• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إضاءات حول الإمام المنتظر\"المنقذ\"(عج) .
                          • الكاتب : مرتضى الجابري .

إضاءات حول الإمام المنتظر\"المنقذ\"(عج)


بسم الله الرحمن الرحيم
(( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونريً فرعون وهامان وجنودهما ماكانوا منه يحذرون )) صدق الله العلي العظيم.

هذه الآية الشريفة ضمن مجموعة من الآيات التي جاءت لتدلل على ظاهرة الظهور، ظاهرة المنقذ للبشرية، وهنا يجب أن نقف وقفة لنطرح مجموعة من الأسئلة والإضاءات حول نظرية المنقذ وهل هو مختص فقط في اتباع اهل البيت أم لا.
ماذا يعني نظرية المنقذ ولماذا وجود منقذ يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، أهذه أسطورة وخرافة و وهم ابتدعها أتباع أهل البيت نتيجة الضغوط التي تعرضوا لها ونتيجة المحنة التي مرت عليهم ليضطروا ان يختلقوا شيئاً ليبعثوا الامل في نفوسهم هكذا قالوا، هذه قضية مختلقة، سجون مطامير وزنازين ملاحقات ضغوط اختلقوا لأنفسهم فكرة منقذ وان شاء الله يأتي وينجيهم حتى يتماشوا مع تلك الظروف هكذا قالوا، فكرة المنقذ هي من البدع من الاوهام التي اختلقها اتباع اهل البيت ام انها شيء آخر؟.
إن نظرية المنقذ هي نظرية لم يختص بها أتباع أهل البيت فقط، بل هي نظرية اختص بها المسلمون بجميع أطيافهم وكذلك يختص بها أصحاب الديانات السماوية لأنها نظرية إنسانية ناشدت بها الديانات السماوية ورمزت إليها وأشارت إليها حتّى الديانات البشرية والإنسانية, واتفق الجميع على أن يكون هناك صراع وينتهي بمنقذ يحسم هذا الصراع لصالح الحق، فحينما نتحدث عن فكرة المنقذ نحنُ لا نأتي ببدعة ولا نختص بفكرة عن الآخرين، وإنما هي حقيقة يؤمن بها جميع أتباع الديانات السماوية ومجمل الديانات البشرية وأقول مجمل لأنه ليس لدينا احصاء عن هذه الديانات حتى نجزم، ولكن الديانات البشرية المعروفة فيها فكرة المنقذ، نعم هناك اختلاف في اسم ومصداق وتشخيص هذا المنقذ، فاليهود قالوا \"المسايا\" (باللغة العبرية)، والمسيح قالوا السيّد المسيح والمسلمون بكل اطيافهم وفرقهم قالوا محمد المهدي من أبناء رسول الله (ص)، واختلفوا فيما بينهم (هل انه ولد ام انه سيولد لاحقاً), وهنا تميز اتباع اهل البيت انه مولود وحاضر وموجود ولكنه غائب عنا، إذاً فكرة المنقذ هي ليست فكرة طارئة وإنما ما نختلف فيه مع اخواننا من القراءات الإسلامية الأخرى هو انه ولد ام انه لم يولد، الاختلاف في هذه الجزئية فقط، فالقضية ليست طابع أوهام او تخيلات او بدع او ما الى ذلك.
وقد يُثار تساؤل، ان هذا المنقذ اذا كان موجوداً لماذا يغيب فلماذا لا يظهر، وجد ليملأ الأرض عدلاً وقسطا لماذا لا يظهر ليملأها عدلاً وقسطاً وتنتهي معاناة البشرية، إلى متى ينتظر؟.

