بغض النظر عن أي تقييم للهجوم الإيراني على اسرائيل من زاويتي التوافق والتقاطع وبغض النظر عن جميع القوانين والأعراف السائدة بين الناس والمعروف عنها انها تسعى لموازنة وتنسيق العلاقات الاّ بالإتجاه الذي يساعد على خفض التصعيد وانهاء الحرب بين الناس فإن اسرائيل تبقى دولة معتدية بمختلف اشكال العدوان منذ قيامها في العام 1948م الى اليوم وان المنهجية العدوانية هي ضابط فكري وثقافي ومعرفي متأصل في نسق ستراتيجية الأيديولوجية البعدية الإسرائيلية وهي ترافق كل مسؤول اسرائيلي في موقف بنيوي يتم التعبير عنه سياسيا وعسكريا في ما يسمى بستراتيجية اليوم التالي
قبل الدخول في ما يتعلق بالعمق العسكري الإسرائيلي لا بد من المرور ولو بشكل خاطف ومختصر في تعريف مفهوم العمق العسكري كمصطلح في اطار المصطلحات العسكرية التي تستخدم اثناء نسق المعارك بين الأطرف المتحاربة لذلك فهو بشكل عام هو مصطلح ليس له تعريف محدد لذلك يمكن وضع تعريف له جامع غير مانع :- فهو يعني المسافة على الأرض التي تفصل بين مديات سلاح طرف يحارب طرف آخر في الوصول الى داخل ارض الطرفين وتهديد المدن والسكان المدنيين لذلك كانت الدول المتحاربة في القديم والى عهد قريب تشن هجوما او هجومات على جيش الطرف الآخر إذا كان هذا الجيش قريب من حدودها او يحتل جزءا من اراضيها في محاولة منها لإبعاده عن القرى والمدن إذا كانت ضمن مديات اسلحته من المدفعية الأرضية او البحرية من الوصول إليها وتهديد حياة المدنيين وامنهم واستقرارهم 0
هذا المصطلح اصبح في خبر كان وأنه اندثر او في طريقه الى الإندثار والخروج من الخدمة العسكرية على مستوى مفاهيم التعبئة والسوق نظرا لوصول قدارت الإنسان في مجال الصناعات العسكرية الى مستويات قياسية متطورة لمديات الأسلحة الصاروخية والطائرات المسيرة التي لم تكن معروفة قبل غزو روسيا لأوكرانيا وهي مديات تصل آلاف الكيلومترات فضلا عن الدقة العالية في الوصول الى الاهداف وتدميرها فعلى سبيل المثال فقد اطلقت ايران على اسرائيل خلال هجموها عليها ليلة 13—14/ 4/ 2024م في ردها على استهداف اسرائيل لسفارتها في دمشق ومقتل 7 اشخاص بينهم جنرالات في الحرس الثوري الإيراني
العمق الإسرائيلي من زاوية النظر العسكرية بهذا الضيق الجغرافي المعروف لمساحة الأرض المحتلة ومع وجود الصواريخ والطائرت بعيدة المدى بالمئات لدى الكثير من الدول العربية والإسلامية لم يعد معه العرب والمسلمون بحاجة الى السلاح النووي للرد على اعدائهم وهذا ما اثبته هجوم الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي خترق الأجواء الإسرائيلية وامطر الإرض المحتلة بعدد هائل من الصواريخ والطائرات المسيرة حتى وإن لم تصل الصواريخ والطائرات المسيرة الى اهدافها على حد زعم السلطات الإسرائيلية فإن تحليقها في سماء الإحتلال يكفي لأن يتم النظر إليه من زاوية علوم التعبئة والسوق على انه تهديد كارثي بالنسبة لوجود اسرائيل على ارض العرب والمسلمين وهي محاطة بهم من كل حدب وصوب وإن غدا لناظره لقريب وهم لا يحتاجون لأكثر من التواصل والتلاقح الفكري والهدفي في ان يكون هدفهم هدف واحد وهو محو التهديد الإحتلالي الإستيطاني واستئصاله من على اديم ارض العرب
|