• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أرقام في القرآن الكريم (ثلاثة) (ح 4) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

أرقام في القرآن الكريم (ثلاثة) (ح 4)

تكملة للحلقات السابقة جاء في تفسير الميسر: قال الله تعالى عن الرقم ثلاثة " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" ﴿النور 58﴾ ثلاث اسم، طوافون اسم، يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه مُروا عبيدكم وإماءكم، والأطفال الأحرار دون سن الاحتلام أن يستأذنوا عند الدخول عليكم في أوقات عوراتكم الثلاثة من قبل صلاة الفجر، لأنه وقت الخروج من ثياب النوم ولبس ثياب اليقظة، ووقت خلع الثياب للقيلولة في الظهيرة، ومن بعد صلاة العشاء، لأنه وقت للنوم، وهذه الأوقات الثلاثة عورات لكم، يقل فيها التستر، أما فيما سواها فلا حرج إذا دخلوا بغير إذن، لحاجتهم في الدخول عليكم، طوافون عليكم للخدمة، وكما بيَّن الله لكم أحكام الاستئذان يبيِّن لكم آياته وأحكامه وحججه وشرائع دينه، والله عليم بما يصلح خلقه، حكيم في تدبيره أمورهم.. قوله عز وعلا "الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ﴿فاطر 1﴾ وَثُلَاثَ: وَ حرف عطف، ثُلَاثَ اسم. الثناء على الله بصفاته التي كلُّها أوصاف كمال، وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، خالق السماوات والأرض ومبدعهما، جاعل الملائكة رسلا إلى مَن يشاء من عباده، وفيما شاء من أمره ونهيه، ومِن عظيم قدرة الله أن جعل الملائكة أصحاب أجنحة مثنى وثلاث ورباع تطير بها؛ لتبليغ ما أمر الله به، يزيد الله في خلقه ما يشاء. إن الله على كل شيء قدير، لا يستعصي عليه شيء. قوله سبحانه "خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ" ﴿الزمر 6﴾. قوله عز من قائل "انطَلِقُوا إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ" ﴿المرسلات 30﴾ ثلاث شُعَب: فِرَقٍ ثلاث كالذوائب، ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ: لهب النار ارتفع ومعه الدخان انقسم إلى ثلاث شعب. يقال للكافرين يوم القيامة: سيروا إلى عذاب جهنم الذي كنتم به تكذبون في الدنيا، سيروا، فاستظلوا بدخان جهنم يتفرع منه ثلاث قطع، لا يُظِل ذلك الظل من حر ذلك اليوم، ولا يدفع من حر اللهب شيئًا. إن جهنم تقذف من النار بشرر عظيم، كل شرارة منه كالبناء المشيد في العِظم والارتفاع. كأن شرر جهنم المتطاير منها إبل سود يميل لونها إلى الصُّفْرة.
قال الله تعالى "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (المائدة 72-73). وقال سبحانه "وَلاَ تَقُولُوا ثَلاَثَةٌ انتَهُوا خَيراً لَّكُم إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً" (النساء 171). وهذا قولٌ كان عليه جماهير النصارى قبل افتراق اليعقوبية والملكية والنَّسطورية (الإله القديم جوهر واحد يعم ثلاثة أقانيم: أبًا والدًا غير مولود، وابنًا مولودًا غير والد، وزوجًا متتبَّعة بينهما). النساطرة يقولون الإله لم يولد ولم يصلب بل مريم لم تلد الإله وإنما الإنسان مما جعلت الطوائف تكفرهم في مجمع أفسوس سنة 431م. و طائفة الريمتين تؤلِّه المسيح وأمَّه، فكان جواب القرآن الكريم"مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَة " (المائدة 75). المطلقات ينتظرن عدة الطلاق وهي عدم المباشرة والزواج لمنع فساد النسل لمدة ثلاثة قروء كل قرء طهر وحيض "وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ" (البقرة 228) يتربصن يعني ينتظرن. وعلى المطلقة عدم كتم ان كانت حامل و وقت ولادتها"وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ" (البقرة 228) والا تخرج من كونها مؤمنة. يقول الدكتور محمد حسين الصغير: وقد تكون اللفظة في القرآن من الأضداد، تصدق على المعنى وضده، كما هي الحال في القرء من قوله تعالى "وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ ما خَلَقَ اللهُ فِي أَرْحامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذلِكَ إِنْ أَرادُوا إِصْلاحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (البقرة 228) في دلالتها على الطهر والحيض.
