• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من ذاكرة معلمة .
                          • الكاتب : شيماء جواد عطية .

من ذاكرة معلمة

الخبرة الحقيقية للتدريس تعلم الإنسان كيفية التصرف بالمعلومة، والسعي المعرفي لترسيخها في أذهان الطلبة وأصعب الدروس هي التي لا تعتمد على منهج محدد بل تنفتح على كلِّ المواضيع  والأفكار التي تكون أسس الإيمان بقضية المهدي الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف، ما أخشاه هو الإحراج، لأن مصدر المعلومات عند الطالبات غير ممنهج ولا محدود ومعتمد على مناهل متنوعة، فيها الكثير من الشبهات المدسوسة والمعدة لغواية الشباب وزعزعة إيمانهم بقضية المهدي عجل الله فرجه لأهميتها، طالبة تخبرني بأن إحدى المواقع نشرت مقطعا جاء فيه أن الشيخ الصدوق قال في كتابه (إكمال الدين) أن الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف كتب لعلي بن محمد السمري آخر سفراء المهدي (من أدعى المشاهدة  قبل الصيحة فهو كذاب) 
 بمعنى لا يستطيع أحد أن يراه وهناك الكثير من علماء الشيعة يدعون أنهم شاهدوا الإمام المهدي وهم يؤمنون بأن لقاء المهدي الحجة ممكن، قد يعتقد البعض أن في الأمر نقيضا بين ما ورد، وهذا الشك في محله، لكن ما أجمل المعرفة حين تبين لنا الحقيقة، الحديث الذي ورد عن الحجة سلام الله عليه. 
 إنه يتحدث عن السفارة يعني بعد السفير الرابع ليس هناك سفارة، والحمد لله جعل لنا علماء يوضحن لنا هذه الشبهات التي يزرعها البعض، وهذا المحور الجميل وضحه لنا سماحة السيد منير الخباز، في محاوراته المثقفة، الإغلاق هنا شمل السفارة وليس اللقاء، لأن الراوية تحدث عن سفير الإمام، يعني يقول أن الحجة لا أبعث للأمة سفيرا يعرف أسراري ويبلغ الامة القضايا التي أبعثها إليهم، تستأذن طالبة أخرى رافعة يدها لتسأل: 
ـ ماهي مؤهلات المشاهدة المباركة، مادام هناك مشاهدة كيف نستحقها، أجبتها: 
ـ نعم حددت المشاهدة ببعض المؤهلات القيمة ومنها صفاء القلب، ألا يحمل الحقد على الناس، الحقود بعيدا عن لقاء الإمام، القلب الذي يحمل حسدا، بغضا، ضغينة بعيدا عن لقاء الإمام، تجدن اليوم مجرد اختلاف بسيط يتحول إلى بغض وحقد وكيد ومكر، بعيدون عن بركة الامام، القلب الخالي من الغل هو القلب الذي يلتقي بالإمام عج، صاحب القلب الطاهر هو المحظوظ بلقاء الإمام ببركة الإمام، قلبه طاهر صفحة بيضاء لا يحمل حقدا ولا ضغينة كما وردعن النبي 
ولمن تحلم يوما أن تلتقي بالإمام عليها أن تبتعد عن الذنوب التي تؤذي الإمام، يقول إمامنا الحجة عج (لو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته، لكانوا على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد الذي عليهم لما تأخر عليهم اليمين بلقائنا ولتجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق من المعرفة وصدقها منهم) 
 المطلوب كشرط من شروط اللقاء هو حسن التعامل بيننا، علينا أن نصلي عنه أن نطوف عنه، أن نتصدق عنه، أن نكثر من الدعاء، الدعاء الحقيقي والانقطاع إلى الله سبحانه، بهدوء قلت: 
ـ أحد خطباء أبناء العامة يقول معترضا أن الشيعة تعتبر رؤيا الإمام المهدي له مميزات وهو شرف لمن يراه بالرؤيا، ومرتبة أعلى، ولا يجوِّزون هذا الحكم على من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والنبي أعظم منزلة من حجتهم 
 ربما ظاهر الجملة يعبر عن واقع هو يراه، إننا نكرِّم ونعظم مشاهدة  الحجة ولا نعظم مشاهدة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، الدور الحقيقي  للإجابة عن هذه الشبهات القصدية المزروعة، نترك الأمر لعلمائنا وقدرتهم  على دحر هذه الحجج الباطلة، وقد أجاب على هذا الإشكال سماحة السيد  جعفر مرتضى الحلي، بأن رؤية النبي صلى الله عليه وآله في حال حياته  كانت ميسورة بالناس مؤمنهم كافرهم، ولكن رؤية الإمام المهدي عليه السلام لا تكون إلا للتقاة المؤمنين المأمونين الحافظين، له الساعين في نصرته، لأن غيبته ليست كغيبة مسافر بل هي غيبة جهاد 
 سألت طالبة، ورؤية الإمام في رؤيا هل هي ممكنة للجميع؟ 
- قلت هذا السؤال طرح قبل سنوات للشيخ علي الكوراني، وأجاب أن رؤية الإمام في المنام ممكنة إذا انطبقت المواصفات الواردة للإمام سلام الله عليه مع ما تشاهده في المنام لتكون رؤية صادقة لكن القليل من هذه الرؤيا تتحقق، كيف نطمئن أنه الإمام الحجة؟ 
 ويشترط ألا يكلفه الإمام بتبليغ رسالة، لأنه لا يكلف أحدا بسفارة وإذا أردنا أن نضيف لهذه الإجابة سؤالا هو كيف تميز الحقيقة عن الادعاء؟ 
 أن يكون على ورع وألا يدعي أنه كلف لأي مهمة أو عين له تكليف ما
الصبر، ونتجرّعُ بلوعةِ أثرِ الغياب المُرّ، ونبحثُ في سجلِّ الدهرِ عن عدالتِك التي ماتتْ يومَ رحلتَ وأبناؤك عن الدُنيا وغابَ وليّ الأمر، ونأملُ ونحنُ في غمرةِ الألمِ أنْ نرى محُيّاك في وجهه الأزهر، عندَما يأتي ليستأصِلَ بنورِ العدلِ والخيرِ جذورَ الفسادِ والظلمِ والجور. 
نعم، نترقّبُ نورَك في إشراقةِ شمسِ مُحيّاه، ونبحثُ عنك في نهجِه وعدالتِه وتقواه، ونقبضُ على الجمرِ بإصرارٍ في انتظارِه، ونُبلسِمُ الجراحَ الغائرةَ بمواعيدِ اللقاءِ واكتحالِ العينِ ببهاءِ مرآه حتى نراه بإذنِ اللهِ (جلّ في علاه).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=197315
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 10 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2