بآل محمد عرف اليقين ـــــــــ وفي ابياتهم نزل الامـــــين
ولا سيما ابيهم ذو المعالي ــــ علي التبر والـــــدر الثمين
ففي الهيجاء خواض المنايا ـــــ ويوم السلم عُدَ مستكين
هم الامراء على كل البرايا ــ بأمر الله والحصن الحصين
لهم خَلَق الالهُ الخلقَ حتى ــــــ عليهم انزل الذكر المبين
وهم باب النجاة لكل مؤمن ـــ وعقدة حبهم حسبي وديني
هم السر الخفي بلا خفاء ـــــ ووجه الحق والبلد الامين
وما يهواهم الا تقي ــــــــــــــ وما يبفضهم الا خــؤون
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ(19 ال عمران )
قبل ان نخوض في تفسير الآية المباركة نتعرض الى نقطة مهمة وردت في صدر الآية ,هي قوله[ ان الدين عند الله الإسلام] فما الفرق بين الاسلام وبين الايمان..؟ ومن هو الافضل ..؟
** يُستفاد من الروايات الواردة عن الأئمّة (ع) ان هناك اختلاف بين الإيمان والإسلام ;الإيمان هو{ التصديق القلبي الذي تقره النفس} ويعتبر اعلى من الإسلام ،لانّ الإسلام هو: التشهّد بالشهادتين باللسان والعمل بالشرع ظاهراً . عَن عبد الله ابن عُمَر قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ{ص}: أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ. ــ َعَنْ أَبي هُريرةَ قالَ: لمَّا تُوُفي رَسُولُ اللَّهِ {ص}، وجاء زمن ابي بَكْر، كَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ العربِ، فَقَالَ عُمرُ كيفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقدْ قَالَ رسُولُ اللَّهِ{ص}: أُمِرتُ أَنْ أُقاتِل النَّاسَ حتَّى يَقُولُوا لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّه فَمَنْ قَالهَا، فقَدْ عَصَمَ مِني مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلاَّ بِحَقِّه، وَحِسَابُهُ عَلى اللَّهِ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: واللَّهِ لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاةِ والزَّكاةِ، فإِن الزَّكَاةَ حَقُّ المَالِ. هذا اول اجتهاد في الاسلام هتكت فيه دماء واعراض!!فقَالَ عُمرُ قد رَأَيْتُ اللَّه شَرَحَ صَدْرَ أَبي بَكْرٍ للقِتَالِ، فَعَرفْتُ أَنَّهُ الحَقُّ.
**عن أَبي أَيوبَ الانصاري أَنَّ رَجُلًا قَالَ للنَّبيِّ[ص]: أَخْبِرْني بِعَملٍ يُدْخِلُني الجَّنَةَ، قَالَ: تَعْبُدُ اللَّه وَلاَ تُشْرِكُ بِه شَيْئًا، وتُقِيمُ الصَّلاةَ، وتُؤْتي الزَّكاةَ،. وبعد سنوات تبنى ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية رأي أهل الحديث [عدم الفصل بين الاسلام والايمان] وتبنى هذا الراي المصدر(ابن تيمية وموقفه من أهم الفرق والديانات}. راي ابي بكر وراي ابن تيمية يتعارض مع قوله تعالى:[ وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْر إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ].
تبدأ السّورة بقسم بالعصر. وهو وقت معين من النهار وراي يقول العصر هو{مطلق الزمان والتاريخ}كأن نقول عصر الرسول{ص} وعصر الجاهلية . وذكر المفسّرون ان الآية تتحدث عن خسران كلّ الناس ثمّ تستثني مجموعة واحدة من الأصل العام، [منهج ذو أربع مواد]: هن الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر،ــ هذه الاُصول الأربعة هي عقيدة الإسلام. ما يهمني بهذا النص كلمة{ التواصي بالحق} كل طرف يقول انه مع الحق. يقول رسول الله{ص} {عَلِيٌّ مَعَ الْحَقِّ وَالْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ}،هذه رواية تُشير إلى قول رسول الله (ص) أنَّ الإمام علي (ع) مع الحق والحق معه (ع)، وورد مضمون هذا الحديث بتعابير مختلفة ومناسبات متعددة، واعتبرته بعض الشيعية وبعض المصادر السنية من الأحاديث المتواترة. إلا ابن تيمية نفى صدور هكذا أحاديث عن الرسول (ص) حتى بإسناد ضعيف. وتناسى احتجاج الإمام علي (ع) واحقيته بالخلافة في اجتماع أعضاء الشورى بعد وفاة عمر بن الخطاب. واستدل بعض الصحابة بهذا الحديث لإثبات احقية الإمام علي (ع).بكل افعاله.
