• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : خيارُ الفلسطينيين إما القتل أو التطبيع .
                          • الكاتب : د . شامل محسن هادي مباركه .

خيارُ الفلسطينيين إما القتل أو التطبيع

 تستمر الة الحرب الأمريكية الاسرائيلية حصد أرواح الالاف الاشخاص من الشعب الفلسطيني المظلوم، فبعد أن وصلت القضية الفلسطينية إلى حبل مشنقة التطبيع بين مملكة ال سعود و الكيان الصهيوني الغاصب، إختار الفلسطينيون الموت بكرامة على العيش بذل مع المحتل.

بدأت تنكشف أسرار زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، وهو يصل محطته الأخيرة، فلسطين المحتلة، حيث يصفه محلل سياسي أمريكي بانه "رجل إطفاء" وليس "رسول سلام" كما يُروج له عند الساسة المتصهينين. المجرم بايدن يخشى أن يتورط في حرب إقليمية وهو يدخل الأشهر الحاسمة لاعادة انتخابه للرئاسة. كما انه يعلم أن اليمين المتشدد في حكومة القاتل نتنياهو يحاول جرّ الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة محور الممانعة في المنطقة.

في هذا الإطار مع محاولة واشنطن تحجيم حرب غزة ومنع توسيعها الى حرب إقليمية، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالاً بتاريخ ٢٣ كانون الاول بعنوان "بايدن أقنع نتنياهو بوقف الضربة الاستباقية ضد حزب الله"، Biden Convinced Netanyahu to Halt a Pre-Emptive Strike Against Hezbollah. يذكر المقال: حث الرئيس بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وقف الضربة الاستباقية ضد حزب الله في لبنان، محذرًا من أن مثل هذا الهجوم قد يثير حربًا إقليمية أوسع. يسترسل المقال: قال المسؤولون الأمريكيون إن لدى إسرائيل معلومات استخباراتية - اعتبرتها الولايات المتحدة مضللة - تفيد بأن مهاجمي حزب الله كانوا يستعدون لعبور الحدود كجزء من هجوم متعدد الجوانب.

في ٢٨ كانون الاول الماضي، كذلك نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالاً، بقلم رئيس وزراء العدو الاسرائيلي السابق نفتالي بينيت، تحت عنوان "يتعين على الولايات المتحدة وإسرائيل التعامل مع إيران بشكل مباشر"، The U.S. and Israel Need to Take Iran On Directly. يقول بينيت في مقاله: إجعل آيات الله يدفعون ثمن زرع الفوضى من خلال وكلائهم من حماس وحزب الله والحوثيين. ولتحريض الدول العربية ضد طهران، يستطرد بينيت: شن وكلاء إيران الإرهابيون حرباً على كل العناصر المعتدلة في الشرق الأوسط. هاجموا شركة النفط السعودية أرامكو، الإمارات العربية المتحدة، الأكراد، وإسرائيل في مناسبات عديدة. الجزء الأكثر إثارة للدهشة هو أن إيران أفلتت من العقاب إلى حد كبير. على الولايات المتحدة وإسرائيل أن تحددا هدفاً واضحاً يتمثل في إسقاط امبراطورية الشر "إيران".

الصدمات التي تلاقّاها المجرم بايدن (سنكتب مقالاً خاصاً به قريباً) بدعمه اللامحدود للعدو الاسرائيلي دفعت ادارته للبحث عن سُبُلٍ لإخراج حملته الانتخابية من العناية الفائقة، سحب الجيوش الامريكية من افغانستان وتقليصها في الدول العربية كانت في صُلب حملته الانتخابية السابقة، لكن اليوم نرى توغله اكثر في المنطقة مقارنة بمنافسه اللدود الرئيس الأمريكي السابق ترامب.

لم يبقَ لبايدن حلول سوى إحياء ملف التطبيع بين العدو الاسرائيلي و مملكة ال سعود، التي دفعت حركة حماس دماء الالاف لخنقه، عسى أن ينقُذ نفسه من المأزق الذي يعيشه.

اليوم، تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين ٢٣ ألفاً، وتهجير ١،٨ مليون مواطن من بيوتهم و تدمير ٧٠ بالمئة من العقارات والمؤسسات والمستشفيات والمدارس والمساجد، حتى قالت الامم المتحدة: غزة غير صالحة للسكن (راجع صحيفة الأسوشيتد برس تحت عنوان "منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة يصف غزة بأنها غير صالحة للسكن، ، UN humanitarian chief calls Gaza uninhabitable، بتاريخ ٥ كانون الثاني ٢٠٢٤)

في ظل هذه المعطيات، يطرح بايدن معادلة شيطانية جديدة، فقد نشرت صحيفة فورين بولسي مقالاً أول أمس الاثنين تحت عنوان "هل لدى بايدن خطة للسلام في الشرق الأوسط؟ نوعا ما"، Does Biden Have a Middle East Peace Plan? Sort of. يذكر المقال: يريد الرئيس الأمريكي جو بايدن من الرياض أن تستأنف المحادثات بشأن الاعتراف بإسرائيل "مقابل ضبط النفس الإسرائيلي" في غزة والضفة الغربية، والتعهدات باستيعاب المصالح الفلسطينية، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف أو على الأقل درجة ما من السيادة.

