• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : انصاف المتفقّهين عقبة في طريق الطالبين .
                          • الكاتب : رياض السيد عبد الأمير الفاضلي .

انصاف المتفقّهين عقبة في طريق الطالبين

 العلوم الدينيّة كثيرة ومتعدّدة وفروعها متشعّبة وهذا ما يجده كلّ من له نوع معرفة بشأن أهلها، فضلاً عن أبناء بجدتها، وأصحاب الباع فيها ممّن وفقهم الله تعالى لبلوغ المراتب العالية فيها، ولكن لا يدرك ذلك عدّة فئات.
 منهم أهل العناد والتوهين، ومثلهم السطحيّون الذي لم يحضروا عن أهل الموازين والجديّة في طلب العلم وكذلك المغترّون بمناهج لم يدركوا فسادها وبطلانها واخفاقها، إنّما يميلون إلى كلّ مدعٍ موبوء اصابه وباء التدليس و الاشتباه، وهذا الصنف لا تفتأ أن يخلط بين موازين العلوم الدينيّة بقصر النظر عن الآلية منها وغير الآليّة.
   والأدهى تصديهم للدفاع عن مناهج اصحابهم قبل بلوغهم مراحل سبر غور تلك العلوم التي لا يصل إلى حقيقة ثمارها إلّا من يعبرون عنه كبار العلماء بالمرتبة السامية يعبّر عنه قد بلغ المكانة العالية أو أنه حجّة الاسلام وامثال هذه الكلمات الشريفة التي يجدها من يحبّ أن يراها في إجازات الإجتهاد الشفاهيّة منها أو الخطيّة.
    يأتي طويلب لا نعرف أصل دراسته، ولا فصل تحصيله العلميّ، يخفي كثير من معرّفاته وينصب نفسه قيّماً على تعامل أهل العلوم مع علومهم، يخلط الحابل بالنابل من خلال انتقاء ما يقوى به حشوه، ويشيّد به زقورة ضلالته، ساكت عن المدّعين، محارب لكلمات أهل الموازين، تراه يحاسب المطلب التاريخي بالميزان الفقهيّ، وهذه عند الطلبة بلطانها من البديهيات، وذلك لإختلاف الموازين والأدوات التي يتعامل بها في الحقلين العلميّن المختلفيّن في كثير من الموارد إن لم تكن الأغلب، فتراه يتخبط تخبطاً مضرّاً به وبمن يتابعه.
    ما هكذا تورد يا سعد الإبل، أين درسك؟ أين تحصيلك؟ مالنا لا نرى أثره؟ وهذه خطوته ما هي إلّا ثمرة من ثمرات أحد المدّعين الذي عاثوا في العقول فساداً، قد ملئت الإحن قلبه، وظهرت بذلك منه حسيكة الحقد وطلب الثأر والانتقام الذي اوهمه به الشيطان.
    ليس كلّ من بحث عن مصدر كلام فهو محقّق، وليس كل من طالع كتاباً صار عالماً، وليس كل من جمع معلومات سمّي صاحب علم، فكم من طالب يأخذ كتبه ويرجعها محزومة مرزومة لا يعلم الداعي من كتابتها، ولا ضرورة وجودها، ويبدو أن هذا من هؤلاء.
    يتربص بشخصيّات الجد والاجتهاد الدوائر، يقتطع من هنا ويأخذ من هناك بلا تفقّه ولا معرفة، يريد التعامل مع الرواية التاريخيّة كما يتعامل مع الرواية في باب الأحكام، وقد أكثر من قول هذا ثقة وهذا ليس بثقة وهو لا يدري مناشىء الوثاقة، ويحاسب القائل وفق منهج على منهج هو يرتضيه وما هذا إلّا خلط واضح وجهل فاضح، نعم لا تعجب إنّهم أشباه الطلبة وإنصاف المتفقّهين، محققون افتراضيون أبرزهم أهل الادعاءات الباطلة، هكذا هم التليجراميّون من سكّان الذاكرة السحابيّة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=195618
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 08 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3