مع قطع النظر عن أن الآخرين يقولون أو يختلفون لماذا المنقذ، لماذا مصلح بهذا الحجم ما هي الحاجة إليه هذا يجب ان نعرفه ضمن الرؤية رؤية السماء لمشروع ومسار الانسان على الارض، بهذه الرؤية بدأ الانسان مشواره ومشروعه موحدا ثم دبّ الاختلاف \" كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه\"، أمة واحدة بدأت تختلف وتتصارع منذ بدايتها هابيل وقابيل، بدأت عملية الكر والفر والنور والظلام والحق والباطل وهذا الصراع المحتدم منذ الخطوة الأولى للإنسان على الأرض وهكذا بدأت تتعمق كلما اتسعت البشرية في مساحاتها وفي طموحاتها وفي آمالها فكان لابد من وضع معايير للسيطرة على هذا الصراع وهذا ما يبرر حركة الأنبياء في مسارها الطويل 124 ألف نبي ولكن هذه الحركة استطاعت ان تضبط الايقاع وتتأكد من المسارات ولكنها لم توفر المقومات الكاملة لحسم هذا الصراع كلياً، ولازال هذا الصراع قائماً ولابد ان ينتهي في ذروة الرشد الانساني، وفي قمة النضج البشري وهذا ما يتطلب مزيداً من الوقت والجهد واستحقاقات عديدة تؤدي لأن نعيش ونصل الى ذروة الوحدة من جديد لنبدأ من وحدة الى تنوع واختلاف ثم عودة الى الوحدة ولكن شتان بين الوحدة القهرية الأولى والوحدة التي تمثل النهاية وهي عملية الرشد والنضج الذي تعيشه البشرية لتتخذ قرارها، لأن تسير خلف راية الحق والاصلاح وتحسم صراعها التاريخي المرير والطويل مع قوى الشر والظلام \"ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض\"، ثلاث ركائز مهمة، اذا لا بد من إمام حتى نصل الى مرحلة الوراثة والامام الوريث هو الذي يُمكًن له، هذه حالة التدرج بلا امام ليس من وراثة، بلا امام وريث ليس من تمكين نهائي، ولابد ان نقطع هذه المراحل الثلاث حتى نصل لمرحلة التمكين \" وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض وليمكنّن لهم دينهم التي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً\"، لذلك نظرية المنقذ هي نظرية يقول بها الانسان حينما ينظر لواقع الحياة وتقول بها الشرائع السماوية جمعاء وهي ضرورة ملحة ومفردة أساسيّة في المسار العام والخط العام لحركة البشرية والادوار التي تمر بها.

لماذا غيبة المنقذ، لماذا غاب، لماذا لا يحضر ويملأ الارض عدلاً وقسطاً، سيدي يا أبا صالح ونحن ننتظره منذ ما يقرب 1300، فالى متى هل خوفاً من اكتشاف أمره واستهدافه من الظالمين، أم أن هناك سبب آخر يبرّر هذه الغيبة ويتطلب أن يكون الإمام المهدي غائباً حتى يصل ذلك الوقت الذي يتعرف الناس على مشروعه ويفهموا ويستوعبوا هذا المشروع، ويلتفوا ويتمحوروا حول هذا المشروع، فهو أطلق المشروع بخطوطه العريضة وبآفاقه الواسعة وبإطاره العام وغاب ليترك للبشرية فرصة أن يجربوا كلّ الخيارات والفرص وان يصلوا الى مرحلة العجز من تمكن تحقيق مصالحهم وبناء مجتمعاتهم على أُسس عادلة ليظهر الإمام في ذلك الحين حينما تكون هذه القناعات التي توفر فرص الالتفاف حول الإمام والتمحور حول هذا المشروع الكبير (خلق الإنسان عجولا، خلق الإنسان هلوعا)، كم هي هذه الأوصاف التي نجد الآيات القرآنية حافلة بها الإنسان يعيش بعجلة وتسرع ويتخذ قراراته بسرعة ويريد ان يحقق مصالحه بسرعة وينظر الى المصالح نظرة ضيقة ولذلك نجد في الدول الديمقراطية في الانتخابات هناك ظاهرة اعتبرت مفوم لإرادة الشعوب هو التداول السلمي للسلطة والناس تجد مصلحتها في فلان، فيأتي بأصوات عالية ثم بعد أشهر تبدأ عملية التراجع وهذا ما نراه في استطلاعات الرأي حيث يبدأ العد التنازلي لم يستطع ان يصنع لهم شيئاً ذهبوا الى شخص آخر وصوتوا له بنسب عالية ثم بعد ذلك يبدأ له العد التنازلي، ماذا يعني تبدل المزاج العام بشكل متواصل، يرى مصالح مباشرة فيلتف حول أناس يحملون شعارات يحققون هذه المصالح ويدعي إمكانية تحقيقها ما ان يدفعوه الى الأمام حتى يتبين انه لا يستطيع تحقيق شيء فيتركونه ويبحثون عن البديل، ما يعني ذلك هل يعني ان المشروع الانساني الإلهي الكبير الذي يريد ان يحدد ملامح المصالح العليا للإنسان ويضع حركة الانسان في إطارها الصحيح هكذا مشروع هل تستطيع الناس ان تصبر وتتحمل ام انها سوف تبحث عن مصالحها المباشرة وحيث ان هذا المشروع الكبير لا يوفر مصالح مباشرة تتخلى عنه وتتركه وتذهب الى خيارات اخرى ويتعثر المشروع الرسالي وتتعثر الأمة بتعثر هذا المشروع وتعاقب الأمة وتستحق العقاب حينما تخذل الحجة الشرعية.

