• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : على ضفاف الانتظار(95) .
                          • الكاتب : الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي .

على ضفاف الانتظار(95)

أولُ النهارِ وآخره
أول النهارِ هي الساعاتُ الأولى منه، وآخره هي الساعاتُ الأخيرةُ من النهار، والتي تكونُ وقتَ العصرِ أو بعده قريبًا من المغرب.
هناك العديدُ من الأحداثِ التي ذكرتِ الرواياتُ الشريفةُ أنّها من علاماتِ الظهور –الحتميّةِ وغيرها- أو من الأحداثِ التي تقعُ زمنَ الغيبةِ الكبرى، أو قريبًا من الظهورِ المقدس، أو في زمنِ الظهور، وقد ذكرتْ بعضُ الرواياتِ أنّ بعضًا منها يقعُ في زمنٍ مُعينٍ من النهار، فبعضُها يقعُ في أوله، وبعضُها يقعُ في آخره، وحسب التتبُّعِ للرواياتِ المُتعلّقة بالقضيةِ المهدويةِ، وجدنا أنَّ بعضَ الأحداثِ والأمورِ تحدثُ في هذا الوقت، وهي الآتي:
أولًا: صيحةُ جبرائيل وصيحةُ إبليس.
الصيحةُ أهمُّ علاماتِ الظهور، كونها مُبتنيةً على المُعجزةِ في النداءِ وإسماعِ الناسِ الصوتَ بحيث يسمعه كل واحد بلغته، وقد وردَ في بعضِ الرواياتِ أنّها ستقعُ في أولِ النهار، وأنَّ صيحةَ إبليس -التي يقصدُ منها هو وأعوانه إضلالَ الناسِ عن الحقِّ- ستقعُ في آخرِ النهار.
فعَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ الحَلَبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله يَقُولُ: «اخْتِلَافُ بَنِي العَبَّاسِ مِنَ المَحْتُومِ، والنِّدَاءُ مِنَ المَحْتُومِ، وخُرُوجُ القَائِمِ مِنَ المَحْتُومِ»، قُلْتُ: وكَيْفَ النِّدَاءُ؟ قَالَ: «يُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَوَّلَ النَّهَارِ: أَلَا إِنَّ عَلِيًّا وشِيعَتَه هُمُ الفَائِزُونَ»، قَالَ: «ويُنَادِي مُنَادٍ فِي آخِرِ النَّهَارِ: أَلَا إِنَّ عُثْمَانَ وشِيعَتَه هُمُ الفَائِزُونَ...» .
ثانيًا: ريح سوداء.
ذُكِرَ أنّ من العلاماتِ غيرِ الحتمية هو «... وعقدُ الجسرِ ممّا يلي الكرخ بمدينةِ بغداد، وارتفاعُ ريحٍ سوداءَ بها في أولِ النهار، وزلزلةٌ حتى ينخسفَ كثيرُ منها...» .
علمًا أنّ الروايةَ ضعيفةُ السند؛ لأنّها مرسلة.
ثالثًا: أمارة أول النهار وخلع في آخره.
عن أبي عبدِ الله أنه قال: «كيفَ أنتم إذا بقيتم بلا إمامِ هُدى ولا علم، يتبرّأ بعضُكم من بعضٍ، فعند ذلك تُميّزون وتُمحّصون وتُغربَلون، وعند ذلك اختلافُ السيفينِ، وإمارةٌ من أولِ النهارِ وقتلٌ وخلعٌ من آخرِ النهار» .
الروايةُ تشيرُ إلى أنَّ هناك العديدَ من الأحداثِ والإرباكاتِ التي تقعُ في الناس في زمنِ الغيبة - الذي عبّرتْ عنه الروايةُ بتعبير: «كيفَ أنتم إذا بقيتم بلا إمامِ هُدى ولا علم»-، ومنها أنَّ التقلُّباتِ السياسيةَ تصلُ إلى مرحلةٍ بحيث إنّ بعضًا يتمُّ تأميرُه في أولِ النهار، ولكنّ انقلابًا يحصلُ ضدّه يُطيحُ به ليتمَّ تنصيبُ آخر مكانه في اليومِ نفسه.
رابعًا:
في روايةٍ عاميةٍ رواها السيدُ بن طاووس في ملاحمه قال: وذكرَ نعيمُ بإسناده في حديثٍ آخر عن محمدٍ بن كعب القرظي عن أبي هريرة، قال: أعيُنُهم كالودع، ووجوهُهم كالحجف ، لهم وقعةٌ بينَ دجلةَ والفرات، ووقعةٌ بمرج  حمار، ووقعةٌ بدجلةَ حتى يكونَ الجوازُ أولَ النهارِ بمائةِ دينارٍ للعبورِ إلى الشام، ثم يزيدُ آخرَ النهار .
والروايةُ كما عرفت عامية، ضعيفةُ السندِ لا يُعتمَدُ عليها، ولم تُروَ عن معصوم.
ملحوظة:
إنّما نذكرُ بعضَ الرواياتِ ضعيفةِ السند لأجل:
1/ذكر ما وردَ في التُراثِ حولَ القضيةِ المهدوية.
2/ الإشارة إلى أنَّ أصلَ القضيةِ المهدويةِ هي ممّا توافقتْ عليه الكلمة، وإنْ كانَ هناك اختلافٌ في العديدِ من جزئياتها.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=192099
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 03 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3