• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سياج الحماية .
                          • الكاتب : د . ابراهيم خليل ابراهيم .

سياج الحماية

 

 بناء الشخصية أصعب من بناء ناطحات السحاب وفي زمن ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تعددت روافد الاتصال والتواصل ومن ثم تتعرض مصر والأمة العربية للاستهداف الخارجي عن طريق مايعرف بحروب الجيلين الرابع والخامس حيث الشائعات المغرضة لتمزيق الأوطان والشائعات ليست وليدة اليوم بل هى موجودة في أغلب الحضارات والثقافات وتعتبر الشائعات أحد أفتك الحروب النفسية وأخطارها في غاية الخطورة لذا حذر الإسلام من إشاعة الأخبار الكاذبة ووصف المولى عز وجل مبتدع الإشاعة بالفاسق والكاذب قال تعالى في كتابه العظيم القرآن الكريم : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) وقال تعالى : ( إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون ) ولذا علينا تحري الصدق والحذر من الكذب فعَنْ عَبْدِ الله بن مسعود  رضي الله عنه  أنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا ) .

إن مسئولية مواجهة ومحاربة الشائعات تقع على الفرد والأسرة والمسجد والكنيسة ووسائل الإعلام وأذكر أن الدكتورة نعمات أحمد فؤاد عقب نكسة 1967 أصدرت كتابها شخصية مصر وقالت : ( حين تقف آثار المجد المصري مستقرة ثابتة شامخة لا تنال منها الأحداث أو الناس أو الزمن نفسه يتحايل نفر على قلب الحقائق حتى يجدوا ثغرة إلى النفس المصرية تهز ثقتها أو تشككها في ذريتها والمصريون يواجهون مثل هذه الحملات أو التحديات بالدفاع أو الصمت ) والمفكر أحمد لطفي السيد قال : سُئل أحد علمائنا البلغاء فقيل له ما المصري ؟ فقال : المصري هو الذي لا يعرف له وطناً آخر غير مصر أما الذي له وطنان يقيم في مصر ويتخذ له وطناً آخر على سبيل الاحتياط فبعيد عليه أن يكون مصرياً بمعنى الكلمة .

إن قضية الوعي وخلخلة ثوابت الهوية الوطنية المصرية أبرز مهددات الأمن القومي المصري وقد رصدنا أكبر محاولة لتزييف الوعي العربي والمصري من خلال محاولات التشويش والتأثير والتحكم في وعي الشعوب على النحو الذي يخالف توجهات وأهداف الدولة الوطنية بدعوى الربيع العربي ولذا تبرز أهمية الوعي الوطني لأنه الدعامة الرئيسية لتماسك الجبهة الداخلية ضد أية مهددات خارجية فالشخصية المصرية ياسادة هى شخصية عميقة الجذور في أعماق التاريخ وأذكر أن الموسيقار محمد الموجى رفض عرضا ماليا مغريا قدمته له إحدى شركات الغناء الإسرائيلية التي طلبت أن تغني ألحانه أصوات إسرائيلية مقابل 3 ملايين دولار فقال لمن حضر إلى مكتبه وقال له ذلك : صحيح في جيبي عشرة جنيهات وأنا اللى لحنت لمصر لايمكن أن أبيع وطني وفني ولو بكنوز الدنيا ثم كاد أن يضرب المندوب الإسرائيلي الذي قدم هذا العرض حيث فر هاربا من أمام الموسيقار الوطني المبدع محمد الموجي .