لاحظوا حركة الانبياء والمصلحين وهي حركة مؤطرة بأوقات زمنية محددة وبالتالي مشروعهم الذي يطرحوه الى الناس بقدر ما يتحمل وعاء الزمان، جاء رسولنا الكريم في 23 سنة وهذه 23 سنة أيضاً فيها تدرج وعلى خطوات وقد شرحنا هذا التدرج في احد اللقاءات السابقة حتى حكم واحد رسول الله (ص) يريد ايصاله الى الناس يأخذ من الوقت الكثير ومع ذلك نلاحظ الخذلان او التراجع اوالنكوص في حركة الأنبياء والأئمة الأطهار (وقد ملئتم قلبي قيحا، وما أوذي نبي بمثل ما أوذيت) كل من هؤلاء الأنبياء والصلحاء نلاحظ لديهم سلسلة طويلة من العتاب مع انه طرح أشياء محدودة لفترة زمنية قصيرة ومن موقع التربية لهؤلاء والتدرج لهم لم يتحملوه وتركوه فكيف بمن هو مكلف ان يأخذ المشروع حتى نهاياته بكل أبعاده وبكل سماته بإطاره العام، اليوم قوى سياسية في هذا البلد لديها رؤية وفكر وتعطي الاقتراحات، أطراف أخرى بعد 8 اشهر 10 أشهر او 5او بعد 2 سنة سنوات يقولون ان هؤلاء قالوا قبل 5 سنوات ولم نفهم وتركناهم وشوشنا عليهم ولكن كانت رؤيتهم صحيحة.
تساؤل آخر يطرح هو \"اذا كان من مصلحة الشعب ان يغيب لماذا نواب خاصين أولا وعامين ثانياً، النيابة الخاصة والنيابة العامة المتمثل بالمراجع العظام، ما حاجتنا للنواب وهو موجود ولكنه غائب ولماذا هذه النيابة وهذه الحلقة الوسطية بيننا وبين الامام المعصوم\"؟.
قد يكون إنسان بسيط يفكر ويتأمل يستطيع أن يرى 10 سنوات الى الأمام والناس لا تتفهمه ولا تتماشى فكيف مصلح يمثل المشروع الإلهي على الأرض يرى الآلاف من السنين الى الأمام ويعطي توصيات لتلك الفترة من يا ترى يفهمه ومن يتجاوب معه ويقبل منه، ظهور الإمام وحضوره منذ ولادته كان سيعني تلكؤ كبير في المشروع وتسويف للمهمة وتضييع لهذه المهمة الخطيرة، لذلك نجد ان الإمام طرح مشروعه وغاب بشخصه وهنا يأتي دور النيابة الخاصة والتي بدأت تروض الناس بعد ما وصل المشروع وعرف هذا المشروع لهذا الإمام بوجوده قدم مشروعه وبدأ ينسحب انسحاب تدريجي لو كان انسحاب فجائي لبدأ، يتسائل الناس اما استمراره عشرات السنين نيابة خاصة حتى يروض الناس على فكرة النائب ثم قبيل وفاة النائب الرابع يأتي التوقيع الشريف من الامام المعصوم والذي يذكر فيه ويؤكد فيه الموقف في الرجوع الى رواة الحديث(( واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم))، ووضع المعايير والمواصفات التي تضمن لنا صحة المسار وتؤكد ان هذا الشخص يمكن ان يكون نائب للإمام ومرجعاً حقيقياً وليس من أدعياء النيابة والمرجعية وهذا مقام معنوي قد يدعيه من لم يستحقه لذا لا بد من وجود مواصفات ومعايير في يد الناس (( من كان منهم صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام ان يقلدوه)) ودور المرجعية هو الحفاظ على الاطار العام والفات النظر ان يحذروا ويشعلوا الضوء الاحمر اذا وجدوا الأمة تسير في انحراف ما وتبتعد عن الاصول التي وضعها رسول الله (ص) واهل بيته وحددها الامام المهدي في مشروعه الاصلاحي الكبير حتى تبقى الناس تسير في اتجاه واحد لحين النضج والرشد ولحين ما تكتشف الأمة بنفسها أنها غير قادرة على تحقيق الانجاز حتى ترجع الى أمامها وتأخذ الموقف الصحيح وفي ذلك الحين سيكون الظهور.
