يتلمّظـــونَ كمــا تلمّـــــظَ أرقــــــمُ
..... خُــرسٌ إذا شــدّوا تضابــحَ أدهــمُ
وثبــوا كوثبـــةِ ضيغــــمٍ متبهنـسٍ
..... نعــمَ الوثــوبُ إذا توثّــبَ ضيغـــمُ
رَكِبـوا على جنـحِ الحتـوفِ كأنّهـم
..... آيـاتُ صــدقٍ ، بـل أجــلُّ وأعظــمُ
فَدَنـــوا لهـا حتّـى تدلّـــى عذقُهـــا
..... من قابِ قوسينِ اهْتدى منها الـدّمُ
واسْتنهضـوا فيهـا المنايـا عنــوةً
..... فكأنّهـــا حبلـــــى بهــــم تتوحّـــــمُ
فتخالفــتْ فيهـا المنايـــا شُـرّعــاً
..... تقتـاتُ مـن حبـلِ الوريـدِ وتقضــمُ
فالعاديـــاتُ تبسملـــتْ بـزنادِهـــا
..... قَدْحــــاً كــأنَّ زنادَهُــــنَّ جهنّــــــمُ
أرخـوا لها حينَ اسْتبـدَّ هـزيرُهـا
..... منهـا العقــالَ فكـانَ فيـهِ المقـــدمُ
إنْ زمجـرتْ غضبـاً تلاطـمَ راكـدٌ
..... وَتَدَكدكـتْ عمــدٌ وطــابَ المغنــمُ
تـركـوا المقالــةَ للسيـوفِ لأنّهـا
..... أدرى وينطـقُ عـن مقالتِهـا الفـــمُ
جـدّتْ مـراجلُهـا ولا مـن عاصـمٍ
..... فالموتُ في غيـرِ الشّهادةِ علقـــمُ
فَتَسابقـوا نحـوَ الخلــودِ بواسـلاً
..... وَتَعاقــدوا حيـثُ المنيّـــةُ سُلّــــمُ
كالسّابحـاتِ تـدورُ في فــلكٍ لــهُ
..... حيـثُ الحسيـنُ بسيـرِهـا يتحكّـمُ
وأمدّهــا بدمــاءِ نحـــرِ خلـــودِهِ
..... للـــــهِ مـن نحـــــرٍ بـــهِ نتوسّــــمُ
|