***راي ائمة اهل البيت في الاسلام والايمان : الباقر{ع) قال:[الإيمان ما استقرّ في القلب وصدّقه العمل بالطاعة لله], اما الإسلام هو كل قول أو فعل الذي عليه عامة الناس وبه حقنت الدماء وجرت المواريث وجاز النكاح واجتمعوا على الصلاة والزكاة والعبادات فخرجوا من الكفر إلى الإيمان . في رواية عن الإمام الصادق (ع) في بيان التفريق بين الإيمان والإسلام يقول : « الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس : شهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّ محمّـداً عبـده ورسوله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحجّ البيت وصيام شهر رمضان ; هذا الإسلام .{اما الإيمان هو ما استقر من معرفة الله ورسوله وال بيته والقران في النفس} الكافي 2 / 24 .
*** بعد هذه الجولة اعود الى الآيات الكريمة. تعرضت الآيات لعقيدة أهل الكتاب وهم الامم التي سبقت الاسلام .وهم اليهود والنصارى, وفيهم نزلت معظم السور وإليهم يعود.قوله تعالى: { إن الدين عند الله الإِسلام },وقد تحدثنا عن معنى الإِسلام حسب ..فيكون المعنى:{ إن الدين عند الله واحد لا اختلاف فيه لم يأمر عباده إلاَّ به, ولم يبين لهم فيما أنزله على أنبيائه إلاَّ ما جاء في القران. فدين الاسلام: يعني [التسليم للحق في الاعتقاد وحق العمل,!!! وبعبارة أخرى هو التسليم للبيان الصادر من مقام الربوبية في العقائد والأحكام, اما اختلاف الشرائع بالزيادة والنقص دون التضاد والتنافي,] وبجميع الكتب المقدسة {أنها تسليم وإطاعة لله سبحانه فيما يريده من عباده على لسان رسله}.هذا هو الدين الذي أراده الله من عباده وبينه لهم ,من خلال الانبياء والكتب المقدسة ..أما اختلاف أهل الكتاب بين اليهود والنصارى في الدين رغم وجود كتابين مقدسين عندهم هما التوراة اليهودية والانجيل المسيحية .. وما اختلف الطرفان مع القران الكريم .
ـــ كون الدين واحداً وهم عالمين بذلك, وإنما حملهم على ذلك بغيهم وظلمهم من غير عذر فكفروا بآيات الله التي بينها لهم بشكل جلي وواضح فهم يعرفون الأمر وحقيقته ويعترفون به, ولكنهم كفروا بآيات الله .. ما معنى كلمة كفر..؟ اتفقت المعاجم العربية ان معنى «كَفَرَ» في اللغة هو [السَّترُ والتَّغطيَةُ] فكل «تغطيةٌ تامة لشيء لا يظهر منه شيءٌ ,و هناك معانٍ فرعيَّة لكنها ترجع في النهاية إلى هذا الاصل الواحد، فيقال لمن غطَّى درعه بثوبٍ: قد كفر درعه، والكافر: الليل والبحر، ومغيب الشمس. وكل شيء غطى شيئاً فقد كَفَرهُ ,,يقال للزارع الفلاح كافر لأنه يغطي الحب بالتراب جاء في القرآن: ﴿ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ).
الآية ذكرت كلمة بغي في القران{ جاء بغيا بينهم} فما معنى البغي ..؟ الباغي معناه الخارج على القانون والمجتمع : { والباغي هو من زاد عن حده في الظلم}وتطلق على الفِئَةُ الباغيةُ: هم الجماعة الظالمة في الحديث:{ وَيْلَ عَمارٍ، تقتلُه الفئة الباغية}. وهذه الفئة معروفة.!!