أذكر أيضا النموذج الوطني الخالد الذي وضع نصب عينيه مصر الحبيبة فعندما انتقلت أسرة الشاب سمير الإسكندراني من الغورية إلي شارع عبد العزيز بالقاهرة العاصمة المصرية كانت جارتهم الإيطالية سنيورا ماريا وابنتها الفاتنة يولندا فوقع سمير في حب يولندا ومن أجلها قرر أن يتعلم اللغة الإيطالية وتفوق سمير في دروس الإيطالية ونجح في الحصول على منحة دراسية في مدينة بيروجيا الإيطالية لدراسة الأدب واللغة في جامعتها الشهيرة وسافر سمير قبل موعد الرحلة بثلاثة أسابيع ليزور والدة الدكتورة ماريا هايدر الأستاذة بجامعة فيينا التي دعته لقضاء السهرة في مرقص صغير راح براقصها فيه بكل مرح وبراعة وضحكاتها تملا المكان حتى ارتطمت قدمه عفوا براقص آخر .. التفت إليه في حده يسأله عن جنسيته وعندما أجابه بأنه مصري ارتسم الغضب علي وجه ذلك الراقص ولوح بقبضته في وجهه صائحا في مقت شديد وأنا إسرائيلي ويوما ما سنحتل مصرك كلها وعندئذ سأبحث عنك أنت بالذات وسط الخراب والحطام وأقتلك مرتين وقبل أن يتم عبارته كانت قبضة سمير تحطم فكه وتحول المكان كله إلى ساحة قتال وفي بيروجيا استقر به المقام عند سنيورا كاجيني التي عاملته كابنها وأكرمته وقضى في منزلها منحته الصيفية وعاد إلي القاهرة وكله شوق ولهفة للقاء حبيبة القلب يولندا ولكن كانت هناك في انتظاره مفاجأة مؤلمة.. لقد رحلت يولندا مع أورلاندو صديقها القديم ليتزوجا في أوروبا ونسيت أمره هو تماما وكانت الصدمة قاسية عليه ولكنها لم تحطمه وإنما دفعته للاستزادة من دراسته للغة الإيطالية حتى حصل علي منحة دراسية ثانية في جامعة بيروجيا التي سافر إليها في الصيف التالي ليقيم أيضا عند سنيورا كاجيني وذات يوم وهو يلعب البياردو في الجامعة التقى بشاب ذكي يجيد العربية بطلاقة مدهش ويتحدث الفرنسية والإيطالية والإنجليزية في براعة إلي جانب إجادته لبعض ألعاب الحواة التي بهرت طلاب جامعة بيروجيا وأدهشت سمير للغاية وقدم الشاب نفسه بأسم سليم وسرعان من توطدت أواصر الصداقة بينه وبين سمير وأخبره انه يعقد بعض الصفقات التجارية التي تتطلب سرعة التحرك وسريت مما يبرر اختفاءه كثيرا عن بيروجيا ثم ظهوره المباغت في فترات غير منتظمة وهو يصطحب في معظم الأحيان فتيات فاتنات وينفق عليهن في سخاء واضح .. وعلى الرغم من انبهار سمير بهذا الشاب في البداية إلا أن شيئا ما بعث الكثير من الحذر في أعماق فراح يتعام معه في بساطة ظاهرية وتحفز خفي نجح في التعامل بهما في مهارة وكأنه ثعلب ذكي يجيد المراوغة والخداع .

