• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الإلحاد والانحراف الخلقي .
                          • الكاتب : صالح حميد الحسناوي .

الإلحاد والانحراف الخلقي

 عندما يكون الخطاب نمطيا ومكررا سيضعف من قابلية تأثيره، ولا يمكن أن يؤثر على ناشئة الإلحاد، لكون العملية تخلو من المنطقية في عرض المعلومات الفارغة من أي مناقشة فكرية، لذلك يكون الفكر الإلحادي أقرب إلى نفسيته كونها تحمل الإغواء الثقافي، وتفلسف الأمور بمنطقيات ليس من شأنها إفهامه بل بإغرائه بحثا عن دهشته وإعجابه ليتعلق تماما. 

يقول أحدهم: 
- صدر كتاب بعنوان قصة الإيمان للشيخ نديم الجسر، هذا الكتاب استطاع أن يقصم ظهر الالحاد، لقد تأثر الشباب به تأثرا بالغا كونه قام بدراسة الخطاب الإلحادي 
استوعبه وفهمه وأستخدم من محاوريه الملحدين، تأثر به الشباب ورد الكثيرين منهم إلى الصواب، خلخل أفكارهم وهز معتقداتهم الهشة، أسلوب الشيخ نديم الجسر يؤسس لمدرسة الاقناع كذلك يعد هذا الكتاب بالنسبة لنا ركن مهم من أركان الفكر الإسلامي، كنا نجتمع، نتحاور كي نفند بعض آراء الكتاب، نعمل بجد من أجل مواجهته، نقدم عصارة أفكارنا وثقافتنا كي نبعد إعجاب الشباب عنه 
تعرفنا على حقيقة الإلحاد من خلال هذا الشيخ ومن خلال كتابه الذي أثر فينا، وجعلنا نشعر أن أغلب الظواهر الخبيثة هي نتيجة طبيعية للإلحاد، ومنها الانحراف الخلقي يصل بنا إلى حرية  إفشاء عقود الزواج الشرعي لجعله دون ضوابط، وهذا شأن جديد صادم لنا ولعوائلنا ولناسنا، كيف نعمل على تهديم  الكيان الأسري، يعني صدق الشيخ نديم الجسر أننا سبب الفساد المجتمعي، إلى اليوم تجد من يبرر للجرائم بإرجاعها إلى الضابطة الاجتماعية، فيرجعون الأسباب إلى الكبت والحرمان والضغوط النفسية،  وكأن الإلحاد هو الفرج، وهو اليقين، بينما تبين أن فكرة الإلحاد نفسها تسبب القلق النفسي وتصل به إلى حد الانتحار والهلاك، نرى أن مواجهة الفكر الإلحادي عند الشباب يحتاج إلى عناية إلى رعاية فكرية جادة، اليوم جندوا للإلحاد مواقع فكرية وأدبية، لمجموعة من الأدباء والكتاب يكتبون  بأساليب مبهرجة يسمونها فكرية تعمل للترسيخ مبدأ الإلحاد كتاب من ديانات مختلفة لا تمتلك ثقافة دين وبعضهم من الهندوس والملحدين  المنفلتين ومنهم من درس الدين ليطعن فيه وينشر أفكاره 
مواضيعهم العلمية بعيدة عن العلم، غايتها خلق الانبهارية حتى صار الكثير منا يكرر أن العلم ينكر وجود الله سبحانه تعالى، والعلم الحديث يتعارض مع مبادئ الدين الحنيف وتعاليمه 
قامت مؤسسات وأنظمة عالمية كبرى بالعمل لنشر الإلحاد من أجل أهداف سياسية واقتصادية ودينية، كنا في بداية شبابنا نتأثر بالمصطلحات وكان الاسم المشهور هو غاية ما نحفظ، الآن على يقين أن أغلب الإلحاد نتيجة أمراض نفسية، تجعلهم يبحثون في المعلومات الغلط، أحد المشهورين عندنا في كربلاء كان يقول اترك الصح وابحث عن الغلط 