*** هنا نسال.. كيف يكون العلم بغيا بين العلماء. ثم يصدقهم الناس. فتكون كلمتهم دليل عمل وتصبح سنة ومذهب ضمن ذلك الدين .امثلة: ، ((نشأت المسيحية في بيئة يهودية.))تاريخ اليهود ينقسم الى قسمين الاول يسمى العهد القديم . ويحكي تاريخ موسى{ع} ودوره في نشر اليهودية والصحف التي نزلت عليه.. والقسم الثاني اسمه العهد الجديد. ويتحدث عن الفترة التي ولد فيها عيسى {ع} الى اخر عهده.
** يظهر في بداية كتابة تاريخ تلك الفترة. ان المسيحين كانت في كتبهم نصوص مادحة لليهود كأمة أبرزها: «قد منحوا التبني، والمجد، والعهود، والتشريع، والعبادة، والمواعيد، ومنهم كان الآباء، ومنهم جاء المسيح حسب الجسد" رؤ 9:5] وفي القرن الأول وبدايات القرن الثاني كانت النصرانية تعتبر «طائفة يهودية»؛ رغم ذلك فإنه منذ أيام المسيح، حتى عهود قريبة، كانت العلاقة بين المسيحيين واليهود متوترة، وقد اضطهد اليهود المسيحيون في عدة اماكن .. [وبداية من القرون الوسطى اضطهد المسيحيون اليهود، فطردوهم خارج المدن]، وفرضت عليهم مناطق سكن معينة، ومنعوا من ممارسة بعض المهن،!! وارتكبت مذابح بحقهم. في القرن العشرين،بعدها وجهت الكنيسة اعتذارًا عن مآسي اليهود التي حصلت «بسبب تقصيرها في حمايتهم»، ثم تكاثرت التصريحات، على سبيل المثال تصريح يوحنا بولس الثاني عام 1986، الذي يعتبر جزءًا من التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية: «بالنسبة إلينا، ليست الديانة اليهودية ديانة خارجية، بل إنها تنتمي إلى قلب ديانتنا، وعلاقتنا بهم تختلف عن علاقتنا بأي دين آخر.».
الثقافة الاجتماعية في المسيحية مستوحاة من الكتاب المقدس، لاسيّما الوصايا العشر التي نزلت على موسى في طور سيناء، وهناك كتب الستة والأربعين الأولى مشتركة بين اليهود والمسيحيين، يطلق عليها اليهود اسم {التناخ} واضافوا اليها سبعة وعشرين كتابًا سميت العهد الجديد.
**العلاقة بين المسيحية واليهودية : العلاقة الإنسانية بين الطرفين فقد اتسمت بالتقلب: بدأت مع اضطهاد اليهود للمسيحيين منذ أيام يسوع ودوراليهود في صلبه،لوقا 2/22] بعدها قام ذو نواس اليهودي بقتل مئات الألوف من المسيحيين في اليمن ، لكنه بدءًا من القرن الرابع أخذت المسيحية باضطهاد اليهودية، فطرد اليهود أولاً من الإسكندرية وعاشوا خلال الإمبراطورية البيزنطية خارج المدن الكبرى. وفقًا للمؤرخين يتفق الباحثون أن اليهود والمسيحيين في العالم المسيحي اللاتيني عاشوا في سلام نسبي مع بعضهم البعض حتى القرن الثالث عشر.حين ايدت الكنيسة لمسيحية البيان الرسمي الذي نص على: ان المسيحية واليهوديةبأنه لا يجوز لأي مسيحي استخدام العنف لإجبارهم -اليهود- على المعمودية، طالما أنه يرفض التعميد. وبقيت العلاقة متوترة بين اليهود والمسيحين لغاية اعتراف الفاتيكان بدولة اسرائيل عام 1993وتمّ تبادل التمثيل الديبلوماسي بين الفاتيكان وإسرائيل، تلاها زيارة البابا إلى القدس سنة 2000؛ ورغم هذا التحسن فلا تزال بعض الخلافات قائمة في العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية وإسرائيل حول ملكية المقدسات المسيحية، وبعض النصوص الدينية التي تقرأ عادة في كل أسبوع ..تصف اليهود بأوصاف مشبوهة؛ أما في الكنيسة الأرثوذكسية، فأنها تقف ضد أي تحسن في العلاقات مع اليهود، هذه العداوة والدماء والظلم ما جاء عن فراغ بل تحددت المواقف بسبب عقيدة تختلف عن الطرف الاخر..
