• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تفاسير القرآن الكريم عن الأم (ح 3) (أمه) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

تفاسير القرآن الكريم عن الأم (ح 3) (أمه)

عن تفسير الميسر: قال الله تعالى عن الام "لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ۗ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ﴿المائدة 17﴾ وَأُمَّهُ: وَ حرف عطف، أُمَّ اسم، هُۥ ضمير. لقد كفر النصارى القائلون بأن الله هو المسيح ابن مريم، قل أيها الرسول لهؤلاء الجهلة من النصارى: لو كان المسيح إلهًا كما يدَّعون لقَدرَ أن يدفع قضاء الله إذا جاءه بإهلاكه وإهلاك أُمِّه ومَن في الأرض جميعًا، وقد ماتت أم عيسى فلم يدفع عنها الموت، كذلك لا يستطيع أن يدفع عن نفسه، لأنهما عبدان من عباد الله لا يقدران على دفع الهلاك عنهما، فهذا دليلٌ على أنه بشر كسائر بني آدم. وجميع الموجودات في السماوات والأرض ملك لله، يخلق ما يشاء ويوجده، وهو على كل شيء قدير. فحقيقة التوحيد توجب تفرُّد الله تعالى بصفات الربوبية والألوهية، فلا يشاركه أحد من خلقه في ذلك، وكثيرًا ما يقع الناس في الشرك والضلال بغلوهم في الأنبياء والصالحين، كما غلا النصارى في المسيح، فالكون كله لله، والخلق بيده وحده، وما يظهر من خوارق وآيات مَرَدُّه إلى الله. يخلق سبحانه ما يشاء، ويفعل ما يريد.

جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى "فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" ﴿القصص 13﴾ تقدم مثله في الآية 40 من سورة طه "فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها ولا تَحْزَنَ" أيضا تقدم في الآية 40 من سورة طه "ولِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ". ضمير تعلم يعود إلى أم موسى، والمراد بوعده تعالى قوله لها: "إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ" وليس لما وعد اللَّه مترك ولكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ لطائف تدبيره تعالى، وغوامض حكمه. قوله سبحانه "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ" ﴿لقمان 14﴾ هذه الآية والتي بعدها استطراد في سياق وصية لقمان لابنه. والوهن الضعف والجهد، وكلما نما الجنين في بطن أمه زادها ضعفا وجهدا "وفِصالُهُ فِي عامَيْنِ". ترضع الأم ولديها عامين، ثم تفطمه عن الرضاع، وتقاسي خلالهما الشدائد بالإضافة إلى ما قاسته أيام الحمل وعند الوضع. وتقدم الكلام مفصلا عن مدة الرضاع عند تفسير الآية "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ ۚ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ ۗ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" (البقرة 233).

وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله عز وجل "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ" ﴿الأحقاف 15﴾ تضحي خلالها الأُم أعظم التضحيات، وتؤثر ولدها على نفسها أيّما إيثار. إنّ حالة الأُم تختلف منذ الأيّام الأولى لإنعقاد النطفة، فتتوالى عليها الصعوبات، وهناك حالة تسمى حالة (الوحام) هي أصعب الحالات التي تواجهها الأُم، ويقول الأطباء عنها: إنّها تنشأ نتيجة قلّة المواد التي تحدث في جسم الأُم نتيجة إيثارها ولدها على نفسها. وكلما تكامل نمو الجنين امتص مواداً أكثر من عصارة روح الأُم وجسدها، تترك أثرها على عظامها وأعصابها، فيسلبها أحياناً نومها وغذاءها وراحتها وهدوءها، أمّا في آخر فترة الحمل فيصعب عليها حتى المشي والجلوس والقيام، إلاّ أنّها تتحمل كلّ هذه المصاعب بصبر ورحابة صدر وعشق للوليد الذي سيفتح عينيه على الدنيا عمّا قريب، ويبتسم بوجه أُمّه. وتحل فترة وضع الحمل، وهي من أعسر لحظات حياة الأُم، حتى أنّ الأُم أحياناً تبذل نفسها وحياتها من أجل سلامة الوليد. على كلّ حال، تضع الأُم حملها الثقيل لتبدأ مرحلة صعبة أُخرى، مرحلة مراقبة الطفل المستمرة ليل نهار. مرحلة يجب أن تلبى فيها كلّ احتياجات الطفل الذي ليست لديه أية قدرة على بيانها وتوضيحها، فإن آلمه شيء لا يقوى على تعيين محل الألم، وإذا كان يشكو من الجوع والعطش، والحر والبرد، فهو عاجز عن التعبير عن شكواه، إلاّ بالصراخ والدموع، ويجب على الأُم أن تحدد كلّ واحدة من هذه الإحتياجات وتؤمنها بتفحصها وصبرها وطول أناتها. إنّ نظافة الوليد في هذه المرحلة مشكلة مضنية، وتأمين غذائه الذي يستخلص من عصارة الأُم، إيثار كبير. والأمراض المختلفة التي تصيب الطفل في هذه المرحلة، مشكلة أُخرى يجب على الأم أن تتحملها بصبرها الخارق. إنّ القرآن الكريم عندما تحدّث عن مصاعب الأُم هنا، ولم يورد شيئاً عن الأب، لا لأنّه لا أهمية للأب، فهو يشارك الأُم في كثير من هذه المشاكل، بل لأنّ سهم الأُم من المصاعب أوفر، فلهذا أكّد عليها. وهنا يطرح سؤال، وهو: إنّ فترة الرضاع ذكرت في الآية (233) من سورة البقرة على أنّها سنتان كاملتان 24 شهراً: "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ" (البقرة 233) في حين أنّ الآية مورد البحث قد ذكرت أنّ مجموع فترة الحمل والرضاع ثلاثون شهراً، فهل من الممكن أن تكون مدّة الحمل ستة أشهر؟ لقد أجاب الفقهاء والمفسّرون، عن هذا السؤال استلهاماً من الرّوايات الإسلامية بالإيجاب وقالوا: إنّ أقل مدّة الحمل ستة أشهر، وأكثر مدّة تفيد في الرضاع (24) شهراً، حتى نقل عن جماعة من الأطباء القدامى كجالينوس وابن سينا أنّهم قالوا: إنّهم كانوا قد شاهدوا بأُمّ أعينهم وليداً ولد لستة أشهر. ثمّ إنّه يمكن أن يستفاد من هذا التعبير القرآني أنّه كلما قصرت فترة الحمل يجب أن تطول فترة الرضاع بحيث يكون المجموع (30) شهراً. وقد نقل عن ابن عباس أنّ فترة الحمل إن كانت (9) أشهر فيجب أن يرضع الولد (21) شهراً، وإن كان الحمل ستة أشهر وجب أن يرضع الطفل (24) شهراً. والقانون الطبيعي يوجب ذلك أيضاً. لأنّ نواقص فترة الحمل يجب أن تجبر بفترة الرضاع.

جاء في موقع وكالة انباء براثا في الصفحة الاسلامية عن اكاذيب مرضعة النبي ونذر الذبح للكاتب ضياء ابو معارج الدراجي: الطاهر طاهر والنجس نجس. قال تعالى "وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ۗ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8)" (القصص 7-8) اوحى الله الى ام موسى ما مضمون الاية اعلاه وهي لم تكن نبي ولا مرسل لذلك نفهم ان الله يوحي الى غير الانبياء وايضا حفاظا على حياة النبي المرسل من القتل بعد ان ظهرت علامات النبوة في الارض والتي تؤكد نهاية حكم فرعون ونفس هذه الحالة تنطبق على السيدة مريم و ولدها عيسى عليهما السلام. ثم قال تعالى "وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" (القصص 10) ان الله ربط على قلب ام موسى حتى لا يفتضح امره ويقتل كونه ولد يهودي يحمل نبؤة فناء ال فرعون بعد ظهور العلامات التي اكتشفها كهنة المعبد وكذلك الام لا تستغني عن ولدها ابدا او تفرط به وكذلك وصفه لها بالايمان اي انها غير مشركة. ثم قال تعالى "وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ" (القصص 12) وهنا رب العالمين يبين تحريم ارضاع الأنبياء من قبل الكفار و المشركين لذلك كان تدبير امره ان يعود موسى علية السلام الى امة المؤمنة في زمن الكفر والاشراك والمراضع الانجاس اما اسيا عليها السلام كانت حاضنة مؤمنة لكنها لا تدر الحليب والمراضع كانت مشركات في قصر فرعون حيث قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" (التوبة 28) حيث وصف الله سبحانه وتعالى المشركين بالجنس وحرم اقترابهم من المسجد الحرام وحرمة الاقترب تشمل المشرك بدنه وما يخرج منه واعماله بمعنى اي شيء يصدر من المشركين فهو نجس نطفهم مراضعهم ارحامهم لباسهم طعامهم عدى أهل الكتاب طبعا "وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم" (المائدة 5).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=193318
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 05 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3