من مجموعتي "من طقوس المعنى"
مَوَّالُ مَنْ شَكَروا..
يَغْفو بِخَمْرِ الْحِكَايَاتِ
الَّتي غَزَلَتْ
مِنْ دِفْءِ حُضَّرِهَا
نوراً تَوَضَّأَ في أَحْدَاقِهِ الْقَمَرُ
...
إِيقَاعُ مَنْ نَذَروا..
مَازَالَ في طُرُقي
أَلْهو بِهِ كُلَّمَا صَلَّى الشِّراَعُ لَهُ
وَكُلَّمَا أَبْحَرَتْ كَفَّاهُ في وَرَقي
وَاعْذَوْذَبَ الصِّغَرُ
لِيَكْتُبَ الشِّعْرَ
في حَرْفٍ مِنَ الْقَلَقِ
وَكُلَّمَا قَالَتِ الْأَوْجَاعُ قَدْ كَفَروا،
وَكُلَّمَا فَاضَ هَمْساً
غَيْظُ مَنْ صَبَروا
ثُمَّ اسْتَعَاذوا بِرَبِّ النَّاسِ،
وَالْفَلَقِ
...
أَنَا وَريثُ أَغَاني الْقَلْبِ
فَهْيَ إِذَا
مَرَّتْ عَلَى سُحُبِ الْعُشَّاقِ
تَنْهَمِرُ
سَلْ مَغْرِبَ الشّمْسِ
عَمَّا رَدَّدَتْ شَفَتي
لَمَّا تَبَدَّدَ في خَوْفٍ،
وَفي غَرَقِ
يُنْبِئْكَ أَنَّ عُيونَ الْعُمْرِ تَبْتَكِرُ
سِرَّ الَّذينَ أَتَوا
في مَوْكِبِ الْأَرَقِ
عَلَى جَنَاحِ انْتِمَاءٍ لَيْسَ يَعْتَذِرُ
...
في كُلِّ عيدٍ أَرَى مينَاءَ أَمْتِعَتي
مُسَافِراً،
هَلْ يُوَاسي صَمْتَهُ السَّفَرُ؟
في كُلِّ ريحٍ أَرَى
حِنَّاءَهَا مَلَكَاً
يَمْتَدُّ أَجْنِحَةً حَوْلي،
فَتَنْتَحِرُ
غَيَاهِبُ الْمَوْجِ،
هَلْ أَنْسَاكِ يَا أُفُقي؟
...
خُذْني إِلَى لَحْظَةٍ
فيهَا أَرَى صُوَراً
أَرَى بِهَا صُوَراً
هَلْ غَابَتِ الصُّوَرُ؟
...
في كُلِّ لَوْنٍ أَرَى عَيْنَيْكِ،
أَقْرَؤهَا
تُلَوِّنُ الضَّوْءَ في صَهْبَاءِ
مَنْ سَكَروا
في كُلِّ كَأْسٍ
غَرَامُ الْمَاءِ يَسْأَلُني
عَنْ الَّتي بِسُؤالِ الْمَاءِ تُخْتَصَرُ
...
فَإِنْ عَصَيْتُ
تَبَّدى جَهْلُ أَجْوِبَتي
وَإنْ أَجَبْتُ
فَهَلْ يَسَّاقَطُ الْمَطَرُ؟
أَقولُهَا
مُنْذُ فَجْرِ الْحُبِّ مُؤْتَزِراً
بِالشِّوْقِ وَالْعَرَقِ:
غِيَابُ عَيْنَيْكِ
لا يُبْقي وَلَا يَذَرُ
***
البصرة في تشرين الثاني 2010 |