وهنا يأتي هذا السؤال\" ماذا يعني ان ننتظر الإمام وما حقيقة الانتظار وما هو المطلوب منا ونحن ننتظر\"؟.
بعد ان عرفنا ضرورة الغيبة، الانتظار بنوعين هناك انتظار يعني الترقب كمتابعة مباراة كرة قدم، وهنا لا تستطيع ان تغير من الواقع شيئاً أو مريض من عائلتك بحالة مرضية شديدة فلا تستطيع ان تقدم له شيئا مجرد المواساة له، فهذا انتظار وترقب، وهناك انتظار آخر تستطيع أنت أن تصنعه ويحتاج منك تحضيرات واستعدادات كالذي ينتظر الضيف فلا بد من ترتيب البيت وتحضير الطعام، حينما نقول انتظار الفرج فهل هذا يعني مجرد ان ننتظر ونترقب ام اننا لا بد ان نعمل جاهدين في إيجاد البيئة والمناخ المناسب لظهور الامام وهنا يرتبط الانتظار مع الامل فحينما يكون لديك امل حقيقي فانك سوف تنبعث وتتحرك وتعمل جاهداً على أن توفر البيئة حتى تساعد ولو بتسريع الظهور دقيقة او ساعة او اسبوع او شهر او أي شيء آخر، فالانتظار ليس كسل ليس صنف الترقب وانما عمل ونشاط وحيوية وحركة وبناء لتكون مجتمعاتنا بالمستوى الذي يستطيع فيه الامام ان يظهر وان ينطلق.
وهنا يجب ان نعرف \"من هم أنصار الإمام وما هي صفاتهم وسماتهم وكيف نكون منهم\"؟، البعض منا يرى احدى وجهتي العملة ويقول ان الامام يظهر حينما تعم الدنيا الفساد والفوضى والبلاء والمحنة والانحراف ظلماً وجوراً، وهنا يأتي الإمام ليملئها قسطاً وعدلاً فلماذا لا نترك الامور هكذا سائبة، ولكن الظلم الحاصل هل ان الامام يحله بالمعجزة، الله سبحانه وتعالى لو كانت ارادته ان يأتي المنقذ وبالاعجاز يصلح العالم فآدم ممكن ان يعطيه هذه القوة وبالإعجاز يصلح العالم فلماذا هذه المسيرة الطويلة من الآلام والمعاصي والذنوب، إذن المنقذ وان كان يحظى بالرعاية الإلهية لكنه سيعتمد والوسائل والأسباب الطبيعية في عملية الإصلاحات الكبرى التي يقوم بها، واذا كانت الأسباب طبيعية إذن يحتاج الى أدوات طبيعية يحتاج الى ناس صالحين طيبين مؤمنون بهذا المشروع ومستعدين للتضحية وسنقول بصفات أصحاب الإمام كيف هي سماتهم وكيف يجب ان يكون فهذا معناه يجب ان ينطلق المنتظرون للفرج، المنتظرون الحقيقيون ان ينطلقوا في بناء انفسهم في بناء شعوبهم وفي بناء مجتمعاتهم ويحققوا الإصلاحات الواسعة ويوفروا البيئة الخصبة لظهور الإمام وليس ان يجلسوا وينتظروا تحت هذه اليافطة.
