عزيزة هي المرأة فقد كرّمها الاسلام ورفع شأنها بعد ان كانت تعيش في جاهلية سحيقة تُمتَهن كرامتها وتتاجر بها وبمستقبلها وبعزتها.

ومنذ بدء الثورة الصناعية في اوربا واستيلاء الرأسمالية على الانظمة الاقتصادية في الغرب وظهور الطبقة البرجوازية التي لا تهتم الا بمصالحها وتنمية اموالها وظهور السينما بدأت ظاهرة استغلال المراة وجسدها وانوثتها في الاعلام والسينما والاعلانات التجارية من اجل تحقيق المزيد من الارباح للبرجوازيين اصحاب رؤوس الاموال ، وتشعبت وتنوعت مظاهر استغلال المرأة وانوثتها في مجالات شتى كالازياء والعطور والمكياجات والاعلانات التجارية لمختلف السلع والبضائع حتى ان العديد من الاعلانات ذات مضامين بعيدة عن المرأة وعن موضوع انوثتها ومع ذلك يتم حشرها في الاعلان حشراً لجذب الانظار والتسويق للبضاعة فأصبحت المراة مجرد اداة تجارية تحقق لأصحاب المصالح المزيد من الارباح.

ومن الغريب ان منظمات الدفاع عن المرأة وحقوق المرأة واعياد المرأة لا تهتم بهذه القضية بصورة جدية وتركز على القضايا المتعلقة بالدين حصراً كتعدد الزوجات والميراث وحق العمل الذي يتيحه الدين اصلاً. فلماذا اختارت المنظمات النسوية الاصطدام بالقضايا الدينية واهمال معالجة القضايا المتعلقة بكرامة المرأة وحقوقها الاجتماعية والانسانية ! هل يعني ذلك إنّ الذين يحركون ويدعمون المطالبات النسوية وحقوق المراة هم نفس البرجوازيين الذين يريدون تنمية المزيد من الارباح من خلال نزع حجابها وتشجيعها على ارتداء الازياء المتنوعة والفاضحة واستعمال المزيد من العطور والمكياجات خارج المنزل لتحقيق المزيد من الصفقات والارباح.

ألم يحن الوقت لمجلس النواب ولاسيما العضوات النساء فيه ان يطالبن بتشريع قانون يمنع الاعلانات التي تمس انوثة المرأة ويمنع استخدام المراة كسلعة في الاعلانات التجارية كافة. ولماذا لا ترفع منظمات المجتمع المدني اصواتهن عالياً ضد استغلال المرأة في الاعلانات التجارية ، ولمصلحة مَن سكوتهن على قضية استغلال انوثة المرأة واستعبادها المعنوي في حين يرتفع ضجيجهن من اجل قضايا اخرى قد يزلزل تحريكها وإقرارها الامن الاجتماعي والاستقرار العائلي كالحجاب والارث والزواج بسن مبكر !

الم يحن الوقت للمزيد من الاهتمام بكرامة النساء وحق معيشتهن وعملهن بدون استغلال من اي جهة كانت ، ولطالما عانت المرأة من شتى انواع الاستغلال التجاري ولا بدَّ ان نعمل جميعاً من اجل القضاء على هذا الاستغلال البغيض.