• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رقية قرة عين الحسين  عليه السلام (6) .
                          • الكاتب : خديجة عبدالواحد ناصر .

رقية قرة عين الحسين  عليه السلام (6)

 الخوف  ـــ العطش ـــ اليتم ، كل هذه الاشياء التي لم تكن تخطر على بالي ، اليوم عرفتها ، وأصبحت أفهم ماذا تعني  كل واحدة من تلك الكلمات ، الا ان هناك كلمة واحدة لم افهمها بعد ، ( الذبح ) أشعر ان  هذه  الكلمة  لا يرضى الله عنها ، لقد سمعتها اليوم اكثر من مرة ، انتبهت واذا بهجوم مرعب  يهجم على المخيم ، خيول العسكر تختلف عن جياد أبي ، جياد أبي هادئة لا تؤذي الاطفال وإذا رأت طفلا حزينا تسيل دموعها لتواسيه ، وهذه الخيول همجية ، تسحق الاطفال الصغار ،سحقت عدد من الاطفال  ونحن نركض داخل الخيام ونفر الى خارجها فزعين من تلك الخيول ، وهي تسحق اطفال المخيم  ، قتلت بنتين من بنات عمي الحسن ، الالم الذي اصابني جعلني اشعر بوقع السنابك على جسدي ،الف من مكان لمكان  خائفة واذا بي اراوح  في مكاني ، صعبة والله أن اعيش بلا أبي الحسين وأن اعيش بلا عمام  ، اين عمي العباس  ليحمي هذه العيال ؟ ، يبدو لي ان الموت أرحم ، خيول تستعرض قوتها على الاطفال ، تخرج مجموعة وتدخل أخرى ،سحقت الخيول مجددا طفلين من ابناء عمومتي ، وسحقت ابنة عمي عاتكة ، أرعبني منظر عاتكة  وهي تتمزق تحت سنابك الخيول ، عاتكة ابنة عمي مسلم بن عقيل، هي اكبر من عمري بقليل ، مجاميع اخرى من الخيول تقتحم الخيام ، خيام اليتامى ، هؤلاء لا يحبون  الطفولة ويخافون  من البراءة ، الخيول لا تملك  الرحمة  والا لصرخت جراحنا  فيها بدل الصهيل ، استهوتهم  لعبة الموت ، لعبة  سحق الاطفال بسنابك خيولهم ، سحقت الخيل مجددا ابني عمي سعد وعقيل سحقتهما  الخيل  فتحول  منظرهما الى موت ، سعد وعقيل  هما ابنا عمي عبد الرحمن بن عقيل ، يبدو انهم حولوا ميدان المعركة الى خيمتنا ،  برزوا شجاعتهم على النساء والاطفال تقول اختي فاطمة انها شجاعة ذليلة ، صرت أعرف معنى الذليلة ، صرت اعرف رغم صغر سني ، معنى  ان ترضى انفسهم على ان يهجموا على عائلتنا المفجوعة ،  وصرت مثل عمتي زينب اخاف ان يقتلوا أخي السجاد ، الذي أوصى أبي عمتي زينب للحفاظ عليه وحمايته  من القتل ، الخيام تعج بالبكاء والعويل ، كنت أسأل فاطمة كلما تنزوي جنبي ،:ـ فاطمة هل أخذوا  أبي ؟أين أبي يا فاطمة ؟ انهم يقتلون الاطفال ، لاأحد منهم يقول :ـ هؤلاء بنات الحسين  ، بنات رسول الله ، فاطمة هل هؤلاء القوم مسلمون ؟ فاطمة يقتلوننا  ويكبرون باسم الله ويؤدون الحمد لله ، يصلون على جدي رسول الله ، اليس فيهم مسلم يجيرنا ؟، يدافع عنا  ، يحمينا  من الخيول التي  تجول وتصول  بين النساء والاطفال ، أحد اولئك الذين لا يخافون الله يطارد  بجواده اختي فاطمة  وهو ينظر الي بحقد كانه يتوعدني  ، تفر منه وهو يتبعها يمد الرمح بين كتفيها ، سقطت على وجهها يا الهي أي ناس هؤلاء ؟ يخرم اذني اختي فاطمة وهي مغشي عليها والدماء تسيل ، سحبتها عمتي الى داخل الخيمة قومي معي فاطمة اخاف ان اترك الخيمة فيقتلوا اخاك السجاد ،نهبوا الخيمة وما فيها ، ومازالت الخيل  تجول وتصول داخل المخيم ، تريد ان ترى الخوف في وجوه النساء والاطفال وتريد ان تشعر بالخوف وهو يغزو قلوبنا ، ، لو كان أبي الحسين موجودا ، لما استطاعوا ان  يدخلوا المخيم  ، وان يقتلوا الاطفال ، ولا خرموا أذن اختي فاطمة ، لوكان عمي العباس موجودا لما استطاعوا ان ينهبوا اغراضنا ، صرت مثل عمتي زينب أخاف على أخي السجاد ، هو كل  ما تبقى لنا ، مكبوب على وجهه ، لا يطيق  الجلوس  من كثرة  الجوع  والعطش والأسقام ، صرت أبكي علي وجعه وهو يضمني بقوة اليه ويبكي على وجعي ،  كل الكلام الذي سمعته منذ خروجنا من المدينة  الى هذه اللحظة صرت افهمه وعرفت معنى ( لا تبقوا لأهل هذا البيت باقية ) يا الهي سيقتلون أخي السجاد، لو اموت أنا ويبقى أخي السجاد سالما  ، هو وصية أبي  ، كل كلمة سمعتها تتمثل الآن امامي ، وكبرت اسئلتي ، هل كان جدي النبي صلى الله عليه وآله يعلم بما يجري علينا ، ومن اين عرفوا كربلاء ، فجأة دخل رجل ليأخذ ما تبقى فلم يجد شيئا وهو ينظر الى اخي المسجى على نطع من الأديم ، جذب النطع  من تحته ورماه على الأرض ،  صرت افكر كم مرة يموت  الانسان ، كم مرة  يقدر هؤلاء  على قتل الحسين عليه السلام أبي ،  ، هم يقتلوه مع كل  طفل يقتلوه من ابناء الخيام ، مع كل جرح ينزف ،ايعقل ان تصل وحشية الانسان ليسرق قرطا يخرم أذن فاطمة ؟ ان تصل وحشية  الانسان  ان يرمي عليلا  ويسلب  منه البساط ، ، بعد فترة قصيرة من الهدوء ، دخل رجل مرعب تحيطه جماعته وهم يقولون له ،لماذا لا تقتل هذا العليل ؟ اراد الرجل ان يقتله ،واحد منهم قال سبحان الله اتقتل  الصبيان ، ولم يمتنع سل سيفه  ليقتل أخي السجاد ، القت عمتي زينب  نفسها عليه  وقالت والله لا يقتل حتى اقتل ، قال له  احدهم  أما تستحي  من الله ،  تريد ان تقتل  هذا الغلام  المريض  ، صرخ بصوت مرعب ، عندي اوامر  من الامير بن زياد ، ان اقتل




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=197545
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 10 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 10