ذات يوم أخبر أحدهم سمير أن هذا الشاب ليس عربيا وأنه يحمل جواز سفر أمريكيا مما ضاعف من شكوك سمير وحذره فقرر أن يراوغ سليم أكثر وأكثر حتى يعرف ما يخفيه خلف شخصيه المنمقة الجذابة حتى كان يوم قال له فيه سليم : أن طبيعتك تدهشني جدا يا سمير فأنت أقرب إلى الطراز الغربي منك إلي الطراز العربي كيف نشأت بالضبط ؟ وهنا وجدها سمير فرصة سانحة لمعرفة نوايا سليم  فأستغل معرفته الجيدة بطبائع المجتمع الأوروبي واليهودي التي أكتسبها من أمسيات سطح شارع عبد العزيز وابتكر قصة سريعة أختلقها خياله بدقة وسرعة مدهشتين ليدعي أن جده الأكبر كان يهوديا وأسلم وليتزوج جدته ولكن أحدا لم ينس أصله اليهودي مما دفع والده إلي الهجرة للقاهرة حيث عرف أمه ذات الطابع اليوناني وتزوجها وانه أكثر ميلا لجذوره اليهودية منه للمصرية .. وسقط سليم في فخ الثعلب وأندفع يقول في حماس : كنت أتوقع هذا .. أنا أيضا لست مصريا يا سمير .. أنا يهودي .. وابتسم الثعلب الكامن في أعماق بطلنا سمير في سخرية عندما أدرك أن لعبته قد أفلحت ودفعت سليم لكشف هويته ولكن اللعبة لم تقتصر علي هذا فبسرعة قدم سليم صديقه الي رجل أخر يحمل اسم جوناثان شميت ثم أختفي تماما بعد أن انتهت مهمته باختيار العنصر الصالح للتجنيد وجاء دور جوناثان لدراسة الهدف وتحديد مدى صدقه وجديته وأدرك سمير أنه تورط في أمر بالغ الخطورة ولكنه لم يتراجع وإنما مضى يقنع جوناثان الذي لم يكن سوى أحد ضباط الموساد الإسرائيلي وعرض على سمير العمل لصالح ما أسماه بمنظمة البحر الأبيض المتوسط لمحاربة الشيوعية والاستعمار مقابل راتب شهري ثابت ومكافآت متغيرة وفقا لمجهوده وقيمة الخدمات التي يمكنه تقديمها فوافق سمير علي الفور وبدأ تدريباته علي الحبر السري والتمييز بين الرتب العسكرية ورسم الكباري والمواقع العسكرية وتحديد سمك الخرسانة ثم طلب جوناثان من سمير التطوع في الجيش عند عودته إلي مصر وأعطاه مبلغا كبيرا من المال ومجلة صغيرة للإعلان عن ناد ليلي في روما مطبوعة فيه صورته وهو يغني في بعض السهرات كتبرير لحصوله علي المال وعاد سمير إلي بيروجيا ليستقبل شقيقه الوحيد سامي الذي حضر ليقضي معه بعض الوقت قبل سفره إلي النمسا وقضى سمير فترة أجازة شقيقه كلها في توتر شديد ثم لم يلبث أن حسم أمره فأيقظه في أخر لياليه في بيروجيا وقبل سفره إلي النمسا وروى له القصة كلها ثم طالبه بالكتمان الشديد .. وأصيب سامي بالهلع وطلب من سمير الحرص الزائد والتوجه فور عودته إلي مصر إلي المخابرات العامة ليروي لها كل ما لديه .. وكان هذا ما قرره سمير بالفعل وما استقر رأيه عليه ولكنه في الوقت ذاته كان يصر علي ألا يخاطر بما لديه من معلومات وبألا يبلغ بها سوي شخص واحد في مصر.. الرئيس جمال عبد الناصر نفسه وفور عودته إلي القاهرة وعن طريق احد أصدقاء والده تم الاتصال بالمخابرات العامة وبمديرها صلاح نصر الذي بذل قصارى جهده لينتزع ما لديه من معلومات ولكن سمير أصر في عناد شديد علي ألا يبلغ ما لديه إلا للرئيس جمال عبد الناصر شخصيا .. وقد كان .. ولقد استمع الرئيس جمال في اهتمام شديد إلى القصة التي رواها سمير وشاهد مع مدير المخابرات تلك الحقيبة التي أعطاها جوناثان له بجيوبها السرية والعملات الصعبة والحبر السري وغيره من أدوات التجسس التي تطلع إليها الرئيس كلها ثم رفع عينيه إلي سمير وقال له : أعتقد أن دورك لم ينته بعد يا سمير .. أليس كذلك ؟ أجابه الشاب سمير في حماس شديد : أنا رهن إشارتك يا سيادة الرئيس ودمي فداء لمصر.. وكان هذا إيذانا ببدء فصل جديد من المعركة

