• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قناة الحضارة والمشهد الثقافي .
                          • الكاتب : علي وحيد العبودي .

قناة الحضارة والمشهد الثقافي

استبشر المثقفون العراقييون خيراً عندما اُعلن قبل عامين عن انطلاق قناة الحضارة الفضائية التابعة لوزارة الثقافة، التي كان دورها الاساس والغرض من وجودها هو الاهتمام بالمثقف العراقي وبيان وجه العراق الحضاري والتأريخي، وابراز ملامح المشهد الثقافي بصورة مشرفة.
وكان لقرار انطلاقها في بداية الامر عوامل إيجابية كبيرة ولعل من اهم تلك العوامل استيعابها لعدد كبير من منتسبي وزارة الاعلام المنحلة، اضافة الى تخصصها بشريحة المثقفين والادباء في خطوة لم تسبقها أي قناة فضائية اخرى في ذلك.
وللاسف نجد اليوم ان القناة وبعد مضي اكثر من عامين لم تقدم الاهداف التي وجدت من اجلها، ولم تلبي طموحات المثقف العراقي، بل ان القائمين على القناة اعلنوا في اكثر من مناسبة انها الرافد الحقيقي والمُتابع للشأن الثقافي، وستشكل حاضنة حقيقية للثقافة والفكر وتسهم في تصحيح الصورة التي رسمها الاعلام المعادي للعراق، لكون ان ازدهار الحياة الثقافية يعني استقرار بقية مفاصل الحياة اليومية في البلاد.
العجيب والمثير للاستغراب ان قناة الحضارة بدات منذ فترة باعداد واستحداث برامج تُبث على الهواء مباشرة لا تمت باي صلة للمشهد الثقافي  حيث تتلخص هذه البرامج باستضافة نخبة من الاطباء العراقيين المختصين بجراحة العظام والكسور وامراض القلب لتتلقى القناة اتصالات من المواطنين للاستفسار عن حالاتهم الصحية!!! ولا اعرف ما هي علاقة قناة ثقافية ببث مثل هذه البرامج لساعات طويلة؟!!. 
وعلى الرغم من مضي فترة ليست بالقصيرة على انطلاقها بقيت القناة ساكنة ولم تطور اداءها الإعلامي، حيث يؤخذ على القناة قلة برامجها الثقافية، وضعف امكاناتها كما انها تُعاني من ادارة كثيراُ ما اتهمت بمشاكل مالية وادارية. 
ان الرسالة الاعلامية الحقيقية التي يفترض ان تقدمها القناة هي الاسهام في نشر الثقافة العراقية وايصالها الى ابعد نقطة في العالم عبر خطط وبرامج توضع بدقة ويتم مراجعتها من قبل المسؤولين في القناة.
وفي ظل وجود الكثير من القنوات التحريضية المعادية التي كثيرا ما تصف المشهد الثقافي في العراق بسوداوية كبيرة وتقف بوجه التغيير الديمقراطي في العراق من خلال تعمدها بتغييب المثقف العراقي وعدم انصافه كان يجب على القناة ان تبث برامج ولقاءات لمفكرينا وادباءنا وشعراءنا لتشذب المُشاهد من سموم هذه القنوات التي تسعى لتضليل الحقائق  وتبتعد عن العمل المهني الاعلامي . 
قناة الحضارة لا تحتاج الى مادة اعلامية، فالاعداد لبرامج ثقافية تعريفية بحياة الجواهري والسياب ونازك الملائكة ومحمد غني حكمت وجواد سليم واخرين كثيرين يمكن ان يغطي اياماً وشهوراً من فترات بث القناة بدل ان تُعد برامج ليس لها علاقة بالشأن الثقافي .
وكثيراً ما اسمع من المثقفين عن عدم رضاهم على ما تقدمه القناة التي لا يزال دورها في دعم الثقافة العراقية محط تساؤلات وانتقادات مستمرة من قبل الوسط الثقافي، حيث يؤكد الكثيرون ان القناة باتت تُعنى بشؤون ونشاطات المسؤولين في وزارة الثقافة اكثر مما تعنى بمتابعة الحراك الثقافي في البلد.
نريد من القناة التفكير بجدية لتصحيح مسارها واعداد برامج تعريفية تسلط الضوء على المشهد الثقافي الذي يزخر بالعديد من الادباء والكُتاب اللذين لم تنصفهم المراحل السابقة نتيجة الظروف الصعبة التي كان يعيشها المثقف العراقي، وإلا ما جدوى وجود قناة تختص بالحركة الثقافية في الوقت الذي يوجد فيه تعطش كبير ورغبة عند المثقفين والادباء لاظهار نتاجاتهم الفكرية والادبية عبر وسائل الاعلام والقنوات الفضائية المحلية.
alikhassaf_2006@yahoo.com 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=19300
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29