• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مفاهيم من دعاء يوم دحو الارض (ح 3) (فاتق، رتق) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

مفاهيم من دعاء يوم دحو الارض (ح 3) (فاتق، رتق)

من دعاء يوم دحو الارض (فاتِقِ كُلِّ رَتْق). قال الله تبارك وتعالى "وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا" (النازعات 30) ورد أن دحو الأرض حصل يوم 25 ذو القعدة. من اعمال يوم 25 ذي القعدة الغسل والصوم فان له ثواب عظيم وصلاة ركعتين نافلة تصلى عند الضحى يقرأ في كل ركعة الحمد والشمس خمس مرات ويمكن قراءة السورة من القرآن عند الصلاة إذا لم تكن حافظها بالاضافة الى العبادة والدعاء والذكر وقراءة القران الكريم. ومن مفردات دحو الأرض حسب تسلسل الآيات في سورة النازعات دوران الأرض حول نفسها وحصول الليل والنهار كما قال الله رب السماوات والأرض "وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا" (النازعات 29).

جاء في معاني القرآن الكريم: رتق الرتق: الضمن والالتحام، خلقة كان أم صنعة، قال تعالى: "كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا" (الانبياء 30)، أي: منضمتين، والرتقاء: الجارية المنضمة الشفرين، وفلان راتق وفاتق في كذا، أي: هو عاقد وحال. فتق الفتق: الفصل بين المتصلين، وهو ضد الرتق، قال تعالى: "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا" (الانبياء 30)، والفتق والفتيق: الصبح، وأفتق القمر: صادف فتقا فطلع منه، ونصل فتيق الشفرتين: إذا كان له شعبتان كأن إحداهما فتقت من الأخرى، وجمل فتيق: تفتق سمنا، وقد فتق فتقا (قال أبو عثمان السرقسطي: فتقت الشيء فتقا: خرقته. انظر: الأفعال 4/14).

جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى "أَوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْ‌ءٍ حَيٍّ أَ فَلا يُؤْمِنُونَ" (الانبياء 30) تقديره كانتا ذواتي رتق فجعلناهما ذواتي فتق والمعنى كانتا ملتزقتين منسدتين ففصلنا بينهما بالهواء عن ابن عباس والحسن والضحاك وعطاء وقتادة وقيل: كانت السماوات مرتتقة مطبقة ففتقناها سبع سماوات وكانت الأرض كذلك ففتقناها سبع أرضين عن مجاهد والسدي وقيل: كانت السماء رتقا لا تمطر وكانت الأرض رتقا لا تنبت ففتقنا السماء بالمطر والأرض بالنبات عن عكرمة وعطية وابن زيد وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليه السلام "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ" أي: وأحيينا بالماء الذي ننزله من السماء كل شيء حي وقيل وخلقنا من النطفة كل مخلوق حي عن أبي العالية والأول أصح وروى العياشي بإسناده عن الحسن بن علوان قال سئل أبوعبد الله عليه السلام عن طعم الماء فقال له سل تفقها ولا تسأل تعنتا طعم الماء طعم الحياة قال الله سبحانه "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ " وقيل معناه: وجعلنا من الماء حياة كل ذي روح ونماء كل نام فيدخل فيه الحيوان والنبات والأشجار عن أبي مسلم "أ فلا يؤمنون" أي: أفلا يصدقون بالقرآن وبما يشاهدون من الدليل والبرهان.

جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى "أَوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْ‌ءٍ حَيٍّ أَ فَلا يُؤْمِنُونَ" (الانبياء 30) المراد بالرؤية العلم الفكري وإنما عبر بالرؤية لظهوره من حيث إنه نتيجة التفكير في أمر محسوس. والرتق والفتق معنيان متقابلان، قال الراغب في المفردات،: الرتق الضم والالتحام خلقة كان أم صنعة، قال تعالى: "كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا" وقال: الفتق الفصل بين المتصلين وهو ضد الرتق. انتهى. وضمير التثنية في "كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا" للسماوات والأرض بعد السماوات طائفة والأرض طائفة فهما طائفتان اثنتان، ومجيء الخبر أعني رتقا مفردا لكونه مصدرا وإن كان بمعنى المفعول والمعنى كانت هاتان الطائفتان منضمتين متصلتين ففصلناهما. وهذه الآية والآيات الثلاث التالية لها برهان على توحيده تعالى في ربوبيته للعالم كله أوردها بمناسبة ما انجر الكلام إلى توحيده ونفي ما اتخذوها آلهة من دون الله وعدوا الملائكة وهم من الآلهة عندهم أولادا له، بانين في ذلك على أن الخلقة والإيجاد لله والربوبية والتدبير للآلهة. فأورد سبحانه في هذه الآيات أشياء من الخليقة خلقتها ممزوجة بتدبير أمرها فتبين بذلك أن التدبير لا ينفك عن الخلقة فمن الضروري أن يكون الذي خلقها هوالذي يدبر أمرها وذلك كالسماوات والأرض وكل ذي حياة والجبال والفجاج والليل والنهار والشمس والقمر في خلقها وأحوالها التي ذكرها سبحانه.

