عندما نسأل عن قاتل الامام علي عليه السلام يأتينا الجواب سريعاً ؛ انه ابن ملجم علية لعنة الله ، وهذا الجواب لدى غالبية الناس ، والسبب اننا اصبحنا أمة تبحث في قشور الامور وتركنا لب الحقيقة .
في هذه الايام نستذكر فجيعة الامة الاسلامية قاطبة فجيعة اغتيال الامام علي عليه السلام من قبل رموز الكفر والبهتان ، ولان مقتل قسيم النار والجنة هي مصيبة المصائب ستبقى ذكراها تحز في نفوسنا الى يوم يبعثون ، والذي يعرف من هو الامام علي عليه السلام معرفة حقيقية علي ان يعرف ماهي اسباب هذا الاغتيال ومن هم الذين خططوا لهذا الامر الجلل ، وعليهم ان لايكتفوا بمعرفة المنفذ الوضيع لانه لايساوي شيئا في عمق الحدث الجسيم .
التاريخ واضح وضوح الشمس في رابعة النهار وهو يروي تفاصيل اغتيال امير المؤمنين وابا السبطين الامام علي عليه السلام ، لكن مرت اعوام اتجه فيها اصحاب الخطاب الديني عن نشر القصة واغلقوا على القضية بالقفل والمفتاح وبالطبع هناك من يتحدث عن هذا الامر ويروي بالتفصيل ويذكر اسماء القتلة الصريح ، لكن يبقى غالبية اصحاب الشأن او بتعبير ادق من تقع على عواتقهم مسؤلية الحديث واعتلاء المنابر ، هؤلاء اكتفوا بلعن ابن ملجم وكأن القصة وقفت عند هذا الصعلوك وانتهى الامر ، ويحز في نفسي ان يحاول بعض الجهلة بتصدير قصة القتل الى حادثة عابرة ارتكبها شخص مختل لا اكثر ، وهنا اصبح لدينا فاجعة ثانية وهي تبرئة ساحة القتلة الحقيقيون عن هذه الفعلة الجبانة .
قد يقول قائل ان على من يريد معرفة الحقيقة فعليه ان يبحث بنفسه في بطون الكتب او يسأل اولو العلم بهذه القضية ، هنا اقول له ؛ لا ياعزيزي ان امور الناس والعباد هي في واقع الامر ليست باياديهم ، فلقد اصبحنا تحت رحمة الانفتاح الذي لاشغل له غير نشر التفكك والتشكيك بعقائد الناس ، وهذا الامر مخطط له ومدروس دراسة مستفيضة والعمل جاري فيه ، اليوم يراد من جميع المسلمين ترك اسلامهم واتباع طريق الشهوات وهيكلة العقول واعادة برمجتها بما يراه الغرب فقط ، اما تاريخنا وحضارتنا فلم يتبقى منها غير القشور فقط .
الكلام اعلاه رسالة الى رجال الدين الاجلاء ادعوهم فيها الى التحدث وبكثرة بتفاصيل اغتيال امامنا علي ابن ابي طالب عليه السلام ، وان يأخذ كل مكلف تكليفه الشرعي ، فمن غير المعقول ان تبقى حقيقة الغدر ضائعة ولا يعرفها غالبية المسلمين .
|