إن بيان السيد الطالقاني هو ليس بيان شخصي , صحيح انه من حيث العائدية يمثل رأي الجمعية  ولكنه في حقيقته انعكاس لمعاناة ومقاساة مرضى يفجرون الألم في نفس حر وشهم وغيور  .فالطالقاني عندما سرد لنا الظروف القاسية لهؤلاء الأفذاذ الذين تمزقهم المعاناة في هذه الحياة القاسية و المرة المريرة ,  وكشف لنا بعض الجوانب عن حيرته وتعاسته أمامهم ,  فانه أراد أن يعطي لنا الدليل على انه واحد من العراقيين النجباء الاصلاء الذين يلهمون الغصص والحيرى أمام سلوكيات وتسلكات وتصرفات وقرارات وزارة الصحة العراقية , فالرجل الذي غرزت الأيام والحوادث في جسمه أنياب ومخالب الفجيعة والقهر والحرمان من الوصول لتوفير العلاج لهؤلاء المساكين الذين يستدرون العطف حتى من الحجر ,  لن تفت من عزيمته ولن تثني إرادته ولن يستسلم أمام المقادير الحمقاء ولن يمتهن التزلف والتذلل أمام الكبار ,  لان نفسيته كما نعرفه اكبر من كل الاحباطات والمنغصات فالرجل ظل في واحة المطالبة المشروعة  , واجزم بأنه سيظل يطالب بحق هؤلاء رغما على أنوف  زعانف الشر والسرقة والحرامية , فالسيد جمال الطالقاني قد تطبع على المطالبة بصوت عال وبلا حدود أو خوف ,  ولكنه لا ولم يتطبع على الاستجداء والتسول والذل , ويخطئ من يظن انه ببيانه هذا طالبا المعونة المادية من احد أو يبتغي مساعدة أو عطاء ,  ولكن يبتغي من حكومتنا الوطنية أن تنظر بعين اللطف والتعاطف للظروف القاهرة والجائرة لهؤلاء المرضى , علما بان البعض منهم يحتضرون. إن رئيس جمعية الإيثار لإغاثة مرضى الثلاسيميا في العراق كأي مواطن وكأي صحفي وكاتب وإعلامي له بصماته وعطاءاته ويمتاز بوطنيته وإخلاصه وانشداده لهذا الوطن والتزامه المتواصل بالنقاء ,  ينبغي بل يجب على وزارة الصحة  أن تتابع اقتراحات وهموم ومعاناة  جمعيته ,  وان  تحقق له مستلزمات إنقاذ  حياة مرضاها , إذ انه ( رئيس الجمعية ) لا يمتلك جميع نفقات أدويتهم وعلاجهم الباهض الثمن ,  والكل يعلم بان العراق يكتنز خيرات مهولة  ,وهؤلاء المرضى أولى بها ,  إننا ننادي بصوت عال أن تشمل الرعاية والعناية مرضى الثلاسيميا وتوفير العلاج اللازم لهم  . فبيان الجمعية هو بيان ينطق بلسان كل الشرفاء والوطنين والمعذبين والذين لا يمتهنون النفاق والكذب والرياء والاستجداء , لأنهم يعتقدون أن المرضى لهم حقوقهم المضيعة التي يجب أن تنفذ وان تحقق كل احتياجاتهم المشروعة لأنهم أبناءنا وبناتنا وإخوتنا وإخواننا ,  ويجب أن لا تنساهم وزارة الصحة وهي في دوامة المصالح والانتفاع الذاتي , وان الذي أدهشني هو صمت الوزارة أمام هذا  البيان الجريء ..!!!؟؟؟  فمن له إذنان سامعتان فليسمع ,  ومن بيده القرار فليقرر, وان هؤلاء المرضى لا يبتغون ولا يريدون أكثر من توفير علاجهم لهم ,  ونحن بانتظار ماذا يصنع أصحاب القرار لهؤلاء المنكودين والمعذبين .
ماجد الكعبي
نائب رئيس جمعية الإيثار لإغاثة مرضى الثلاسيميا في العراق

majidalkabi@yahoo.co.uk