• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كلمات مختارة من القرآن الكريم (مستطيرا) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

كلمات مختارة من القرآن الكريم (مستطيرا)

جاء في تفسير الميسر: قال الله تعالى عن مستطيرا "يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا" ﴿الانسان 7﴾ مستطيرا اسم، مستطيراً: ممتدا فاشيا، منتشرا غاية الانتشار. أو مستطيلا. كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا: فاشيا منتشرا. هذا الشراب الذي مزج من الكافور هو عين يشرب منها عباد الله، يتصرفون فيها، ويُجْرونها حيث شاؤوا إجراءً سهلا. هؤلاء كانوا في الدنيا يوفون بما أوجبوا على أنفسهم من طاعة الله، ويخافون عقاب الله في يوم القيامة الذي يكون ضرره خطيرًا، وشره فاشيًا منتشرًا على الناس، إلا مَن رحم الله، ويُطْعِمون الطعام مع حبهم له وحاجتهم إليه، فقيرًا عاجزًا عن الكسب لا يملك من حطام الدنيا شيئًا، وطفلا مات أبوه ولا مال له، وأسيرًا أُسر في الحرب من المشركين وغيرهم، ويقولون في أنفسهم: إنما نحسن إليكم ابتغاء مرضاة الله، وطلب ثوابه، لا نبتغي عوضًا ولا نقصد حمدًا ولا ثناءً منكم. إنا نخاف من ربنا يومًا شديدًا تَعْبِس فيه الوجوه، وتتقطَّبُ الجباه مِن فظاعة أمره وشدة هوله. وعن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى "يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا" ﴿الانسان 7﴾ "يوفون بالنذر" في طاعة الله "ويخافون يوما كان شره مستطيرا" منتشرا.

عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى "يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا" ﴿الانسان 7﴾ وصف سبحانه هؤلاء الأبرار فقال "يوفون بالنذر" أي كانوا في الدنيا بهذه الصفة والإيفاء بالنذر هو أن يفعل ما نذر عليه فإذا نذر طاعة تممها ووفى بها عن مجاهد وعكرمة وقيل يتمون ما فرض الله عليهم من الواجبات عن قتادة. "ويخافون يوما كان شره مستطيرا" أي فاشيا منتشرا ذاهبا في الجهات بلغ أقصى المبالغ وسمي العذاب شرا لأنه لا خير فيه للمعاقبين وإن كان في نفسه حسنا لكونه مستحقا وقيل المراد بالشر هنا أهوال يوم القيامة وشدائده

جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى "يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا" ﴿الانسان 7﴾ المستطير اسم فاعل من استطار إذا فشا وانتشر في الأقطار غاية الانتشار وهو أبلغ من طار كما قيل: يقال: استطار الحريق واستطار الفجر إذا اتسعا غايته، والمراد باستطارة شر اليوم وهو يوم القيامة بلوغ شدائده وأهواله وما فيه من العذاب غايته. وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى "يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا" ﴿الانسان 7﴾ "ويَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً". يطيعون اللَّه في كل شيء خوفا من يوم يعم شره العظيم كل من عصى اللَّه وخالفه في حكم من أحكامه.

وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا" ﴿الانسان 7﴾ تتناول هذه الآيات ذكر أعمال (الأبرار) (وعباد الله) مع ذكر خمسة صفات توضّح سبب استحقاقهم لكل هذه النعم الفريدة: فيقول تعالى "يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شرّه مستطيراً". جملة "يوفون" و "يخافون" والجمل التي تليها جاءت بصيغة الفعل المضارع وهذا يشير إلى استمرارية وديمومة منهجهم، كما قلنا في سبب النزول فإنّ المصداق الأتم والأكمل لهذه الآيات هو أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء والحسنان عليهم السلام، لأنّهم وفوا بما نذروه من الصوم ثلاثة أيّام ولم يتناولوا في افطارهم إلاّ الماء في حين أنّ قلوبهم مشحونة بالخوف من الله والقيامة. (مستطيراً): يراد به الإتساع والإنتشار، وهو إشارة إلى أنواع العذاب واتساعه في ذلك اليوم العظيم، على كلّ حال فإنّهم وفوا بالنذور التي أوجبوها على أنفسهم، وبالأحرى كانوا يحترمون الواجبات الإلهية ويسعون في أدائها، وخوفهم من شرِّ ذلك اليوم، وآثار هذا الإيمان ظاهرة في أعمالهم بصورة كاملة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=194789
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 07 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2