• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نفحات جوادية في بناء الشخصية -٢- .
                          • الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي .

نفحات جوادية في بناء الشخصية -٢-

 روي عن الإمام محمد الجواد "عليه السلام":
((لا تَكُنْ وليًّا للهِ في العلانيةِ، عدوًّا لَهُ في السرِّ)).
      إنَّ الحديث ذو معنًى عام واضح البيان في مراده، وهو الاستقامة في السر والعلانية، وفي ذلك كمال بناء الشخصية الإسلامية، ولكن يحتاج أنْ نقف على نقاط متعددة تذكرةً وبيانًا لهذا المنهج الإلهي في التربية ببيان ما يأتي👇🏻: 
١- إنَّ المؤمن عليه أنْ يكون مستقيم الحال في علاقته مع الله تعالى، غير متذبذب كما وصف الله تعالى بعض الناس في علاقاتها، وفي ذلك آثار كبيرة أُوْلاها وأعظمُها مدى خشية العبد من مولاه، (الخشية وليس الخوف)، وهي مرحلة متقدمة من مراحل التكامل الإيماني والأخلاقي في سير العبودية.
٢- صدق المؤمن في عبوديته للمولى في كل حال مهما أمكنه، وعدم الغرور بحالات السر  حيث يحاول أنْ يستحوذ الشيطان عليه؛ ليزيِّن له الأمن من عيب وذل الناظر إلى معصيته، وقد استطاع الشيطان أنْ يتغلب في هذه الخلوة في أغلب الأحايين على الإنسان، إلا مَنْ كان على تقوى وورع وقوة يقين.
٣- بيان أنَّ أوقات الخلوة هي أشد الحالات التي تمر على المؤمن في ابتلائه وصراعه مع الأهواء، ووسوسة الشيطان له أنَّك بعيد عن عين الناظر أو السامع، ومحاولة الاستحواذ عليه بكل طاقته؛ ليجعله طوع أمره، وهذا يحتاج إلى (يقين قائم على معرفة ووعي)، و(جهاد قائم على شجاعة وجهاد)؛ حتى لا يكون من المغلوبين في أول الصراع مع عدوه.
٤- الدعوة إلى أنْ يكون المؤمن عابدًا للمولى حقيقة ، يفخر بوجود مولاه معه في السر والعلانية، وأنَّ لمولاه القدرة المطلقة على تسديده ونصره على ذلك الشيطان الضعيف (إنَّ كيدَ الشيطانِ كانَ ضعيفًا)، والذي يحاول أنْ يكون له من الناصحين بغرور، فيخرجه من عز طاعة الله إلى ذل معصيته، وهذا يتوقف على المعرفة الحقيقية بالمولى.
٥- التأكيد على أهمية جهاد النفس ، بأنْ تكون نفسًا واحدةً يتحكَّم بها، لا أنفس متعددة في جسد واحد، بل بالأحرى (أقنعة مختلفة) يستعمل كل واحد منها كما يزيِّن له الشيطان، حيث يزيِّن له في المسجد نفسًا أو قناعًا معيَّنًا وفي العمل ثانية، ومع الأصدقاء ثالثة وفي البيت رابعة، وأمام الناس خامسة وفي السر سادسة وهكذا ..  فيعيش صراع ذلك، بل يحاول أنْ يكون حقيقة على الصراط المستقيم الذي هو طريق كمال الأنبياء والصالحين.
 أخيرًا✍🏻 ..
 إنَّ حديث الإمام الجواد "عليه السلام" هو دعوة مباركة صادقة لمراجعة النفس وتهذيبها وتربيتها، والارتقاء بها نحو كمالها وفضلها، ومقامها الذي تستحقه. 🌷




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=193960
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 06 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3