يقال أن شخصا ذهب الى حكيم صيني ليعرف معنى كلمة دوافع وعندما دخل الرجل على الحكيم الصيني قال له(سمعت كثيرا عن كلمة الدوافع ولكن بالفعل لا أعرف معنى هذه الكلمة).
فقال له الحكيم: هل تريد حقاً ان تعرف معنى هذه الكلمة ؟
فاجاب: نعم
عندها احضر الحكيم اناء كبير فيه ماء ،، وقال للرجل السائل تعال اقترب ،، فاقترب الرجل من اناء الماء وبدأ ينظر فيه:::::
فما كان من الحكيم الصيني الا ويمسك بشكل مفاجئ رأس الرجل بقوة ليضعه داخل الاناء.
فقام الرجل بتحريك رأسه داخل الاناء ليأخذ انفاسه لكنه لم يفلح لقوة امساكه من قبل الحكيم الصيني ،، وبعد مدة ازدادت قوة الرجل في محاولة إخراج رأسه من الاناء وكان على وشك ان يخرج لكن ايضاً قوة الحكيم الصيني لم تجعله ينجح.
وبعد فترة قام الرجل بتحريك رأسه بكل قوة ما جعله يدفع الاناء والحكيم بعيداً ليخرج برأسه من الماء وهو يتنفس بكل صعوبة ويقول للحكيم::
انت مجنون!!!
انت مجنون!!!
فأجابه الحكيم: انت اردت ان تعرف ما هي الدوافع وانا علمتك كيف تكون الدوافع.
فعندما كانت دوافعك بسيطة جداً وهي محاولتك للخروج في المرة الاولى لم تحقق النجاح ،، وعندما زادتك دوافعك في المرة الثانية ايضاً لم تنجح لأنك لم تصل الى الحد المطلوب لدفعك الى النجاح ،، ولكن في المرة الاخيرة عندما كانت الدوافع عالية جداً حققت النجاح.
ذكرت هذه الحكمة لأننا اليوم في العراق بأمس الحاجة الى سبل النجاح والخروج من وسط الزوابع التي تقوم بإثارتها علينا دول الجوار عبر الحدود الطويلة والممتدة مع ست دول تختلف اجنداتها وثقافاتها وأيديولوجياتها فلا أستثني أي واحدة من هذه الدول او ابريء ساحتها بأنها لا تملك اجندة في العراق او ليس لها مصالح في هذا البلد وهي سياسة اعتدنا عليها طيلة السنوات التي تلت سقوط النظام السابق، وجميع اجندات دول الجوار فيها اذى كبير للعراق وشعبه وان كان هناك الجزء اليسير الذي يعتمد المصالح الاقتصادية والفوز بها على ساحة مثل ساحة العراق المثقلة بكل حاجيات ومسميات بناء الدولة لأننا ننهض من تحت ركام كبير خلفته الحروب التي مارسها النظام السابق بكل مآسيها وما تحمله من تراجع وتصفير للبنى التحتية.
لا يختلف معي كل عراقي شريف أن الزوابع التي أثارتها علينا دول الجوار كانت محملة بلغة الدم وعبثت بكل ما أوتيت من قوة في الواقع الاجتماعي العراقي فأوغلت بالفعل بدماء العراقيين حيث اخذت دائرة تلك الزوابع تدور على كل القوميات والاديان في العراق فلم تستثني مكونا او فصيلا اجتماعيا في حين انها لم تطال النخبة السياسية فهي في مأمن ومنأى عن تلك العواصف المسمومة وان كانت هي المستهدفة في الاساس لتخريب الواقع السياسي وكل العملية السياسية في البلد، ما نلاحظه اليوم ومنذ ان تشكلت الحكومة الحالية اصبحت زوابع الجوار آخذة في التصاعد الى درجة ان قادة هذه الدول نزلت بثقلها من اجل التأثير على كل النظام السياسي وتغييره بكل الوسائل وان تطور هذا الامر الى درجة الغليان الشعبي والتقاتل على أسس طائفية بين فئات الشعب، وهذا ما نلاحظه اليوم أنهم أرادوا بزوابعهم تلك ضرب الهرم العراقي وعمليته السياسية من قمته وصولا الى قاعدته الشعبية ، ولذلك فلا بد وان تكون لنا دوافع كبيرة وقوية تقف بوجه هذا التيار الفاشي الذي يريد النيل من العراق ككل أرضا وشعبا وسيادة، لذا فإن جميع القوى والاحزاب السياسية ملزمة بأن تكون لها تلك الدوافع القوية لافشال وصد كل تلك الزوابع التي تهب علينا من دول الجوار وأن يأخذ كل سياسي بحكمة الحكيم الصيني حتى لا نقع فريسة بيد بعض الجهلة من القابعين في تلك الدول وأن تكون قوة قرارنا وسياستنا تستند الى حب الوطن والاخلاص لترابه وهذا لن يحدث ما لم يكن لنا ذلك الاندفاع والتسابق من اجل الوقوف بوجه هذا الطوفان من العواصف المحمّلة بكل سموم الحقد القومي والطائفي ولا بد من ان نتنفس هواء الوطن النقي الخالي من كل تلك الشوائب التي يجلبها الينا البعض مصدرة من دول الجوار التي لا تريد لنا الخير ولا بد لكل واحد منا ان يلتزم بحكمة الصيني ولكن ليس بما استخدمه من سطل ماء وانما بإبعاد تلك الزوابع عنا بكل ما تحمله من وسائل لخنق العراق والعراقيين.
وعليه فإن الوصول الى الهدف سببه يكمن في دوافع البقاء وكذلك نصل الى كل ما نريده ونخطط له من أجل الحفاظ على رصانة ومتانة الدولة العراقية أرضا وشعبا.
الازدياد من دوافعك تزيد فرص نجاحك)))))) |