• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : على ضفاف الانتظار(86) .
                          • الكاتب : الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي .

على ضفاف الانتظار(86)

الركن والمقام
هنا نقاط عديدة:
النقطة الأولى: للكعبةِ المكرمةِ أربعةُ أركان، الأولُ هو ركنُ الحجرِ الأسود أو الأسعد، الذي هو حجرٌ نزلَ من الجنةِ، وكانَ أبيضَ من الثلجِ ولكن سوّدته ذنوبُ العبادِ كما في بعضِ الروايات الشريفة. 
وهو الركنُ الذي يقعُ قبيلَ بابِ الكعبة اليوم، وهو الركنُ الذي تبدأ به وتنتهي أشواطُ الطواف؛ ولذلك فعادةً عندما يُقالُ (ركن الكعبة) فإنّه ينصرفُ إلى هذا الركن منها.
والرُكنُ الثاني يقعُ بعدَه وهو الرُكنُ العراقي، ويقعُ قبال العراق، وبعده الركنُ الشامي، ويقعُ قبالَ بلادِ الشام، ورابعها اليماني، ويقعُ قبالَ بلاد اليمن، وعنده انشقَّ الجدارُ لأمِّ أميرِ المؤمنين عند ولادته.
النقطة الثانية: يوجدُ في المسجدِ الحرام، -بينَ رُكنِ الحجرِ الأسود والركنِ العراقي-، بناءٌ نحاسيٌ شبه القبة، في داخله يوجدُ حجرٌ عليه آثارُ أقدامِ النبي إبراهيم (صلوات الله عليه)، عندما كانَ يرفعُ القواعدَ من البيت، أو عندما نادى في الناسِ بالحج، وخلفَه يلزمُ أداءُ صلاةِ الطوافِ الواجب.
النقطة الثالثة: إنَّ هذا يعني، أنَّ بقعةَ (الركن والمقام) هي من البقاعِ المُقدّسةِ في الأرض، حيث تقعُ في الحرمِ المكي الآمن، بل في المسجدِ الحرام، وفي نقطةٍ قريبةٍ جدًا من الكعبة المعظمة، فما بينَ الركنِ والمقامِ هو المثلثُ الذي يقعُ بينَ ركنِ الحجرِ الأسود ومقامِ النبي إبراهيم وبابِ الكعبة المعظمة، وهذا المثلثُ يُطلَقُ عليه (الحطيم)؛ لكثرةِ زحامِ الناس فيه، حيث كأنّهم يحطمون بعضهم بعضًا فيه.
وليس عندنا في تُراثنا الإسلامي أيّ بقعةٍ في الأرضِ تُسمّى بالركنِ والمقام غير ما ذكرناه هنا، فلا في الكوفةِ يوجدُ هكذا اصطلاح، ولا في غيرها، ومن يتحدّثْ بغيرِ هذا فعليه أنْ يأتيَ بدليله.
النقطة الرابعة: في هذا المكان، تقعُ عدةُ أحداثٍ فيما يتعلّقُ بالظهورِ المبارك، منها الآتي:
الحدث الأول: قتلُ النفسِ الزكية، قبلَ الظهورِ المُبارك بخمس عشرة ليلة.
فقد وردَ في علاماتِ الظهورِ عنِ الإمامِ الباقر: ...وقتل غلامٍ من آلِ محمدٍبينَ الركنِ والمقام، اسمُه محمدٌ بن الحسن النفس الزكية. 
الحدث الثاني: ظهورُ الإمامِ المهدي الظهور الرسمي العلني في العاشرِ من محرم.
فقد رويَ عن أبي جعفر: كأنّي بالقائم يومَ عاشوراء يومَ السبت قائمًا بينَ الركنِ والمقام، بينَ يديه جبرئيل يُنادي: البيعة لله، فيملؤها عدلًا كما مُلئت ظلمًا وجورًا. 
الحدث الثالث: مُبايعةُ أصحابِ الإمامِ المهدي الثلاثمائة وثلاثة عشر له في هذا المكان.
فقد وردَ عن الإمامِ الباقر أنّه قال:«فيجمعُ اللهُ عليه أصحابَه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا، ويجمعهم اللهُ له على غير ميعادٍ قزعًا كقزعِ الخريف [القزع: قطع السحاب]، وهي - يا جابر- الآيةُ التي ذكرها اللهُ في كتابه: ﴿الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا إِنَّ اللهَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ فيبايعونه بين الركن والمقام... ».
وفي روايةٍ أخرى عنه: يُبايعُ القائمَ بينَ الركنِ والمقامِ ثلاثمائةٌ ونيفٌ عدة أهلِ بدر، فيهم النجباء من أهلِ مصر، والأبدال من أهلِ الشام، والأخيارُ من أهلِ العراق، فيُقيمُ ما شاءَ اللهُ أنْ يقيم. 
الحدث الرابع: مُبايعةُ الناس له.
ففي روايةِ حذيفة قال: سمعتُ رسولَ الله وذكر المهدي فقال: إنّه يبايَعُ بينَ الركنِ والمقام... 
الحدث الخامس: وردَ في روايةٍ أنَّ من الأحداثِ التي تقعُ قبلَ الظهورِ في هذا المكانِ هو تجاذبُ القبائلِ في شهرِ ذي القعدة السابق على الظهور، ولعلّه إشارةٌ إلى حدوثِ نزاعٍ بين بعضِ القبائلِ في هذا المكان، وهذا أمرٌ ليسَ من العلاماتِ الحتميةِ للظهور، ولكنّه ذُكرَ في بعضِ الرواياتِ على كُلِّ حال. 
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=191104
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 02 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2