بدأ سمير يعمل لحساب المخابرات المصرية وتحت إشراف رجالها الذين وضعوا الأمر برمته علي مائدة البحث وراحوا يقلبونه علي كل الوجوه ويدربون الشاب علي وسائل التعامل وأسلوب التلاعب بخبراء الموساد وكان سمير ثعلبا حقيقيا أستوعب الأمر كله في سرعة وإتقان وبرزت فيه مواهبه الشخصية وقدرته المدهشة علي التحكم في انفعالاته وبراعته في التعامل مع العدو فراح يرسل معلومات سرية عن مواقع عسكرية ومراكز قيادية ومعلومات عن برج القاهرة الذي كان محطة رادارية هامة ومواقع أخري لها فاعليتها الاستراتيجية دون أن يتجاوز قدراته الحقيقية أو يبدي حنكة غير عادية يمكنها أن تثير شكوك العدو فذات يوم طلب جوناثان من سمير تجنيد احد أقاربه من العسكريين وكان هذا القريب رجلا ناضجا يفوق الشاب عمرا وشخصية ولم يكن من المنطقي أن ينجح سمير في تجنيده لذا فقد أعتذر مبديا أسبابه ومعلنا عدم استطاعته هذا مما جعل جوناثان يطمئن لصدقه فلو استجاب لمطلب عسير كهذا لراود العدو الشك في مصداقيته وإخلاصه وقطع علاقته به مباشرة ولكن جهاز المخابرات المصري كان يقظا وسمير كان ذكيا حريصا وكتوما وربما كانت هذه الصفة الأخيرة سببا في كثير من المشكلات التي واجهها خلال مهمته هذه فعلي الرغم من أن والده كان يعلم بأمر ذهابه الي المخابرات فور عودته من ايطاليا إلا أنهم افهموه هناك إنها مجرد شبهات بلا أساس وان ابنه بالغ كثيرا في أمر لا يستحق وطلبوا من سمير أن يخفي عن والده تماما أمر عمله معهم حتى يحاط الأمر بأكبر قدر ممكن من السرية ولكن والده لم يتقبل غيابه الطويل ولا عودته ذات ليلة متأخرا فثار في وجهه وطرده من المنزل والشاب يتمزق حزنا ولا يستطيع تبرير موقفه أمام والده، الذي يعتبره طيلة عمره مثله الأعلى ولكن يالعجائب الأقدار لو لم يطرد الحاج فؤاد ولده هذا الليلة لفشلت العملية كلها وربح الموساد اللعبة فسبب التأخير هو أن سمير كان يعد خطابا خاصا للعدو بمعاونة ضابط اتصال من المخابرات المصرية ورسم فيه بعض المواقع العسكرية ولكنه أخطا في بعض الرموز العسكرية الهندسية فأصلحها له ضابط الاتصال في عفوية بفضل خبرته ودراساته العسكرية القديمة مما أضطر سمير إلى أعادة صياغة الخطاب مرة أخري برموزه الصحيحة وحمله معه ليرسله إلى جوناثان بالطرق المألوفة ولكنه وصل الي منزله متأخرا فطرده والده واضطر للمبيت عند زميل له من أصل ريفي وأصابته نوبة أنفلونزا بسبب انتقاله من وسط المدينة إلي إمبابة في الليل البارد فسقط طريح الفراش طوال الأسبوع ولم يرسل الخطاب وفي الوقت نفسه انتبه ضابط الاتصال الي انه من غير الطبيعي أن يرسم سمير الرموز العسكرية الهندسية الصحيحة وهو لم يتعلمها علي يد جوناثان وفريقه وانه من المفروض أن يرسل الرسوم غير الصحيحة فأنطلق يبحث عنه ويدعو الله إلا يكون قد أرسل الخطاب وإلا أدرك الإسرائيليون أن هناك من يرشده وتفشل العملية كلها وعثر الضابط على سمير وحمد الله سبحانه وتعالي على انه لم يرسل الخطاب فأخذه منه وجعله يكتبه مرة أخرى كما كان في البداية وبدون تصحيح وأرسله الي جوناثان .. وطوال الوقت كان سمير يشكو في خطاباته الي جوناثان من احتياجه الشديد للمال ويهدد بالتوقف عن العمل لو لم يعملوا علي إخراجه من ضائقته المالية وفي الوقت نفسه كان يرسل لهم عشرات المعلومات والصور التي سال لها لعابهم وجعلتهم يتأكدون من انه عميل عظيم الأهمية يستحيل التضحية به، لأي سبب من الأسباب فطلبوا منه استئجار صندوق بريد وأخبروه أنهم سيتدبرون أمر تزويده بالنقود المطلوبة .. وصل مبلغ 