• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كتاب السيدة سكينة بنت الحسين للسيد المقرم والقرآن الكريم (ح 5) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

كتاب السيدة سكينة بنت الحسين للسيد المقرم والقرآن الكريم (ح 5)

جاء في کتاب السيدة سكينة ابنة الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين عليه السلام للسيد عبد الرزاق المقرّم: الغناء تحت الحكم: ومن هنا يتجلى للقارىء ان الشريعة المطهرة حرجت على من يدين بها التباعد عن ارتكاب هذه الصفة الممقوتة للمولى سبحانه وتعالى حتى اسقطت منزلة مرتكبها بين الناس فلا تقبل شهادته على جليل وحقير ولا يؤتم به في الصلاة ولا يقدم للاستسقاء والواجب على كل مسلم ردع من يرتكب الغناء أو يسمعه "ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون" (آل عمران 104). وكما منعت الشريعة من ارتكابه اوقفت من يدين بها عن الطعن فيمن آمن بالملة ولم يخرق ناموسها الأكبر وفرضت تأديب من يطغو على مكانة المسلم ويعبث بقدسيته كما أمرته بالكف والسكوت عن الطعن في الناس خصوصاً اذا لم يحصل له الوثوق بهتكهم حجاب الشريعة فقالت: "إن الظن لا يغني من الحق شيئاً" (يونس 36) "ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلاً" (الاسراء 36). وعلى هذا فالسيدة سكينة بنت الحسين عليه السلام بعد ان كانت متدينة بقانون جدها الأعظم صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم لأنها في عداد المسلمين الخاضعين لكل ما جاء به نبي الاسلام عن الوحي المبين فلا يسوغ لأي مسلم التفوه في حقها بما يخرجها عن صراط الشريعة ما لم يثبت بطريق واضح لا تعكر فيه فان من قال في مسلم كلمة هجر فقد خرق ستر الله وايذاء المسلم اذى لرسول الله ومن آذى رسول الله آذى الله تعالى. واحاديث الغناء التي سجلها ابو الفرج على هذه الحرة العفيفة مروية عن آل الزبير الذي عرفت عداوتهم لآل علي عليه السلام وتهجمهم على مقدساتهم بكل ما لديهم من حول وطول مع انه لم يأت أثر يشهد بتعديها على نواهي أخيها زين العابدين فانها كانت تساكنه في بيته ونظراته الرحيمة تلحظها ليلاً ونهاراً وبعده كانت في كنف الامام ابي جعفر الباقر وابنه ابي عبدالله الصادق عليه السلام فهل يتصور احد أن الأئمة ينهون الناس عن مزاولة الغناء ويقول الصادق عليه السلام لمن كان يستمعه وهو في (المرحاض) ما أسوء حالك لو اتاك الموت وانت على هذا الحال ثم يذرون بناتهم ونساءهم مع الهوى كلا انه طغيان على حرماتهم وتعدي على مقام الخلافة الآلهية "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" (الشعراء 227).

جاء في کتاب السيدة سكينة ابنة الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين عليه السلام للسيد عبد الرزاق المقرّم: انا وجدنا في أخبار النساء العاديات من تغار على نفسها من الاختلاط بالأجانب أما خضوعاً منهن لناموس الدين أو جنوحاً الى غريزة العفة فمن ذلك ان امرأة عربية كانت عند بعض القرشيين فدخل عليها خصي لزوجها وهي واضعة خمارها فحلقت شعر راسها وقالت: ما كان ليصحبني شعر نظر اليه غير ذي محرم. ومرت امرأة عربية بقوم من بني نمير فأداموا النظر اليها فقالت يا بني نمير والله ما اخذتم بواحدة من اثنتين لا بقول الله تعالى إذ يقول: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم" (النور 30). ولا بقول جرير. فغض الطرف انك من نمير * فلا كعباً بلغت ولا كلاباً. ودخل خادم على سكينة بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فغطت رأسها منه فقيل لها انه خادم قالت هو رجل منع شهوته ومن المقطوع به ان سكينة هذه ابنة الحسين فان أهل النسب وعلماء التاريخ لم يذكروا في أولاد علي بن ابي طالب سكينة. ودخل معاوية على زوجته فاخته ومعه خصي وكانت مكشوفة الرأس فلما رأته غطت رأسها فقال لها معاوية انه خصي فقالت له اترى ان المثلة به أحلت له ما حرم الله عليه فعلم الحق معها فلم يجز لخادم الدخول الى حرمه ان كان كبيراً. وكيف تتنكب سكينة عن سنن جدها الرسول صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم وتعاليم خليفته أمير المؤمنين عليه السلام وهي المتربية في بيت أخيها الامام زين العابدين وابنه الباقر عليه السلام والمتأدبة بالآداب الآلهية وهي بعين رعايتهم ولكن الرواة ابوا إلا الاسترسال وتشويه تلك السمعة الطيبة بما شاء لهم الهوى. وعلى هذا فاعرف حديث اجتماع الشعراء معها فيما رواه مصعب الزبيري العدو لبني هاشم ولا تذهب بك الظنون ايها الحاذق الفطن. "ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير" (البقرة 120).