 الغلط هو انتماء فكري يبعد الناس عن الصواب الذي لا يعنيك، المهم أن كتاب قصة الإيمان أخذ مفعوله يسري بين الشباب، المؤلف يعرف خفايا الفكر الالحادي، نبهنا أن محاولة العقل أدراك كنه جميع الأشياء، نريد أن نعرف حقيقة كل شيء أو كنهه وأصله وغايته 
النفوذ إلى الإنسان الذي يريد أن يعرف من خلق العالم ومن أي شيء خلقه؟ ومتى؟ ويعرف ما هو هذا الخالق؟ ولا نمتلك إلا البحث عن الله 
 أدركت أن فلاسفة اليونان كانوا كافرين بآلهة اليونان، وليس بالله الحق 
 إنهم كانوا يبحثون عن الله سبحانه تعالى، والآراء كانت فيها ومضات من نور الحق، طاليس كان يرى أن العالم لا يمكن أن يكون مخلوقا من العدم، كما يدعي الملاحدة، وكما روّجوا لنا هو رأى المادة الأولية، التي نشأت فيها كل الموجودات هي الماء، وغيره يرى الهواء، هؤلاء مع التقادم الزمني كانوا اكثر جدية منا، وغيرهم (انسيندر) يقول لا بد أن تكون مخلوقا من مادة لا شكل لها ولا نهاية ولا حدود، هذا يعني أن جذر المشكلة، الكنيسة الأوربية وتحريف الدين وموقف الكنيسة من العلم 
لهذا كنا نحاول أن نعد الدين الإسلامي ضمن هذه الانحرافات الكنسية، هو مجرد شعور مستورد أيضا، انعكاسات الكنيسة كانت ترتكز على الضد من أي حركة علمية لقد حاربوا العلم والعلماء وحكموا عليهم بالتعذيب والقتل لمن يخالفهم الرأي، وشاركت الكنيسة الحكام في التسلط على دماء الناس وأموالهم، فرض الكهان أفكارا معينة على شكل الأرض وعمر الإنسان، جعلوا الكنيسة واسطة وحيدة بين العبد وربه، وباعوا صكوك الغفران 
البابا يضمن المغفرة للناس عند الله ويملك السلطة 
 علينا أن نعرف أين المشكلة كي نستطيع إنقاذ الشباب من هذه النزوات، ولا بد أن نعتني في دعم ثقافة الدين بعيدا عن السياسة والعسكرة، القضية فكرية لا بد من تدارك أي انحلال أخلاقي وفساد اجتماعي إلى منهج الحياة 
حرب بين الإلحاد والكنيسة، أهل الإلحاد فكروا وعملوا على اجتثاث الإيمان بالله ورسوله من أساسه بحجة الفساد، الملحدون بالقرآن قليلون لم يشكلوا الظاهرة فلا بد من معرفة حجمهم الحقيقي، الإلحاد بدأ منذ سقوط الخلافة العثمانية وبدأ عصر الحكومات العلمانية اللا دينية

ظهر الإلحاد بسرعة وانطفأ تماما لوجود مواجهة دينية ثقافية حكومية أدى إلى تراجع الملاحدة، وظهرت أجيال غير منضبطة تميل إلى اللا مسؤولية واللا دين واللا التزام 
الإسلام دين قويم وفق بين الإيمان والحياة لكننا اكتشفنا الفارق بين الدين الإسلامي وغيره من الأديان ولا يمكن أن نسحب الأثر السلبي عليه 
 في كربلاء الكثير من المحلات والمتاجر قاطعتها الناس لشهرة أصحابها بالإلحاد، الإلحاد العاطفي سرعان ما يزول لتغيير الظروف المعاشية، علينا أن نتدارك المواقع العلمانية الساعية لتحويل الإلحاد إلى إلحاد علمي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=197570
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 10 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2