جاء في كتاب البيان في تفسير القرآن للسيد ابو القاسم الخوئي قدس سره: سؤال: إن القرآن مشتمل على المناقضة فلا يكون وحيا إلهيا، وقد زعموا أن المناقضة وقعت في موردين: الاول: في قوله تعالى: "قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا" (ال عمران 41). فإنه يناقض قوله تعالى: "قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا" (مريم 10). الجواب: إن لفظ اليوم قد يطلق ويراد منه بياض النهار فقط. وقد يطلق ويراد منه بياض النهار مع ليله. كما أن لفظ الليل قد يطلق ويراد به مدة مغيب الشمس واستتارها تحت الافق. وقد يطلق ويراد منه سواد الليل مع نهاره. واستعمال لفظي الليل والنهار في هذين المعنيين كثير جدا، وقد استعملا في الايتين الكريمتين على المعنى الثاني مجموع بياض النهار وسواد النهار فلا مناقضة. وتوهم المناقضة يبتني على أن لفظي الليل والنهار قد استعملا على المعنى الاول. وما ذكرناه بين لا خفاء فيه، ولكن المتوهم كابر الحقيقة ليحط من كرامة القرآن بزعمه هذا. وقد غفل أو تغافل عما في إنجيله من التناقض الصريح عند إطلاقه لهاتين الكلمتين. فقد ذكر في الباب الثاني عشر من إنجيل متى: إخبار المسيح أنه يبقى مدفونا في بطن الارض ثلاثة أيام أو ثلاث ليال. مع أن إنجيل متى بنفسه والاناجيل الثلاثة الاخر قد اتفقت على أن المسيح لم يبق في بطن الارض إلا يسيرا من آخر يوم الجمعة، وليلة السبت ونهاره، وليلة الاحد إلى ما قبل الفجر. فانظر أخريات الاناجيل، ثم قل لكاتب إنجيل متى، ولكل من يعتقد أنه وحي إلهي: أين تكون ثلاثة أيام وثلاث ليال. ومن الغريب جدا أن يؤمن علماء الغرب ومفكروه بكتب العهدين، وهي مليئة بالخرافات والمناقضات، وألا يؤمنوا بالقرآن، وهو الكتاب المتكفل بهداية البشر، وبسوقهم إلى سعادتهم في الدنيا والاخرة، ولكن التعصب داء عضال، وطلال الحق قليلون كما أشرنا إليه فيما تقدم.
عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله عز من قائل "وعلى الثلاثة الذين خلفوا" (التوبة 118) لعل الغرض الأصلي بيان توبة الله سبحانه لأولئك الثلاثة المخلفين وقد ضم إليها ذكر توبته تعالى للمهاجرين والأنصار حتى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لتطيب قلوبهم بخلطهم بغيرهم وزوال تميزهم من سائر الناس وعفو أثر ذلك عنهم حتى يعود الجميع على نعت واحد وهو أن الله تاب عليهم برحمته فهم فيه سواء من غير أن يرتفع بعضهم عن بعض أو ينخفض بعضهم عن بعض. أما الثلاثة الذين خلفوا فإنهم آل أمرهم إلى أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ووسعت - وكان ذلك بسبب أن الناس لم يعاشروهم ولا كلموهم حتى أهلهم فلم يجدوا أنيسا يأنسون به وضاقت عليهم أنفسهم من دوام الغم عليهم وأيقنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه بالتوبة والإنابة فلما كان ذلك كله تاب الله عليهم وانعطف ورجع برحمته إليهم ليتوبوا إليه فيقبل توبتهم أنه هو التواب كثير الرجوع إلى عباده يرجع إليهم بالهداية والتوفيق للتوبة إليه ثم بقبول تلك التوبة والرحيم بالمؤمنين. قوله عز وعلا "سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ" (الكهف 22) يذكر تعالى اختلاف الناس في عدد أصحاب الكهف وأقوالهم فيه، وهي على ما ذكره تعالى وقوله الحق ثلاثة مترتبة متصاعدة أحدها أنهم ثلاثة رابعهم كلبهم والثاني أنهم خمسة وسادسهم كلبهم وقد عقبه بقوله: "رجما بالغيب" أي قولا بغير علم. وهذا التوصيف راجع إلى القولين جميعا: ولو اختص بالثاني فقط كان من حق الكلام أن يقدم القول الثاني ويؤخر الأول ويذكر مع الثالث الذي لم يذكر معه ما يدل على عدم ارتضائه. والقول الثالث أنهم سبعة وثامنهم كلبهم، وقد ذكره الله سبحانه ولم يعقبه بشيء يدل على تزييفه، ولا يخلو ذلك من إشعار بأنه القول الحق، وقد تقدم في الكلام على محاورتهم المحكية. ومن لطيف صنع الآية في عد الأقوال نظمها العدد من ثلاثة إلى ثمانية نظما متواليا ففيها ثلاثة رابعها خمسة سادسها سبعة وثامنها.
جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى "انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب" (المرسلات 30) من دخان جهنم: شعبة تظللهم من فوق رؤوسهم، وثانية عن يمينهم. قوله سبحانه "في ظلمات ثلاث" (الزمر 6) والظلمات الثلاث هي ظلمة البطن والرحم والمشيمة، وهذا الارتقاء من طور لآخر داخل هذه الظلمات دليل قاطع على وجود الباري المصور. وإذا كان هذا الارتقاء من صنع الطبيعة مباشرة فإن الطبيعة من صنع من يقول للشيء "كن فيكون" (يس 82) ولا يعمى عن هذا إلا أعمى، قال الإمام علي عليه السلام: أيها المخلوق السوي والمنشأ المرعي في ظلمات الأرحام، ومضاعفات الأستار، بدئت من سلالة من طين، ووضعت في قرار مكين إلى قدر معلوم، تمور في بطن أمك جنينا لا تحير دعاء ولا تسمع نداء، ثم أخرجك من مقرك إلى دار. قوله عز وجل "أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع" (فاطر 1) وتدل الآية على أن من الملائكة من له جناحان، ومنهم له ثلاثة، ومنهم له أربعة، وانه تعالى يزيد لآخرين في الأجنحة ما يشاء. وهذا وما إليه يتفق مع قدرة اللَّه وعظمته، والعقل لا يأباه، هذا ما نعلمه، وما عداه نتركه إلى علم اللَّه سبحانه لأنّا غير مسؤولين عنه، ولا يمت إلى حياتنا بسبب، ولا دليل عليه من آية أو رواية متواترة. وأخشى أن يقول أنصار تأويل النصوص الدينية بالعلم الحديث، أن يقولوا: ان مثنى إشارة إلى الطائرة ذات المحركين، وثلاث إلى المحركات الثلاثة، ورباعا إلى ذات الأربعة، أما قوله تعالى: يزيد في الخلق ما يشاء فهو