على مرّ التاريخ، هكذا كُتِبت المعاهدات، على دماء الشعوب. الأخطر من ذلك، قد لا يوافق القاتل نتنياهو بالمعادلة، والذي دفع بايدن إضافة عبارة "أو على الأقل درجة ما من السيادة" وليس كل السيادة الفلسطينية على أراضيها كما يحصل اليوم في الضفة الغربية المحتلة.

أراد بايدن بهذه المعادلة سحب البساط من تحت اقدام محور الممانعة، واعطاء دور ريادي لولي عهد مملكة ال سعود من خلال حصر قرار ايقاف الحرب به فقط. 

لم يتوانَ ولي العهد عن تلقّف هذه المهمة وهو يشاهد انقلاب الشارع السنّي ضد حكوماتهم و وقوف جماهيرهم مع الشارع الشيعي لتصنع غزة تاريخ متجدد يحفظ كرامة الأمة الأسلامية.

يقول المسؤولون الأمريكيون أن الرياض تسير في هذا الاتجاه. قال مسؤول كبير في إدارة بايدن في أواخر كانون الأول: "تشير محادثاتنا مع السعوديين في الأسابيع الأخيرة فقط إلى أنهم ما زالوا يريدون المضي قدماً في التطبيع".

قال ريان كروكر، السفير الأمريكي المتقاعد الذي خدم في جميع أنحاء المنطقة منذ أوائل الثمانينات، في حديث عبر الهاتف: "العدو الأعمق للفلسطينيين ليس الإسرائيليين. إنهم العرب الآخرون"، في إشارة إلى تأييد الدول العربية لإسرائيل في القضاء على حركة حماس.

في تصريحات له في تشرين الاول الماضي، قال بايدن إن هجمات حماس على إسرائيل تهدف إلى عرقلة التطبيع بين حليفة الولايات المتحدة، إسرائيل، مع المملكة العربية السعودية. أضاف بايدن في إحدى فعاليات الحملة الانتخابية: "لقد علموا أنني كنت على وشك الجلوس مع السعوديين. السعوديون أرادوا الاعتراف بإسرائيل”، في الوقت الذي تستعر فيه الحرب بين حركة حماس والعدو الاسرائيلي.

بعد أن طلب محمد بن سلمان شروطه الثلاثة لتحقيق التطبيع: 
- بناء محطة نووية في السعودية، 
- تسهيل عقود شراء الأسلحة الأمريكية لصالح الرياض، 
- إحياء الاتفاقية الامنية بين امريكا والسعودية،
وافق بايدن على شروط محمد بن سلمان. ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الشهر الماضي أن الرئيس بايدن مستعد لتخفيف القيود المفروضة على مبيعات الأسلحة الهجومية إلى المملكة العربية السعودية، و دراسة الشروط الأخرى لتذليل الصعاب.

نشرت صفحة نيويورك تايمز خبراً يوم أمس الثلآثآء تحت عنوان "بلينكن يدعو إسرائيل إلى بناء علاقات مع الدول العربية"، Blinken Calls on Israel to Build Ties With Arab Nations. يذكر الخبر: كانت تعليقات السيد بلينكن، في اجتماعاته مع المسؤولين الإسرائيليين في تل أبيب يوم أمس الثلاثاء، إشارة إلى تأكيده السابق على أن المملكة العربية السعودية ودول أخرى لا تزال مهتمة ببناء علاقات دبلوماسية طبيعية مع إسرائيل. يسترسل الخبر: قبل أن يتوجه إلى إسرائيل مساء الاثنين، قال السيد بلينكن للصحفيين من مدينة العلا الصحراوية في المملكة العربية السعودية إن الحاكم السعودي، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قال له إن السعوديين لا يزال لديهم “ مصلحة واضحة” في تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.

تذكّرنا نكسة ١٩٦٧ وحرب الغفران في ١٩٧٣ خيانة وتخاذل بعض الحكام والملوك العرب في نصرة القضية الفلسطينية، وما يحصل اليوم في غزة، في الوقت الذي يسجل التاريخ صفحات مشرقة في وقوف احرار العالم مع الشعب الفلسطيني.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=190288
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 01 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3