حاربت الكنيسة المسيحية منذ زمن بعيد العِلم والعلماء، ودعت إلى قتلهم والتبرؤ منهم لمجرد أنهم يدعون إلى العلم والمعرفة والاكتشافات الجديدة في العلوم المتعددة ومنها الكيمياء والأحياء وعلم الفلك؛ ما اعتبرته الكنيسة شعوذة وسحرًا وتهجمًا على الدين!
وقد نتج عن ذلك علماء وطلاب علم يبغضون الدين المسيحي ويمقتونه ..
هذه هي علمانية الغرب باختصار .
نعود إلى زمن الإمام الباقر "عليه السلام "حيث سُميَ الباقر لأنه بقر العلم بقرًا ، فلقد استغل (عليه السلام) عدم تشدد الخلفاء في وقته وصار يسقي طلبته مختلف أنواع العلوم وأكمل طريقه ولده الإمام جعفر الصادق (عليه السلام )حتى تخرج من مدرستهما مئات الطلاب والعلماء الذين يشار إليهم بالبنان إلى الآن منهم جابر بن حيان وابن سينا وغيرهما الكثير .
لم يحارب الإمام الباقر العلوم الأكاديمية كالطب والكيمياء والفيزياء والرياضيات وعلم الأحياء والفلك بل هو الذي أسس لها ..
ولكن ماذا نتج اليوم عن فكر الإمام الباقر وعلومه الجمّة؟
أن أصبح لدينا علمانيون يبغضون الدين،
لا لشيء .. إلا لأن علمانييّ الغرب يبغضون دينهم ويمقتونه!
أخوتي العلمانيين .. يا علمانييّ الشرق ..
إن كان علمانيو الغرب قد مقتوا دينهم ونقموا عليه فهذا لا يعني أن تقلدوهم في كل شيء ..
دينكم شجع العلم وقدسه وجعل الأئمة أنفسهم معلمين وأساتذة لشتى العلوم فلماذا تمقتون الدين وتنفرون منه؟
هذه دعوة لكل مثقفي وعلمانيي الشرق أن يتوغلوا في معرفة رجال العِلم الحقيقيين وأن يعلموا أن علمانية الشرق سبقت علمانية الغرب بعشرات القرون، لكننا مع الأسف سمحنا لأنفسنا أن نكون علمانيين مُقلدين للنسخة الغربية ليس إلا!!!
|