• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : آيات قرآنية من كتاب المهدي للمؤلف محمد بن اسماعيل من أبناء العامة (ح 1) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

آيات قرآنية من كتاب المهدي للمؤلف محمد بن اسماعيل من أبناء العامة (ح 1)

جاء في كتاب المهدي حقيقة لاخرافة للمؤلف محمد بن اسماعيل: باب النبوءات باب عظيم من أعلام نبوة الأنبياء عليهم و على نبينا الصلاة و السلام، و إذا تنبأ الرسول بشى‌ء من النبوءات فلا مجال للشك فى وقوعها كما أخبر، قال تعالى: "عََالِمُ اَلْغَيْبِ فَلاََ يُظْهِرُ عَلى‌ََ غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاََّ مَنِ اِرْتَضى‌ََ مِنْ رَسُولٍ" (الجن 26-27) الآية، و رسول اللّه محمد صلى اللّه عليه و على آله و سلم الذى لا ينطق عن الهوى‌ "إِنْ هُوَ إِلاََّ وَحْيٌ يُوحى‌ََ" (النجم 4)، كان له من النبوءات الحظّ الوافر الذى أيّد اللّه به رسالته‌. عن عمرو بن أخطب الأنصارى رضى اللّه عنه قال: (صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و على آله و سلم يوما الفجر، و صعد على المنبر، فخطبنا حتى حضرت الظهر، فنزل، فصلى، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت العصر، ثم نزل، فصلى، ثم صعد المنبر، حتى غربت الشمس، فأخبرنا بما كان، و بما هو كائن إلى يوم القيامة، قال: (فأعلمنا أحفظنا)، و عن حذيفة رضى اللّه عنه قال: (قام فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و على آله و سلم مقاما، فما ترك شيئا يكون من مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدّثه، حفظه من حفظه، و نسيه من نسيه، قد علمه أصحابى هؤلاء، و إنه ليكون منه الشى‌ء قد نسيته، فأراه، فأذكر، كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه، ثم إذا رآه عرفه) (رواه البخارى رقم (6604) (11/433) - (فتح) فى القدر: باب‌ "وَ كََانَ أَمْرُ اَللََّهِ قَدَراً مَقْدُوراً" (الاحزاب 38)، و مسلم رقم (2891) فى (الفتن) باب إخبار النبى صلى اللّه عليه و على آله و سلم فيما يكون إلى قيام الساعة، و أبو داود رقم (4240) فى (الفتن) باب ذكر الفتن و دلائلها.). و عن عمر رضى اللّه عنه قال: (قام فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و على آله و سلم مقاما، فأخبرنا عن بدء الخلق، حتى دخل أهل الجنة منازلهم، و أهل النار منازلهم، حفظ ذلك من حفظه، و نسيه من نسيه) (رواه البخارى (6/207) فى بدء الخلق: باب ما جاء فى قوله تعالى: "وَ هُوَ اَلَّذِي يَبْدَؤُا اَلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ" (الروم 27). تعليقا مجزوما به، و وصله الطبرانى، و أبو نعيم.). عن أبى هريرة رضى اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و على آله و سلم: (لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان من المسلمين، فيكون بينهما مقتلة عظيمة، دعواهما واحدة). و عنه رضى اللّه عنه قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و على آله و سلم: (لا تقوم الساعة حتى يبعث كذابون دجّالون، قريبا من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول اللّه) (رواه البخارى فى (صحيحه) (4/234)، و اللفظ له، و مسلم فى (صحيحه) (4/2240)، و أبو داود فى (سننه) (4/171)، و الترمذى فى (سننه) (6/465) -تحفة الأحوذى، و الإمام أحمد فى (المسند) (2/439). و اعلم أنه ليس المراد بالبعث فى هذا الحديث الإرسال المقارن للنبوة، بل هو كقوله تعالى: "أَ لَمْ تَرَ أَنََّا أَرْسَلْنَا اَلشَّيََاطِينَ عَلَى اَلْكََافِرِينَ" (مريم 83).