** ومن اشهر الاختلافات التثليث .. فالمسيحية كما يقول المحللون ديانة دخلها التحريف والتبديل وتحولت إلى ديانة وثنية تؤمن بـ (الثالوث) أي : ثلاثة آلهة، هم : الآب ، والابن ، والروح القدس ، ويسمون هؤلاء الثلاثة بـ "الأقانيم الثلاثة" فقالوا : الآب شخص والابن شخص ، والروح القدس شخص ، ولكنهم ليسوا ثلاثة أشخاص ، بل شخص واحد !!ويقولون: الآب إله ، والابن إله ، والروح القدس إله ، ولكنهم ليسوا ثلاثة آلهة ، بل إله واحد !!هنا تقف عقول البشرية كلها عاجزة عن إدراك هذه المعادلة المستحيلة .واعترف النصارى بأن العقل لا يتمكن معرفة ذلك .
***اليهود وعقيدتهم : اليهود كتابيون موحدون، وهو الأصل. ولكنهم توجهوا إلى التعدد والتجسيم والنفعية، مما أدَّى إلى كثرة الأنبياء فيهم؛ لردهم إلى جادة التوحيد بما أصابهم من انحراف في مفهوم الألوهية. يداية اتخذوا العجل معبوداً لهم بُعَيْد خروجهم من مصر، يروي العهد القديم أن موسى رمى لهم عصا فاصبحت حية، فعبدها اليهود لذلك الأفعى مقدسة لديهم؛...الإله لديهم سموه يهوه، وهو ليس معصوماً، بل يخطئ ويثور، ويندم، وهو من يأمر بالسرقة، وقاس متعصب، مدمر لشعبه، إنه إله بني إسرائيل فقط، [هو عدو للآخرين، ويزعمون أنه يسير أمام جماعة من بني إسرائيل في عمود من سحاب].وعندهم عزرا هو الذي أوجد توراة موسى بعد أن ضاعت بسبب سبي بابل ، وهو من امر اعادة بناء الهيكل فسُمِّي عزرا ابن الله، فنسبوه ابنا لله:[وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ]وجرأتهم على الله كقولهم:{إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء}وقولهم: يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ وقولهم [لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً ] وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ. ومن ةخرافات عقائدهم {أن الله ندم على خلق البشر، ومرض حتى عادته الملائكة، وأنه بكى حتى رمد من كثرة البكاء، لما رأى من معاصي البشر} وعشرات العقائد والخرافات منها{أنهم يرون أن النبوة لا يستحقها إلا من كان منهم، ويرشحونه للنبوة، لذلك إذا جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون وهم من نسبوا اعمالا قبيحة للأنبياء منها إن نبي الله هارون صنع عجلاً وعبده مع بني إسرائيل ،وإن إبراهيم{ع} قدَّم امرأته سارة إلى فرعون حتى ينال الخير بسببها. ومن ذلك قولهم: إن لوطاً شرب الخمر حتى سكر ثم قام على ابنتيه، فزنى بهما الواحدة تلو الأخرى, وأن روابين زنى بزوجة أبيه يعقوب، ويعقوب علم بهذا الفعل فسكت. وداود زنى بزوجة رجل من قواد جيشه، ثم دبر حيلة لقتل الرجل، فقتله، وبعدئذ أخذ داود الزوجة وضمَّها إلى نسائه فولدت سليمان. وأن سليمان ارتد آخر عمره، وعبد الأصنام وبنى لها المعابد. هذه المخازي نسبها اليهود إلى أنبياء الله فعلوها مرض قلوبهم وخبث نواياهم، وليسهل عليهم تسويغ ذنوبهم ومعايبهم عندما ينكر عليهم منكرٌ، أو يعترض عليهم معترض. وهم لا يعترفون بنبوة محمد{ص}ويزعمون أنه لن يدخل الجنة إلا من كان من اليهود، وأن العاصي منهم مهما فعل لن يدخل النار إلا أياماً معدودات.
