في تموز عام 2016 أعلنت منظمة اليونسكو في بيان رسمي ، اثلج قلوب العراقيين ، ضم أهوار العراق والمناطق الآثارية فيها إلى لائحة التراث العالمي ، في ديباجة اكدت فيها المنظمة ان «الاهوار العراقية ، هي فريدة من نوعها وواحدة من اكبر المسطحات المائية الداخلية في العالم في بيئة جافة وشديدة الحرارة»، ومنذ ذلك الحين ، وحتى اللحظة ، ماذا فعلنا ، لنكون بمستوى قرار المنظمة الدولية ؟
مؤكد ، لم نفعل شيئا محسوساً ، فالحكومات المتعاقبة تتذرع بالجفاف الذي ضرب البلاد ، ما تسبب بشح مائي كبير أدى الى نزوح آلاف الأسر من أهالي الأهوار ، لكني اسأل : هل ان شح المياه وحده يقف بوجه تطوير بيئة الاهوار ؟ الجواب المنطقي يقول كلا ..!
فأين المشاريع الكبرى التي تتناسب مع ضخامة قرار المنظمة الدولية بجعل منطقة الاهوار محمية دوليا .. أن المشاريع المأمولة هي لسان الوعي الجمعي لهذا الاثر العالمي ، ولاسيما وجود الفنادق والشوارع والمنتجعات السياحية والفلل والحدائق والانفاق والمسارح والمتنزهات والمجسرات التي تربط بين مساحات الاهوار ، والقاطرة المعلقة ( تلفريك) )ومحميات الطيور المحلية والوافدة ، والاسماك والمشاحيف بشكلها الاصلي ، ومطار مناسب بهندسته واستيعابه .. هذه هي الأشياء التي يجب العمل على وجودها بعد القرار الدولي ، فبها يمكن توفير الاجواء لآلاف الزوار من السياح الذين نتوقع وصولهم من مختلف دول العالم من محبي البيئة الغريبة في تكوين الاهوار، ومناظرها الرائعة ..
ان الشح المائي ، حالة استثنائية .. وفعلا حبانا الرب الرحيم هذا العام بأمطار غزيرة ، جعل الاهوار تعود الى سابق عهدها ، لكن بثوب متهرئ ، والباقين من سكانها يشكون حالهم ، وحال نزوح عدد كبير من العائلات بسبب الجفاف، إذ إنّها تعتمد على تربية الجواميس والمواشي وصيد السمك تاثرا بالجفاف ..
لا نقبل الاعذار بعد ان توفرت المياه ، وارتفعت مناسيبها التي
أنعشت مغذيات مناطق الأهوار الوسطى وهور الحمار الغربي، وأسهمت في زيادة تدفق المياه في الأهوار، وهو ما رفع المناسيب في مناطق كانت جافة و قد لاحظنا أن القصب والبردي اخذا ينموان بصورة تدريجية بعد أن أنعشتهما المياه ، كما عادت أسراب الطيور المحلية إلى التحليق .. فهل تنبه السادة المسؤولين في الدوائر المعنية في مجلس الوزراء ، ووزارة الموارد المائية ، ووزارة الثقافة والسياحة والآثار الى ثقل المسؤولية الدولية التي وضعها العالم في اعناق العراقيين بجعل الاهوار من المحميات الدولية ؟
|