و في مقدمة الطبعة الأولى‌ من كتاب المهدي حقيقة لا خرافة: الحمد للّه رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، و العاقبة للمتقين، و لا عدوان إلا على الظالمين. و أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له شهادة أتخلص بها من عذاب يوم الدين، "يَوْمَ لاََ يَنْفَعُ مََالٌ وَ لاََ بَنُونَ * إِلاََّ مَنْ أَتَى اَللََّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ" (الشعراء 88-89) "يَوْمَ لاََ يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَ لاََ هُمْ يُنْصَرُونَ * إِلاََّ مَنْ رَحِمَ اَللََّهُ إِنَّهُ هُوَ اَلْعَزِيزُ اَلرَّحِيمُ" (الدخان 41-42). وَ يَوْمَ يَعَضُّ اَلظََّالِمُ عَلى‌ََ يَدَيْهِ يَقُولُ: يََا لَيْتَنِي اِتَّخَذْتُ مَعَ اَلرَّسُولِ سَبِيلاً * يََا وَيْلَتى‌ََ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاََناً خَلِيلاً * `لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ اَلذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جََاءَنِي، وَ كََانَ اَلشَّيْطََانُ لِلْإِنْسََانِ خَذُولاً" (الفرقان 27-29). و أشهد أن محمدا عبده و رسوله الذى بلّغ البلاغ المبين، و بيّن للناس ما نزّل إليهم، و لعلهم يتفكرون، و ترك أمته على محجة بيضاء نقية ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك مفتون، صلى اللّه و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه و حزبه الذين قضوا بالحق، و به كانوا يعدلون. أما بعد: فإلى اللّه عز و جل وحده المشتكى من غربة الإسلام، و اشتعال نار الملمات، و عموم الفتن و البليات، و تواتر النوازل و الآفات فى كل قطر من أقطار الأرض، و ظهور البدع و المنكرات، و غلبة الشهوات و الشبهات، و استحلال المحرمات. لقد أرخى الليل سدوله بأنواع المصائب و الفتن ليميز اللّه الخبيث من الطيب، و نبغ فى هذا الزمان أقوام أعرضوا عن المحجة البيضاء، و زاغوا عنها، فهلكوا مع الهالكين، و راحوا يخوضون مع الخائضين، (فمنذ مطلع هذا القرن أو قبله وجدت فئة تدعو إلى ما يسمى بـ «التحرر الفكرىّ»، و تتصدر ما يسمى (بحركة الإصلاح الدينى). ينبغى التحفظ من مثل هذه الإطلاقات لما قد تنطوى عليه من أفكار خبيثة، فالدين كما عرفه العلماء (وضع إلهى سائق لذوى العقول السليمة لما فيه صلاح دنياهم، و سعادة آخرتهم)، و هذا التعريف مأخوذ من قوله تعالى: "اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ اَلْإِسْلاََمَ دِيناً" (المائدة 3)، و حيث كان الأمر كذلك فلا يمكن لبشر أن يتناول الدين بإصلاح أو تهذيب، لأن ما وضّحه اللّه و أكمله، لا يتصور أن يتناول بإصلاح، إلا أن يقصد بذلك الإصلاح تجديد الدين بإحياء السنن و الشرائع و إماتة البدع و الحوادث، و الاجتهاد الصادر من أهله المحصلين لشروطه، و اللّه تعالى أعلم. و هذه محاولة لبيان صحة الاعتقاد فى ظهور المهدى المنتظر الذى أخبر بظهوره نبىّ اللّه صلى اللّه عليه و على آله و سلم نقدمها لتكون تبصرة لإخواننا و معذرة إلى اللّه عز و جل: "لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى‌ََ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ" (الانفال 42). أسأل اللّه عز و جل أن ينفع بها حزب الحق و الإيمان، و أن يقمع بها أهل الزيغ و البهتان، إنه كريم منّان، و قد قدّمت بين يديها هذه التنبيهات لمسيس الحاجة إليها فى دين المسلم عامة، و فيما نحن بصدده خاصة، و الحمد للّه رب العالمين.

