دائما ما أتعرض لهذا السؤال من قبل الشباب ،ماذا نقرأ وبماذا نبدأ ومتى ،ليس لأني الأعلى شأنا بينهم بل لسببين مهمين ،إني صاحب مكتبة وثانيا عمري يقارب أعمار الشباب السائل بل ربما الحائر .ودائما أقول لهم إذا تحبون أن أضع تجربتي بين أيديكم فأنا أقرأ كل شيء لأنها بداية المعرفة وبداية النشأة وأيضا تشكل الوعي فهذه البدايات تحتاج كما يحتاج الجسد لكل أنواع الفيتامينات والخضروات المفيدة والغذاء المفيد فإن الذهن يحتاج إلى خزين فكري كي يتكون لديه أولا خزين المفردات ومن ثم خزين المعرفة فلا معرفة مكتملة دون لغة تستجيب لمتطلبات اكتمال تشكل الوعي ،وبرأيي أو رأي العلماء (علماء التربية) إن الشباب مرحلة انتقالية بين الطفولة وبين الكهولة والشيخوخة وهي مرحلة قصيرة بكل المعايير وحسب ظروف كل مجتمع ولذلك يتطلب منا القراءة المكثفة في باديء الأمر ومن ثم التوجه إلى جنس معرفي معين فإذا ما أراد الشاب أن يتجه نحو كتابة الأدب عليه أن يعرف ظروف مجتمعه ،وإذا أراد أن يتجه نحو التوثيق السياسي عليه أن يلم بالتاريخ وهكذا نجد إن العلوم تكمل أحدها الآخر كما علينا نحن الشباب أن لا نتكبر على المعلومة ،هذا ما أعمل عليه .