متى بدأ الاجتهاد مقابل النص واختلاف الامة : هناك اجتهادات كتب عنها انها حدثت في زمن الرسول{ص} لان القاعدة الشرعية في القران تقول .. { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}فسروا الكلمة بمعنى [ما أعطاكم من مال الغنيمة فخذوه وما نهاكم من الأخذ فانتهوا] هذا راي الحسن البصري والسدي. {فتحولت كلمة اتاكم الى اعطاكم}بهذا التفسير ذوب نص سماوي وابعد وجوب التمسك بكلام الل ورسوله . هذه القاعدة الاساسية التي طعنت بكلمة الله والرسول {ص} ..
** كتب الدكتور خالد محمد عبد الواحد حنفي رسالة دكتوراه عنوانها اجتهادات عمر بن الخطاب دراسة أصولية , يقول فيها حاولت الجمع بين الاستفادة من كتب المتقدمين والمعاصرين في النقل والتوثيق. في تطبيق الفروع الفقهية على الاجتهادات العمرية، واضعاً نصب عيني قول المعصوم:"إذا {حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر}" هذا الحديث ضمن الاحاديث المختلف عنها . وهو متعارض مع قوله تعالى:[ فسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون] وقد نقل هذا الحديث أحمد بن حنبل في مسنده عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب، فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر)( مسند أحمد ج 4:ص 198 حديث عمرو بن العاص. ).
هذا الحديث لم يرد في كتبنا المعتبرة، واشتهر عن الإمام الباقر(ع): (من أفتى الناس بغير علم ولا هدى من الله لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ولحقه وزر من عمل بفتياه)( وسائل الشيعة: 27 220 حديث كتاب القضاء الباب).من المعلوم أنّ معاوية ويزيد وامثالهم لم يكونوا أهلاً للعلم والاجتهاد كما يصوّره بعضهم من أنّ يزيد اجتهد فأخطأ في قتله الحسين(ع).
** المبحث الثاني : الاجتهاد من عصر النبوة إلى خلافة عمر والمبحث ** المبحث الثالث: قول الصحابي وحجيته في التشريع الاسلامي.
ـــــ هذه الرسالة تكشف بشكل واضح اجتهاد الصحابة في الاسلام .. يقول :حرص الخليفة عمر أن يكون المنهج جماعي في الاجتهاد، واعتبره الأسلوب الذي ينبغي أن يسير عليه ولاة الأمور في الأقاليم؛ فقد كان يوصي ولاته باتباع هذا الأسلوب، ومن ذلك ما قاله لشريح القاضي: "اقض بما استبان لك من قضاء رسول الله{ص}فإن لم تعلم اقض بما علمته من الأئمة المهتدين فإن لم تعلم, ما قضت به أئمة المهتدين فاجتهد رأيك واستشر أهل العلم والصلاح."..!! الغي موضوع الرجوع لاهل الذكر. كما لوحظ في الاجتهادات التي ذكرت عن عمر أنه ما كان ينفرد دوما برأيه إنما كان يحاول أن يشرك غيره من الصحابة معه، ويقبل مراجعتهم له، وهذا دليل انه لم يعرف اصل الحكم ولذا يرجع عن رايه .
مثل الحكم في تقسيم الأرض المفتوحة على الغانمين في خلافته فاختلفوا فيما بينهم. فاتخذ القرار بنفسه. ولم يشركهم بالامر..
كذلك في عدم تطبيق حد الزنا لامتناع شروطه، وكذا في مسألة جمع القرآن، وفي دية الجنين الذي سقط بسبب خوف أمه من عمر، فاستشار في ذلك عليا وعثمان، فاختلفا ثم أخذ برأي على{ع} وما يتصل بالحروب في العصر الحديث، كمسألة خطف الرهائن وغيرها. ومن اهم الاستنباطات التي ادخلت في الاسلام .. هو القياس..