وعن الفرقة الناجية يقول المؤلف محمد بن اسماعيل: و الفرقة الناجية فى هذه الأزمان ليست هى (السواد الأعظم) لأن كثرة العدد لا تأثير لها فى ميزان الحق، قال تعالى: "وَ مََا أَكْثَرُ اَلنََّاسِ وَ لَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ" (يوسف 103)، و قال تعالى: "وَ إِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي اَلْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اَللََّهِ" (الانعام 116)، و قال صلى اللّه عليه و على آله و سلم: (و تفترق أمتى على ثلاث و سبعين فرقة: اثنتان و سبعون فى النار، و واحدة فى الجنة). و قال الإمام أحمد رحمه اللّه تعالى: (كل ما جاء عن النبى صلى اللّه عليه و على آله و سلم بإسناد جيد أقررنا به، و إذا لم نقر بما جاء به الرسول صلى اللّه عليه و على آله و سلم و دفعناه، و رددناه رددنا على اللّه أمره، قال اللّه تعالى: "وَ مََا آتََاكُمُ اَلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مََا نَهََاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا" (الحشر 7). عن علىّ رضى اللّه عنه قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و على آله و سلم: (المهدىّ منّا أهل البيت، يصلحه اللّه فى ليلة). قال الحافظ ابن حجر فى (فتح البارى): [قد يقال: إن هذا الحديث يخالف قوله تعالى: "أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنََّا جَعَلْنََا حَرَماً آمِناً" (العنكبوت 67)، و لأن اللّه حبس عن مكة الفيل، و لم يمكن أصحابه من تخريب الكعبة، و لم تكن إذ ذاك قبلة، فكيف يسلط عليها الحبشة بعد أن صارت قبلة للمسلمين؟ أجيب: بأن ذلك محمول على أنه يقع فى آخر الزمان قرب قيام الساعة، حيث لا يبقى فى الأرض أحد يقول: (اللّه اللّه)، كما ثبت فى صحيح مسلم: (لا تقوم الساعة حتى لا يقال فى الأرض: اللّه اللّه). و قيل: إن الذى اقتلع الحجر الأسود صاح: يا حمير، أنتم قلتم‌ "وَمَنْ دَخَلَهُ كََانَ آمِناً" (ال عمران 97) فأين الأمن؟ قال رجل: (فاستسلمت، و قلت: إن اللّه أراد: و من دخله فأمّنوه)، فلوى فرسه، و ما كلّمنى) من (سير أعلام النبلاء) و هذا هو الراجح أن الأمان و تحريم القتل و نحوهما ثبتت فى الحرم الشريف بالشرع لا بالقدر، فصورة الآية خبر، و معناها أمر، تقديرها: و من دخله فأمّنوه، كقوله: "فَلاََ رَفَثَ وَ لاََ فُسُوقَ وَ لاََ جِدََالَ فِي اَلْحَجِّ" (البقرة 197) أى: لا ترفثوا، و لا تفسقوا، و لا تجادلوا، و انظر (الجامع لأحكام القرآن) للقرطبى (2/407)، (4/140). و كل ذلك لا يعارض قوله تعالى: "أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنََّا جَعَلْنََا حَرَماً آمِناً" (العنكبوت 67) لأن ذلك إنما وقع بأيدى المسلمين فهو مطابق لقوله صلى اللّه عليه و على آله و سلم: (و لن يستحل هذا البيت إلا أهله) فوقع كما أخبر به النبى صلى اللّه عليه و على آله و سلم و هو من علامات نبوته، و ليس فى الآية ما يدل على استمرار الأمن المذكور فيها، و اللّه أعلم).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=193584
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 05 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3