من هم أنصار الإمام وما هي صفاتهم (( رجال كأن قلوبهم زبر الحديد ( لديهم ثقة عالية بالنفس)، لا يشوبها شك في ذات الله ( لديهم وضوح ليس هناك شك او تردد ) أشد من الجمر( لديهم حرقة على المشروع )، لو حملوا على الجبال لأزالوها (هذه الحرقة على المشروع تعطي للإنسان قوة هائلة لا يقف عند حد لديهم قوة وعزيمة)، لا يقصدون برايتهم بلدة إلا أخربوها ( لا يدخلون في معركة الا ويخرجون منتصرين ليس هناك تردد وتلكؤ)، كأن على خيولهم العقبان ( لهم هيبة وكبرياء لتمسكهم بالحق)، يتمسحون بسرج الإمام، يطلبون بذلك البركة ( لديهم ولاء صادق ولديهم تواضع أمام الإمام وأمام الموقف والحجة الشريعة ) ويخفون به (يلتفون حوله ويدافعون عنه ) يقوّونه في الحروب ويكفونه ما يريد فيهم ( يطيعون الإمام بما يأمرهم به )، رجال لا ينامون الليل لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل ( لكن أهل عبادة وأهل دمعة وأهل قلب منكسر) يبيتون قياماً على أطرافهم ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار( العمل باستحقاقات الواجب )، هم أطوع له من الأمة لسيدها ( طيعين لأمامهم ولقائدهم )، كأن قلوبهم القناديل وهم من خشية الله مشفقون يدعون بالشهادة ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله ( لا يخيفهم الموت بل هم من يتمناه ما داموا على الطريق الصحيح، أبالموت تخوفني لا والله لا اخاف ان وقع الموت علينا او وقعنا على الموت) شعائرهم يا لثارات الحسين ( الحسين ماثل امام اعينهم، الحق وصراع الحسين صراع الحق ليس لديهم ثارات شخصية وليس لديهم تصفية حساب بل الحق ماثل امامهم)، إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر(عند حركتهم كل اهل الباطل يرتجفون)، يمشون إلى المولى إرسالاً، بهم ينصر الله أمام الحق ( هم اداة النصر وتحقيق المشروع ).
وختاماً قد يطرح تسائل اخير \"لماذا العراق محطة لولادة الإمام ومحطة لمشروع الإصلاح العالمي للإمام ، لماذا العراق هل هي صدفة \".
العراق, سر غريب في هذا البلد ,حينما نذهب عند امير المؤمنين نقول (السلام عليك وعلى ضجيعيك آدم ونوح) اذن ادم في العراق ونوح في العراق وابراهيم انطلق من العراق وبيته موجود في الناصرية أنبياء بني إسرائيل في العراق وهذه حقائق تاريخية، أمير المؤمنين علي (ع) حينما نقل مركز الخلافة الإسلامية من المدينة المنورة الى الكوفة التي هي العراق جغرافيا آنذاك معركة الطف وهي المحطة المفصلية في مسارات البشرية الحسين يأتي الى العراق حتى تكون المعركة في العراق الامام يولد في العراق ويغيب هذه الفترة الطويلة حتى يظهر في بيت الله الحرام وينطلق منه الى العراق ويحمل شعار يالثارات الحسين ويأخذ من مسجد الكوفة محطة ومنطلق في مشروعه الاصلاحي الكبير، ماذا يعني العراق في كل هذه المسيرة الطويلة الإنسانية هل هو صدفة، لا صدفة في علم الله بل هذا سر كبير وماذا يعني ان العراق سيكون له صلة وثيقة بمشروع الاصلاح العالمي الذي يتبناه هذا المنقذ وفي كل التحولات التي سبقت المشروع والتي ستواكب المشروع والتي ستعقب المشروع، العراق محطة مفصلية في كل هذه التحولات الكبرى ولابد ان نقف عند هذه الحقيقة ونعتز بانتمائنا لبلد هو في قلب التاريخ وقلب الحقائق والمحور والمحطة الأساسية لكل التحولات الكبرى التي شهدها الانسان منذ آدم عليه وعلى نبينا وآله السلام وحتى تحقيق المنقذ مشروعه الكبير, منذ بداية البشرية الى نهايتها وليس البداية والنهاية بداية ونهاية والرابط بين البداية والنهاية، مسار التاريخ كله مر من العراق وهذه حقيقة يجب ان نعتز بها.
مقتبس من حديث السيد عمار الحكيم في ذكرى ولادة الامام الحجة (عج) 4/7/2012.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=19089
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29