وعن تشكيك معاوية بالرسالة يقول السيد المقرم في كتابه: وقبله معاوية بن أبي سفيان فقد تجرأ على قدس الرسول صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم لما سمع المؤذن يشهد بالرسالة فقال لله ابوك. يا ابن عبدالله لقد كنت عالي الهمة ما رضيت لنفسك إلا ان تقرن اسمك مع اسم الرب تعالى وهذا الكلام منه يدلنا على تشكيكه بالرسالة مع ان الرسول في الأحكام الشرعية وغيرها "ما ينطق عن الهوى * ان هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى" (النجم 3-5). والآذان من الأحكام المنزلة من آله العالمين ومصعب بن الزبير قتل بالعراق سنة 71 هـ ج قبل شهادة زين العابدين باربع وعشرين سنة وسكينة مدة حياة أخيها تسكن في بيته لا تفتر عن البكاء على أبيها المظلوم الممنوع من الورود كلما تشاهد أخاها الحجة زين العباد حزين القلب باكي العين على أبيه سيد شباب أهله الجنة والبهاليل من أهله وصحبه. ومما يشهد لذلك ان يزيد بن معاوية مع طغيانه وتهتكه وعدم ايمانه برسالة الإسلام والنبي المبعوث بها كما أفصح عنه شعره الدائر بين الناس ولأجله استوجب مؤاخذة العلماء عليه وحكمهم بكفره وزندقته واستحقاق اللعن حتى قال العلامة الألوسي ان مجموع ما فعله مع أهل حرم الله وحرم نبيه صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم وعترته الطيبين الطاهرين في الحياة وبعد الممات ليس باضعف دلالة على عدم تصديقه من القاء ورقه من المصحف الشريف في قذر والظاهر انه لم يبث واحتمال توبته أضعف من ايمانه فانا اذهب الى جواز لعنه على التعيين ومن لم يرض بلعنه على التعيين فهو الضلال البعيد الذي يكاد يزيد على ضلال يزيد.

وعن الشعبي يقول السيد عبد الرزاق المقرم: يتحدث المؤرخون أن الشعبي من صنايع الأمويين يرتع في دنياهم ويسير على رغباتهم تولى المظالم بالكوفة من قبل بشر بن مروان أيام ولايته من قبل عبدالملك وتولى القضاء بالكوفة من قبل عمر بن عبد العزيز فهو مرواني النزعة لا يتحرج من كذبة ولا يبترم من خطل ولا يعرف حرمة الشريعة المطهرة فكان يسمع غناء ابن عائشة فيقول متعجباً منه يؤتي الله الحكمة من يشاء وكان ابن سريج يغني له فقيل له من هذا قال هذا الذي اوتي الحكم صبيا ولم ينكر ابو منصور البغدادي سماعه الغناء المحرم في الكتاب والسنة واجماع الشيعة والسنة ولم يخف هذا الحكم على الشعبي ولكن "من يضلل الله فلا هادي له" (الأعراف 186) "وليحملن اثقالهم واثقالاً مع اثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون" (العنكبوت 13). ولذلك تراه معرضاً عن الولاء لأمير المؤمنين وابنائه المعصومين يحدث ابن مطرف الكناني بسنده عن اسماعيل بن ابي خالد انه سمع الشعبي يحلف بالله ويقول دخل علي بن ابي طالب حفرته ولم يحفظ القرآن وتقزز ابن فارس من هذه الجرأة على باب مدينة علم الرسول فقال هذا كلام شنيع جدا فيمن يقول سلوني قبل أن تفقدوني سلوني فما من آية إلا اعلم بليل نزلت ام بنهار في سهل ام في جبل




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=195204
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 07 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3