَ فلانٍ: تَبِعَ طريقَه. شَأْن: (اسم) شَأْن: مصدر شَأَنَ َ. شأن: (اسم) الجمع: شُئون مصدر شأَنَ. الشَّأْن: الحال والأَمْرُ. بشأن: بخصوص. إنَّ لهذا الرَّجل شأنًا: إنّه رجل مهم، رفيع الشَّأن/ عظيم الشَّأن: عالي المكانة كبير القدر، قال جلَّ شأنُه: تعظيم لله تعالى في مجال الحديث عنه. شؤون العين: مجاريها الدَّمعِيَّة. شئون العاملين/ شئون الموظَّفين: هيئة الموظَّفين المكلّفة برعاية الموظّفين في مصلحة ما. وزارة الشُّئون الاجتماعيَّة: الوزارة التي تُعنى بأحوال المجتمع. الشأن: (مصطلحات) مصدر شأن، جمع شؤون، الأمر والحال. (فقهية).
ورد في معاني القرآن الكريم عن كلمة أمر: الأمر: الشأن، وجمعه أمور، ومصدر أمرته: إذا كلفته أن يفعل شيئا، وهو لفظ عام للأفعال والأقوال كلها، وعلى ذلك قوله تعالى: "إليه يرجع الأمر كله" (هود 123)، وقال: "قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم مالا يبدون لك، يقولون: لو كان لنا من الأمر شيء" (ال عمران 154)، "أمره إلى الله" (البقرة 275) ويقال للإبداع: أمر، نحو: "ألا له الخلق والأمر" (الاعراف 54)، ويختص ذلك بالله تعالى دون الخلائق وقد حمل على ذلك قوله تعالى: "وأوحى في كل سماء أمرها" (فصلت 12) وعلى ذلك حمل الحكماء قوله: "قل الروح من أمر ربي" (الاسراء 85) أي: من إبداعه، وقوله: "إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون" (النحل 40) فإشارة إلى إبداعه، وعبر عنه بأقصر لفظة، وأبلغ ما يتقدم فيه فيما بيننا بفعل الشيء، وعلى ذلك قوله: "وما أمرنا إلا واحدة " (القمر 50)، فعبر عن سرعة إيجاد بأسرع ما يدركه وهمنا. وعن تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (شأن) "كل يوم هو في شأن" (الرحمن 29) أي في كل وقت وحين يحدث أمورا ويجود أحوالا كما روي عن النبي صلى الله عليه وآله: إذا تلاها فقيل له: وما ذلك الشأن فقال: من شأنه أن يغفر ذنبا، ويفرج كربا، ويرفع قوما ويضع آخرين. قوله جل شأنه "شان يغنيه" (عبس 37) عن الاهتمام بغيره. قوله جل جلاله "فما خطبكم" (الحجر 57) أي فما شأنكم الذي بعثتم له. قوله عز وعلا "الرجال قوامون على النساء" (النساء 37) أي يقومون عليهن قيام الولاة على الرعية، وقوام الأمر: نظامه وعماده يقال فلان قوام أهل بيته، وقيامهم وهو الذي يقيم شأنهم.
تكملة للحلقة السابقة جاء في كتاب التحقيق في كلمات القرآن الكريم للشيخ حسن المصطفوي: عن معجم مقاييس اللغة لابن فارس: اصول خمسة الأمر من الأمور، الأمر ضدّ النهى، الأمر النماء والبركة، المعلم، العجب. يقال هذا أمر رضيته وأمر لا أرضاه. والثاني أمرة مطاعة، وإنّه لأمور بالمعروف، ومن هذا الباب الإمرة والإمارة وصاحبها أمير ومؤمّر. والنماء امرأة أمرة: مباركة على زوجها، أمر الشيء، أي كثر، ويقال أمر اللّه ماله وآمره. والمعلم الأمارة: العلامة. والأمار أمار الطريق ومعالمه، والواحدة الأمارة، جعلت بيني وبينه أمارا: وقتا وموعدا وأجلا، والأمر واليأمور: العلم. والعجب يقول اللّه تعالى "لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا" (الكهف 71). وعن مصباح المنير للفيومي: الأمر: بمعنى الحال جمعه امور، وعليه "وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ" (هود 97). والأمر بمعنى الطلب جمعه أوامر فرقا بينهما. والإمرة والإمارة: الولاية، يقال أمر على القوم يأمر من باب قتل، فهو أمير والجمع أمراء، ويعدّى بالتضعيف أمّرته تأميرا فتأمّر. والأمارة العلامة وزنا ومعنى. وأمر الشيء يأمر من باب تعب: كثر. والأمر: الحالة، يقال: أمره مستقيم، والجمع امور مثل فلس وفلوس. وعن المفردات في غريب القرآن للراغب: الأمر: الشأن وجمعه امور، والمصدر من أمرته: إذا كلّفته أن يفعل شيئا، وهو لفظ عامّ للأفعال والأقوال كلّها "وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ" (هود 123). ويقال للإبداع أمر " أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ" (الأعراف 54) ويختصّ ذلك باللّه دون الخلائق. وقوله "بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا " (يوسف 18) أي ما تأمر النفس الأمّارة بالسوء. وقيل أمر القوم: كثروا، وذلك لأنّ القوم إذا كثروا صاروا ذا أمير يسوسهم، وقوله "لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا" (الكهف 71) أي منكرا، من قولهم أمر الأمر اى كبر وكثر. وقوله "أُولِي الْأَمْرِ" (النساء 83) قيل عنى الامراء في زمن النبىّ صلى الله عليه وآله وقيل الأئمّة من أهل البيت.