قال الله تبارك وتعالى "وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا" (النازعات 30) ان الله سبحانه وتعالى دحى اي بسط الارض من تحت الكعبة ليلة 25 ذي القعدة وقيل ان في هذه الليلة ولد نبي الله ابراهيم عليه السلام ونبي الله عيسى عليه السلام وهي ليلة ويومها مباركين يتضرع العبد بهما الى الله سبحانه وتعالى بعبادته و من اعمال يوم 25 ذي القعدة الغسل والصوم فان له ثواب عظيم وصلاة ركعتين نافلة تصلى عند الضحى يقرا في كل ركعة الحمد والشمس خمس مرات ويمكن قراءة السورة من القران عند الصلاة اذا لم تكن حافظها بالاضافة الى العبادة والدعاء والذكر وقراءة القران الكريم. قال رسول الله (وانزل الله الرحمة لخمسة ليالٍ بقين من ذي القعدة، فمن صام ذلك اليوم، كان له كصوم سبعين سنة).

جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "أَوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْ‌ءٍ حَيٍّ أَ فَلا يُؤْمِنُونَ" (الانبياء 30) لقد ذكر المفسّرون أقوالا كثيرة فيما هو المراد من (الرتق) و (الفتق) المذكورين هنا في شأن السماوات والأرض؟ ويبدو أنّ الأقرب من بينها ثلاثة تفاسير، ويحتمل أن تكون جميعاً داخلة في مفهوم الآية: 1 ـ إنّ رتق السّماء والأرض إشارة إلى بداية الخلقة، حيث يرى العلماء أنّ كلّ هذا العالم كان كتلة واحدة عظيمة من البخار المحترق، وتجزّأ تدريجيّا نتيجة الإنفجارات الداخلية والحركة، فتولّدت الكواكب والنجوم، ومن جملتها المنظومة الشمسية والكرة الأرضية، ولا يزال العالم في توسّع دائب. 2 ـ المراد من الرتق هو كون مواد العالم متّحدة، بحيث تداخلت فيما بينها وكانت تبدو وكأنّها مادّة واحدة، إلاّ أنّها إنفصلت عن بعضها بمرور الزمان، فأوجدت تركيبات جديدة، وظهرت أنواع مختلفة من النباتات والحيوانات والموجودات الاُخرى في السّماء والأرض، موجودات كلّ منها نظام خاص وآثار وخواص تختص بها، وكلّ منها آية على عظمة الله وعلمه وقدرته غير المتناهية. 3 ـ إنّ المراد من رتق السّماء هو أنّها لم تكن تمطر في البداية، والمراد من رتق الأرض أنّها لم تكن تنبت النبات في ذلك الزمان، إلاّ أنّ الله سبحانه فتق الإثنين، فأنزل من السّماء المطر، وأخرج من الأرض أنواع النباتات. والرّوايات المتعدّدة الواردة عن طرق أهل البيت عليهم السلام تشير إلى المعنى الأخير، وبعضها يشير إلى التّفسير الأوّل. لا شكّ أنّ التّفسير الأخير شيء يمكن رؤيته بالعين، وكيف أنّ المطر ينزل من السّماء، وكيف تنفتق الأرض وتنمو النباتات، وهو يناسب تماماً قوله تعالى: "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا" وكذلك ينسجم وقوله تعالى: "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ". إلاّ أنّ التّفسيرين الأوّل والثّاني أيضاً لا يخالفان المعنى الواسع لهذه الآية، لأنّ الرؤية تأتي أحياناً بمعنى العلم. صحيح أنّ هذا العلم والوعي ليس للجميع، بل إنّ العلماء وحدهم الذين يستطيعون أن يكتسبوا العلوم حول ماضي الأرض والسّماء، وإتّصالهما ثمّ إنفصالهما، إلاّ أنّنا نعلم أنّ القرآن ليس كتاباً مختصاً بعصر وزمان معيّن، بل هو مرشد ودليل للبشر في كلّ القرون والأعصار. من هذا يظهر أنّ له محتوى عميقاً يستفيد منه كلّ قوم وفي كلّ زمان، ولهذا نعتقد أنّه لا مانع من أن تجتمع للآية التفاسير الثلاثة، فكلّ في محلّه كامل وصحيح وقد قلنا مراراً: إنّ إستعمال لفظ واحد في أكثر من معنى ليس جائزاً فحسب، بل قد يكون أحياناً دليلا على كمال الفصاحة، وإنّ ما نقرؤه في الرّوايات من أنّ للقرآن بطوناً مختلفة يمكن أن يكون إشارة إلى هذا المعنى.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=193877
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 06 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3