كان القياس مركوزا في رأس عمر منه الموقف الذي حدث له وهو صائم، عندما قبَّل زوجته، وجاء يسأل النبي{ص}عن جابر بن عبد الله قال: قال عمر بن الخطاب: "هشِشت فقبلت وأنا صائم، فقلت: يا رسول الله، صنعت اليوم أمرا عظيما، قبلت وأنا صائم؟. قال: أرأيت لو مضمضت من الماء وأنت صائم؟ قلت: لا بأس به. قال الخطابي: "في هذا إثبات القياس والجمع بين الشيئين في الحكم الواحد؛ لاجتماعهما في الشبه، وذلك أن المضمضة بالماء ذريعة لنزوله الحلق ووصوله إلى الجوف، فيكون فيه فساد الصوم، كما أن القبلة ذريعة إلى الجماع المفسد لصومه، فإذا كان أحد الأمرين منهما غير مفطر للصائم فالآخر بمثابته" .
يقول الدكتور خالد محمد:ظن بعض الدارسين للشريعة الإسلامية أن عمر بن الخطاب خالف نصوص الكتاب والسنة، للمصلحة التي رآها، أو لتغير الزمن، وهو صاحب المقالة المشهورة .. عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: متعتان كانتا على عهد النبي{ص} فنهانا عنهما عمر فانتهينا. صححه الأرناؤوط.. ومن اخطر الاجتهادات التي حدثت في التاريخ . اجتهاد عمر بن سعد بقتل الحسين{ع} ثم يتوب بعد قتله.. عرض عليه عبيد الله بن زياد امارة الجيش. فتردد اولا ثم طلب مهلة ليلة واحدة . كان يقول فيها: فواللّه ما أدري وإني لحائرٌ/ أفكّرُ في أمري على خطرينِ/أأتركُ ملكَ الرّيِّ والرّيُّ منيتي/أم أرجعُ مأثوماً بقتلِ حسينِ/حسينُ ابن عمي والحوادثُ جمّةٌ/ لعمري ولـي في الرّيِّ قرةُ عينِ/وإنَّ إلهَ العرشِ يغفرُ زلّتي/ ولو كنتُ فيها أظلمَ الثقلينِ/يقولونَ إن اللّه خالقُ جنةٍ/ ونار وتعذيب وغل يدين/ فإن صدقوا فيما يـقولـون فإنني/أتوبُ إلى الرحمــنِ من سـنتينِ /وإن كذبوا فزنا بدنيا عظيمةٍ// وملكٍ عظي / عظيم دائمِ الحجلينِ... هذه واحدة من سقطات اذا اصاب له حسنتان وان اخطأ فله حسنه .. فأزيح العلم واهل البيت{ع} وعمر بن سعد هو الذي اشعل الحرب حين اطلق سهما وقال اشهدوا لي عند الامير اني اول من رمى . ولا زالت السهام تطلق على شيعة الحسين الى يومنا هذا .. ومن مظاهر السهام .. اعتبر بنو امية يوم قتل الحسين عيدا ويوم صيام لا يعادله يوم عندهم طيلة ايام السنة بل هو يوم عيد وزينة وأقاموا الولائم والضيافات ..
**اما الشيعة فإنّهم ينوحون في عاشوراء، ويبكون أسفاً لقتل سيّد الشهداء فيه؛ ويظهرون الحزن في كل البلاد؛ ويزورون فيه قبر الإمام الحسين(ع)
ماج البيت و الحجاج ضجوا في فرد ضجة/ يا وسفه امام الناس طالع ما قضى حجه// بس احسين ما تمه من الارجاس منعونه//والتمت عليه الحاج بالحسرة يودعونه/حجي ابكربلا او مكتوب دمي ينسفك بيها/قله عجل يا مظلوم نسوتنا دخليها //قله بعد جدي قال هالنسوة يسلبوها /فرجه اتصير بين الناس بالمجلس يدخلوها//ضمه و اقبل ايسليه او دمعه غرق اخدوده/ عصر عاشر نظل اجساد فوق القاع ممدوده / اجا امحمد او شاف الناس حول احسين ملتمة / ...... يكله حجي ابكربلا و الدين من دمي ابا رسمه/
**لا وين ناوي اليوم يا باقي البقية // رد الجواب او قال لرض الغاضريه // كني اشوفك جاي عندي قصدك اتزور/ واتشوف كعبة كربلا نحري المنحور / ابقى ثلتيام مالي قبر محفور// واتصير مقصد كربلا دون البلادين / واحريمنا تبقى بلا محامي ولا اكفيل//بين الاعادي تركب اظهور المهازيل
|