العراقيون اليوم باتوا من بين أكثر شعوب العالم عنفا ومزاجا حادا بل الأكثر غضبأ في العالم وفقا لتقرير اعده معهد غالوب عن العواطف العالمية لعام 2021 المختص بقياس المشاعر، بما في ذلك مستويات الغضب في أكثر من 100 دولة حول العالم من النصف الثاني من العام 2021 وبداية العام 2022.
مختصون بعلم النفس يبررون هذه النوبات والمزاج العصبي المستمر بأنها كانت نتيجة التعرّض لمشاكل مختلفة ومتتابعة، والتعرّض لضغوط نفسية عدّة في جوانب مختلفة من الحياة، والخوف والقلق اللذَين ينجمان عن أمور كثيرة. كذلك، تؤدّي الصدمات النفسية إلى حالة من التشنّج العصبي الدائم فتولّد خلافات عدّة مع الآخرين. كلّ ذلك في حين يعيش العراقي في بلد يعاني من ويلات الحروب المستمرة.
الايام غالبا ماتمر عصيبة وطويلة على المواطن مما شهده في حياته من نكبات وعلى ذكر الايام الطويلة اتذكر عام ١٩٨٠ قام نظام صدام بإنشاء فيلم يحكي أحداثاً مفبركة مستوحاة من قصة هروب الطاغية المقبور ، استناداً إلى رواية كتبها الشاعرالبعثي عبد الأمير معلّة من جزئين بالعنوان نفسه، زعم فيها قيامه بمحاولة اغتيال رئيس وزراء السابق عبد الكريم قاسم وهذا كذب صريح حيث أشارت وثائق التحقيق السرية الموجودة في المكتبة الوطنية ان صداما كان يقف بعيدا عن المنفذين ومهمة فقط الحراسة المنفذين لكنه تركهم وهرب واصابه شرطي متواجد هناك ، في العملية التي قام فيها مع شرذمة من بعثيين آخرين، وهرب بعدها ع)الى حمار إلى سوريا تحول في الفيلم إلى حصان، وبعد فشل العملية ومقتل عبد الوهاب الغريري منفذ العملية، وإصابته بقدمه.
تصوروا ان صدام امر بتدريسها (الرواية) في المنهاج التثقيفي لتنظيمات البعث ، وفق ما جاء في كتاب "بعث العراق" سلطة صدّام قياماً وحطاماً".
في مجتمعنا بعض المسؤولين وأحزاب السلطة الذين لا يملكون رصيداً حقيقياً إلا خطاب المكر والابتسامات الصفراء، والأيمان المغلظة الكاذبة، وهذا هو التخدير بعينه، إضافة إلى براعتهم في أداء الكذب والظهور المزيف الذي يجعل المشاهد يهم بخلع ثوبه لذلك المسؤول بدعوى حب الوطن مصحوبة بالدعاء له، فضلا عن تبريره لفشل المسؤول أو الوزير بحجة أنه ليس في الإمكان أفضل مما كان.
العراقي اليوم من اكثر بلدان العالم لا يشعر مواطنوه بالرضا عن واقعهم المعاش، ويتضمن 5 مؤشرات هي التوتر والغضب والحزن والقلق والضغط النفسي، وهم من أكثر 10 شعوب في العالم يشعرون بالتوتر والحزن والياس من تغير الأحوال للأحسن .
النظام السياسي الحالي هو إمتداد طبيعي للنظام السياسي السابق سوى ان الأول كان ظالما سارقا من قبل زمرة صغيرة يتعب العراق ملكا له ، والثاني ديمقراطي سارق وفاسد من كل الأحزاب ، كإمتداد شعيط لمعيط في المثل الدارج بالكذب والسرقة والفساد.
الايام تظل طويلة وصعبة على العراقيين بسبب الظروف المعاشية المعقدة والتي تجبرهم على العصبية والغضب بينما يواصل اللصوص سرقتهم في وضح النهار كما حصل قبل أيام مع هروب سيارة من المنطقة الخضراء وفيها أربعة مليارات دينار والحبل على الجرار، ولايعرف للان من السياسي السارق لو الجهة الحزبية الجانية، مع اننا نعرف المسروق والمجني عليه وهو الشعب العراقي الغاضب.
|