• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : في رحاب شعبان -١٠- (الأخيرة) هل اتخذنا النبي أسوة!!  .
                          • الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي .

في رحاب شعبان -١٠- (الأخيرة) هل اتخذنا النبي أسوة!! 

ونحن في الساعات الأخيرة لوداع شعبان، هذا الشهر المعظم الذي له خصوصيات متعددة، ومن أهمها أنه محطة الانتقال إلى شهر الله الأعظم "رمضان"، نسأل أنفسنا هل اتخذنا النبي أسوة؟!
                  -١- 
إننا ندعو الله تعالى في الصلوات الشعبانية كل يوم بهذا المقطع المبارك (وهذا شهر نبيك سيد رسلك شعبان الذي حففته منك بالرحمة والرضوان .... اللهم فأعنَّا على الاستنان بسنَّته فيه، ونيل الشفاعة لديه)، فطلب التأسِّي بالنبي محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" هو أحد فقرات الدعاء في شعبان، وهذا يستوجب التعرُّف على تلك السيرة المباركة له مع الله تعالى بخصوص هذا الشهر، وعدم الجهل بها، وإلا كان الدعاء جهلًا بالمطلب.
                  -٢- 
وكانت من سنَّته الشريفة التأكيد على التقرب إلى الله تعالى بالصيام والصلاة، حيث كان (يدأب لك في صيامه وقيامه في لياليه وأيامه)، فهذان العملان كانا لهما خصوصية في تقربه إلى الله تعالى؛ لأجل المبالغة في بيان كرامة هذه الشهر، فكان صلوات الله عليه يجاهد نفسه بهذين العملين لأجل (بخوعًا لك في إكرامه وإعظامه) ..
فهل اتخذنا الصلاة صلةً وقربانًا إلى الله في النهار والليل، فكانت زادًا ولقاءً يتشرف العبد بمولاه آناء الليل بصلاة هي شرف للمؤمن تبعثه مقامًا محمودًا، إذ يقف بين يديه يعترف إليه ويناجيه!!
أو يُمسك المؤمن عن لذاته وشهواته النفسية، بل يجعلها منقادة للروح التي تلتذ بغذائها الخاص، الذي لا من جنس الطعام أو الشراب!!
                 -٣- 
وكانت من سيرته تعظيم أيام شعبان بما يليق به أنْ يكون محطة لشهر رمضان، وفي ذلك نهج لتعظيم شهر الله بأيامه ولياليه وساعاته؛ لئلا يضيع عمر العبد في غفلة عن تعظيم ضيافة ذلك المعبود العظيم، حيث أنه (شهر دُعيتم إلى ضيافة الله)، فمن لم يستشعر وجود مضيِّفه ومقامه لم يبالٍ بالضيافة، بل لم يلتذ بما يُقدَّم إليه فيها، برغم عظمتها التي لا حدود لها.
فهل استشعرنا هذه المعاني في شعبان؛ لنكون على استعداد لتعظيم هذه الضيافة!!
                    -٤- 
فإنْ كان العبد قد تأسَّى بذلك فعليه أنْ يعلم أنه ذو حظ عظيم، ولا يغفل عن هذا الحظ .. وليكن في يقظة تامة عندما يُؤذن له في الضيافة، وليتنافس نحو المكارم!!
وإنْ كان قد فاته ذلك بانشغالٍ أو جهلٍ أو غفلةٍ عنها، فليستيقظ فقد حان فجر ضيافته تعالى، ويهجر الغفلة وظلمتها، ويستعد لنور الأنوار، ويتنافس مع المتنافسين!!
إنها تذكرةٌ وذِكرٌ فقد آن الهجر والإقبال .. حيث هجر النفس وإقبال الروح ..
 اللهم اجعلنا أهلًا لضيافتك، وأعنَّا على التأسِّي بحبيك وخاتم أنبيائك .. والسلام🌷
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=191734
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 03 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 5