إشارة إلى طائرات المستقبل ذات المحركات العديدة. قوله عز من قائل "وعلى الثلاثة الذين خلفوا" (التوبة 118) اتفق المفسرون والرواة على أن ثلاثة من مؤمني الأنصار تخلفوا عن النبي في غزوة تبوك كسلا وتهاونا، لا نفاقا وعنادا، وهم كعب بن مالك الشاعر، ومروان بن الربيع، وهلال بن أمية الواقفي. ونترك الحديث عن هؤلاء لطه حسين، فقد لخص ما اتفق عليه الجميع ودلت عليه الآية بأسلوبه المعروف، قال في كتاب (مرآة الإسلام): (كان هؤلاء الثلاثة أشد ايمانا باللَّه ورسوله، وأصدق حبا لهما من أن يضيفا إلى تخلفهم خطيئة الكذب، فآثروا الصدق وفاء لدينهم، وإشفاقا ان يفضح اللَّه كذبهم، فاعترفوا بذنوبهم، وسمع النبي منهم، وأعلن انهم قد صدقوه، ومع ذلك لم يعف عنهم، وأمر المؤمنين ان لا يكلموهم. وينظر هؤلاء فإذا هم قد اقتطعوا من الناس اقتطاعا، وإذا هم في عزلة بغيضة إلى أنفسهم كان السجن أهون منها. وفي ذات يوم أرسل النبي إليهم من يبلغهم انه يأمرهم ان يعتزلوا نساءهم، وليس في هذا شيء من الغرابة، فنساؤهم مؤمنات، وقد صدر الأمر إلى المؤمنين باعتزالهم، فليعتزلهم نساؤهم أيضا، وبعد ان مضت عليهم خمسون ليلة في هذه العزلة، وقد أخذ الندم من قلوبهم أقوى مأخذ أنزل اللَّه توبته عليهم، وابتهج المؤمنون كلهم لذلك، فكانوا يهنئون هؤلاء الثلاثة بتوبة اللَّه عليهم. وقد فرح كعب، وهو أحد الثلاثة فرحا شديدا، وهمّ ان يتصدق بماله كله، فأمره النبي أن يمسك بعضا، ويتصدق ببعض، وعاهد كعب النبي ألا يكذب في حديث حتى يموت).
عن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله عز وعلا "سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ" (الكهف 22) وبالرغم مِن أنَّ القرآن لم يشر إِلى عددهم بصراحة، لكن نفهم مِن العلامات الموجودة في الآية أنَّ القول الثّالث هو الصحيح المطابق للواقع، حيث أنَّ كلمة "رجماً بالغيب" وردت بعد القول الأوّل والثّاني، وهي إِشارة إِلى بُطلان هَذين القولين، إِلاَّ أنَّ القول الثّالث لم يُتَبع بمثل الإِستنكار بل استتبع بقوله تعالى: "قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ" وأيضاً بقوله "ما يعلمهم إِلاّ قليل" وهذا بحدِّ ذاته دليل على صحة هذا القول (الثّالث). وفي كل الأحوال فإِنَّ الآية تنتهي بنصيحة تحث على عدم الجدال حولهم إِلاَّ الجدل القائم على أساس المنطق والدليل: "فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا". (مراء) كما يقول الراغب في مفرداته، مأخوذة في الأصل مِن (مريت الناقة) بمعنى قبضت على (ضَرَعْ) الناقة لأحلبها، ثمّ أطلق المعنى بعد ذلك لِيشمل الأشياء الخاضعة للشك والترديد.
جاء في مجلة أوراق ثقافية عن الشواهد القرآنية لتمييز العدد عند الشوكاني للدكتورة سهيلة خطاف عبدالكريم الجنابي: العدد لغةً: إنّ أصل العدد يرجع إلى الفعل (عدّ) فـ"عددت الشيء عدًا حسبته وأحصيته، وقيل العدّ"إحصاء الشيء عده يعدّه عدًا وتعدادًا”، وقيل"عددت الشيء إذا أحصيته والاسم العديد والعديد يقال: هم عديدُ والثَّرى أي في الكثرة "، وقال الزمخشري: هم عديد الحصى وهذه الدراهم عديدُ وما أكثر عديدهم أي عددهم وبنو فلان يتعددون على بني فلان أي يزيدون عليهم وتعدّد الجيش على عشرة آلاف وماء عِدّ ومياه أعدادٌ. صور العدد: يأتي العدد على صور متعددة فيكون: أولاً – مفردًا من الواحد إلى العشرة (1-10). ثانيًا – مركبًا مع العشرة من (11-19). ثالثًا – ألفاظ العقود هي 40 30 20… 90.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=190475
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 01 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3