تكملة للحلقة السابقة جاء في موقع اسلام وب عن لفظ (الأمر) في القرآن: في القرآن الكريم، فقد جاء لفظ (الأمر) على عدة معان مختلفة: فجاء بمعنى (الوعد)، ومنه قوله تعالى: "أتى أمر الله فلا تستعجلوه" فـ (الأمر) هنا (الوعد)، أي: ما وعدهم به من المجازاة؛ ومثله قوله سبحانه: "حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور" (هود 40) أي: جاء وعد الله، بإرسال الطوفان على قوم نوح. وجاء (الأمر) في القرآن بمعنى (الدين)، ومنه قوله تعالى: "حتى جاء الحق وظهر أمر الله" (التوبة 48)، يعني دين الله الإسلام؛ ومثله قوله سبحانه: "فلا ينازعنك في الأمر" (الحج 67) فـ (الأمر) في الآيتين يراد به دين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. وجاء (الأمر) في القرآن بمعنى (الشأن) و(الفعل)؛ ومنه قوله تعالى: "وما أمر فرعون برشيد" (هود 97)، أي: وما فعل فرعون وشأنه برشيد، ومنه قوله سبحانه: "فليحذر الذين يخالفون عن أمره" (النور 63) أي: عن سبيله، ومنهاجه، وطريقته، وسنته. وجاء (الأمر) بمعنى (القول)، ومنه قوله تعالى عن قوم فرعون، حين اختلفت أقوالهم حول موسى عليه السلام، وما جاءهم به: "فتنازعوا أمرهم بينهم" (طه 62)، أي: تنازعوا القول بينهم، واختلفوا في أمر موسى؛ وقوله سبحانه عن أصحاب الكهف: "إذ يتنازعون بينهم أمرهم" (الكهف 21)، أي: اختلف قول علية القوم في شأن الفتية المؤمنة، الذين فروا بدينهم ولجؤوا إلى الكهف. وجاء (الأمر) بمعنى (الحساب)، ومنه قوله تعالى: "وقال الشيطان لما قضي الأمر" (إبراهيم 22) أي: انتهي من الحساب، وبيان كل إنسان ما له وما عليه؛ وقوله سبحانه: "وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر" (مريم 39)، أي: فُرغ من الحساب، وأدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار. وجاء (الأمر) بمعنى (الذنب)، ومنه قوله تعالى: "ليذوق وبال أمره" (المائدة 95)، وقوله سبحانه: "ذاقوا وبال أمرهم" (الحشر 15)، فـ (الأمر) في الآيتين وما شابههما معناه (الذنب)، أي: نالهم عاقبة ما ارتكبوه من الذنوب والمعاصي. وجاء (الأمر) بمعنى القضاء والقدر، ومنه قوله تعالى: "يدبر الأمر" (يونس 3)، وقوله سبحانه: "ومن يدبر الأمر" (يونس 31)، قال مجاهد: يقضيه ويقدره وحده. وأخيرًا لا آخراً، فقد جاء (الإمْر) بكسر الهمزة، في القرآن بمعنى (العجب)، ومنه قوله تعالى: "لقد جئت شيئا إمرا" (الكهف 71)، أي: لقد جئت شيئًا عجبًا ومنكراً. ولا يقتصر لفظ (الأمر) في القرآن على المعاني السابقة، بل قد يأتي على معان أُخر، يحددها السياق والموضوع. والمهم في هذا الصدد، أن نعلم أن هذه المعاني المذكورة للفظ (الأمر)، ليست معان متعينة، لا يحتمل المقام غيرها، وإنما هي معان يحتملها اللفظ، ويحتمل غيرها، وقد يرجح السياق الذي ورد فيه لفظ (الأمر) معنى على آخر.
في قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ" (النساء 59) فان مفسرين صنفوا اولي الامر بالعلماء. ورد في معاني القرآن الكريم عن كلمة أولي: أول التأويل من الأول، أي: الرجوع إلى الأصل، ومنه: الموئل للموضع الذي يرجع إليه، وذلك هو رد الشيء إلى الغاية المرادة منه، علما كان أو فعلا، ففي العلم نحو: "وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم" (ال عمران 7). جاء في محاضرات في الإلهيات للشيخ جعفر السبحاني: قوله سبحانه: "وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله" (ال عمران 159) فالله سبحانه أمر نبيه بالمشاورة تعليما للأمة حتى يشاوروا في مهام الأمور ومنها الخلافة. يلاحظ عليه أولا: أن الخطاب في الآية متوجه إلى الحاكم الذي استقرت حكومته، فيأمره سبحانه أن ينتفع من آراء رعيته، فأقصى ما يمكن التجاوز به عن الآية هو أن من وظائف كل الحكام التشاور مع الأمة، وأما أن الخلافة بنفس الشورى، فلا يمكن الاستدلال عليه بها. وثانيا: أن المتبادر من الآية هو أن التشاور لا يوجب حكما للحاكم، ولا يلزمه بشئ، بل هو يقلب وجوه الرأي ويستعرض الأفكار المختلفة، ثم يأخذ بما هو المفيد في نظره، حيث قال تعالى: "فإذا عزمت فتوكل على الله" (ال عمران 159). كل ذلك يعرب عن أن الآية ترجع إلى غير مسألة الخلافة والحكومة.
|