3000 دولار إلى صندوق البريد داخل عدة مظاريف وصلت كلها من داخل مصر لتعلن عن وجود شبكة ضخمة من عملاء إسرائيل تتحرك في حرية داخل البلاد وتستنفذ أسرارها وأمنها وبدأت خطة منظمة للإيقاع بالشبكة كلها ولكن الإسرائيليين استدعوا سمير وطلبوا منه السفر بسرعة إلى روما وهناك أخضعوه الي استجواب عسير انتهى الي مضاعفة ثقتهم به وعودته الي مصر بأوامر وتعليمات وطلبات جديدة فستأجر شقة في شارع قصر العيني وأرسل يطالب جوناثان بالمزيد من الأموال لتغطية النفقات ومصاريف تأسيس الشقة وأعلن خوفه من إرسال الأفلام التي يلتقطها للهداف الحيوية خشية أن تقع في أيدي الجمارك ورجال الرقابة فأرسل إليه جوناثان رقم بريد في الإسكندرية وطلب منه إرسال طرود الأفلام إليه وسيتولى صاحبه إرسالها إلي جوناثان نفسه .. وبدأت خيوط الشبكة تتكشف شيئا فشيئا وعيون رجال المخابرات المصرية تتسع أكثر وأكثر في دهشة وعدم تصديق .. لقد كانت أضخم شبكة تجسس عرفها التاريخ منذ جواسيس قيصر روسيا في بدايات القرن ومعظمها من الأجانب المقيمين في مصر والذين يعملون بمختلف المهن ويحملون جنسيات مختلفة وأدركت المخابرات المصرية أنها أمام صيد هائل يستحق كل الجهد المبذول وقررت أن تعد خطتها بكل دقة وذكاء وتستعين بقدرات سمير الثعلبية لسحق الشبكة كلها دفعة واحدة في أول عمل من نوعه في عالم المخابرات بخطة ذكية استطاع سمير إقناع المخابرات الإسرائيلية بإرسال واحد من أخطر ضباطها إليه في القاهرة وهو موسى جود سوارد الذي وصل متخفيا ولكن المخابرات المصرية راحت تتبع خطواته في دقة مدهشة حتى توصلت إلى محل إقامته والي اتصالاته السرية برجلين هما رايموند بترو الموظف بأحد الفنادق وهيلموت باوخ الدبلوماسي بأحدي السفارات الأوروبية والذي ينحدر من أم يهودية ويتولى عملية إرسال العمليات إلي الخارج مستخدما الحقيبة الدبلوماسية بشكل شخصي وبضربة مباغته ألقت المخابرات المصرية القبض علة موسى وتحفظت عليه دون أن تنشر الخبر أو تسمح للآخرين بمعرفته وتمت السيطرة عليه ليرسل خطاباته بنفس الانتظام إلى الموساد حتى يتم كشف الشبكة كلها والإيقاع بكل عناصرها .. راح عملاء الشبكة يتساقطون واحد بعد الأخر والحقائق تنكشف أكثر وأكثر ودهشة الجميع تتزايد وتتزايد ثم كانت لحظة الإعلان عن العملية كلها وجاء دور الإسرائيليين لتتسع عيونهم في ذهول وهم يكتشفون أن الثعلب المصري الشاب سمير الاسكندراني قد ظل يعبث معهم ويخدعهم طوال عام ونصف العام وانه سحق كبريائهم بضربة ذكية متقنة مع جهاز المخابرات المصري الذي دمر أكبر وأقوي شبكاتهم تماما وفكروا في الانتقام من الثعلب بتصفية شقيقه سامي ولكنهم فوجئوا بان المخابرات المصرية قد أرسلت احد رجالها لإعادته من النمسا قبل كشف الشبكة وكانت الفضيحة الإسرائيلية عالمية وكان النصر المصري ساحقا مدويا واستمع سمير إلى التفاصيل وهو يبتسم ويتناول الطعام بدعوى شخصية من الرئيس جمال عبد الناصر واستحق سمير الإسكندراني عن جدارة اللقب الذي أطلقوه عليه في جهازي المخابرات المصري والإسرائيلي وهو لقب الثعلب المصري .

في الختام أقول : أن كل إنسان جندي في موقعه وعليه العمل لأجل الوطن ودحض كل محاولات الاستهداف الخارجي فالدول تتقدم وتقوى بشعبها وتلاحمه مع القيادات الوطنية المخلصة التي تعمل لأجل الوطن .   




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=195002
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 07 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3