[ والخلاصة أن طبيعة الوضع الفاسد في البشر البالغة الغاية في الفساد والظلم ، مع الإيمان بصحة هذا الدين وأنه الخاتمة للأديان .. يقتضي انتظار هذا المصلح ( المهدي ) لإنقاذ العالم مما هو فيه ، ولأجل ذلك آمن بهذا الانتظار جميع الفرق المسلمة ، بل الأمم من غير المسلمين ، غير أن الفرق بين الامامية وغيرها أن الامامية تعتقد أن هذا المصلح المهدي هو شخص معين معروف ولد سنة ٢٥٦ للهجرة ولا يزال حيا ، هو ابن الحسن العسكري واسمه ( محمد ) .. ] عقائد الإمامية ص٧٧
هنا يوضّح الشيخ الماتن أن الإيمان بالمهدوية كقيادة ومستقبل زاهر ستشهدها الأرض ومستوى متطور تعيشه البشرية من جميع النواحي ، الروحية والأخلاقية والاقتصادية والامنية والصحية والمعرفية .. الخ .. كل هذا متفق عليه بين الفرق الاسلامية وكلّهم يؤمنون بالمهدي ، وكذلك سائر الأديان الأخرى ، فهي لديها المّخلص والمُنقذ .. غير أن الإختلاف وقع بشخص القائد وبتحديد هويته وبطاقته الشخصية ، أسمه ، نسبه ، مولده ، بلده .. الخ .
أما مدرسة أهل البيت عليهم السلام فهو عندهم معرّف بالتعريف التامّ والكامل ، استندوا بذلك على أدلة قطعية ، عقلية ونقلية ..
فالاختلاف اذن بالصغرى كما يُعبّر وليس بالكبرى ، بالشخص لا بالشخصية ، وبالمهدي لا بالمهدوية .. فهو من جهة فيه إختلاف ومن جهة أخرى يعبّر عن نقاط التقاء كثيرة .
ولا بد من القول أن مصادر الفرق الأخرى حافلة بروايات المهدي ، تتحدث عن أصل المعتقد والكثير من التفاصيل الى حدّ تشخيص الهوية وبشكل صريح ودقيق ، نذكر منها : سنن ابن ماجة ( ت ٢٧٣ هج ) وهو أحد ائمة الحديث ، وسننه أحد الصحاح الستة ، ذكر في باب ( الفتن ) بعض أحاديث المهدي ، ومما ذكره :
● حدثنا عثمان بن أبي شيبة ... عن علي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة ) .
● حدثنا هديّة بن عبد المطلب ... عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله ص يقول : ( نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة ، أنا وحمزة وعلي وجعفر والحسن والحسين والمهدي ) .
● بسنده عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله ص يقول : ( المهدي من ولد فاطمة ) .
وجاء ذكر المهدي في سنن ابي داوود والترمذي وفي المعجم الكبير للطبراني وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري وفي الفتوحات المكية لابن عربي وفي شرح النهج لابن ابي الحديد وعشرات الكتب والمصادر الأخرى .. فأمره في الإسلام من الضرورات .. يتبع
|