2926- يقول الشيخ عبد الحافظ البغدادي: تعدد الزوجات عند النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: يعتبر اغلب المناوئين للاسلام موضوع زيادة عدد نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن غيره من المسلمين انها ثلمة في حياته وتكلموا عنها كثيرا. ردنا على ذلك: اولا:مارس اغلب الناس ذلك الوقت بما فيهم الانبياء سنة تعدد الزوجات، منهم سليمان وداود، كما جاء في العهد القديم، واستمرت تلك السنة حتى جاء دين الإسلام فحددها..اما عدم تحديد عدد زوجات النبي. كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمصاحب خصوصية في أمر تعدد الزوجات، قبل سريان حكم التقييد بعدد لا يزيد على أربعة. وارتبطت تلك الخصوصية بمصلحة الاسلام في وقتها. رغم ان بيته كان يشكو قلة المؤونة والزينة. ثانيا: لم تنزل الآية التي حدَّدت التعدُّد بأربع إلا بعد أن تزوَّج بنساءه جميعًا. يقول تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ" (الأحزاب 50) حللت الآية الزواج قبل نزول تحديد الاربعة. ثالثا: هناك شواهد تاريخية من زواجه قبل النبوة: لم يكن رسول الله راغبًا في النساء، كان همّه الأول الدعوة إلى الله، كان معروفًا بالحياء والخلق القويم، كانت زيجته قبل النبوة من خديجة عليه السلام وعمره 25 سنة وهي تكبره 15 عامًا ولها أبناء من زوجين سابقين، وظل معها حتى بلغ 50 عامًا. وقضى ثلثي عمره الشريف معها دون زواج غيرها. رابعا:جميع نساءه تزوجهن بأسباب: تزوج بالسيدة سودة بنت زمعة، وهي أرملة مُسنة، لحاجة بناته الأربع إلى أم بديلة ترعاهن وهن بنات اخت خديجة اصبحن ربائبه في بيته، اضافة لوجود الزهراء عليه السلام. خامسا: جميع النساء حين طلاقهن يبيح لهن الاسلام الزواج الا نساء النبي فلو طلقهن او سرحهن يعني قضى عليها بالعنوسة لذلك كما جعلها أما للمؤمنين فقد حرم عليها الزواج من غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهذا اجحاف بحق المرأة لذلك ابقاهن في عهدته.فجاءت زيجات النبي لتحقيق العديد من الغايات السامية ومنها: تزوج رسول الله ابنة صاحبية ابنتي أبي بكر وعمر وكان احدى حالات زواجه.إبطال العادات الجاهلية: وهي زينب بنت جحش، زوجة زيد بن حارثة الذى كان يُدعى زيد بن محمد بالتبني، فنزل قوله تعالى: "وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ" (الأحزاب 4) وبعد خلاف مع زوجها طُلقت منه، وأمر الرسول أن يتزوجها لإقامة الدليل على بطلان التبني، سنة 5 هـ. واخيرا الرحمة بالأرامل بسبب الغزوات الكبرى: وقد تزوج العديد منهن من الصحابة حتى لا تبقى المرأة عانس وجميع نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم تُوفي أزواجهن في المعارك جميعًا. وبقين بلا معيل. تأليف قلوب القبائل وإطلاق الأسرى: تزوج النبي بالسيدة جويرية بنت الحارث ابنة سيد بني المصطلق وببركة زواجها تم إطلاق سراح الأسرى بعد الغزوة 6هـ وينطبق الشيء نفسه على السيدة ميمونة بنت الحارث آخر زوجات النبي. وتزوج بجويرية بنت الحارث سيد بنى المصطلق بعد وقعة بنى المصطلق وقد أسر المسامون منهم مئتي بيت بالنساء والذراري فتزوج صلى الله عليه وآله وسلم بجويرية فقال المسلمون هؤلاء أصهار رسول الله لا ينبغي أسرهم وأعتقوهم جميعا فأسلم بنو المصطلق بذلك ولحقوا عن آخرهم بالمسلمين وكانوا عددا غفيرا وأثر ذلك أثرا حسنا في سائر العرب. يقول الشعراوي: المرأة المتزوجة بغير رسول الله حينما يطلقها زوجها، ويمسك الأخريات، تذهب وتتزوج من آخر. لكن زوجات النبي أمهات المؤمنين محرمات على المسلمين، فأبقى الله على أزواجه، لكن بشرط ألا يتزوج ثانية، إذن فقد تم التضييق عليه ولم يوسع عليه هو استثناء في العدد، فالمتزوج من أربعة يمكن أن يطلقهن ويتزوج مكانهن كل فترة.
2927- جاء في الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله للسيد جعفر مصطفى العاملي: يقول اللّه تعالى: "إِنَّ اَلَّذِينَ جٰاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ" (النور 11) و إذا لاحظنا معنى العصبة في اللغة، فسنرى أن معناها: الجماعة المتعصبة المتعاضدة. فيكون مفاد الآية: أن ثمة جماعة قد تعاضدت و تعاونت على صنع قضية الإفك، و المجيء به وافترائه و إلا لعبر بكلمة: جماعة، أو طائفة، أو نحو ذلك. مع أن الأمر في قضية الإفك على عائشة لم يكن كذلك، لأن روايات الإفك على عائشة تفيد: أنها لما قدمت مع صفوان مرت معه على ابن أبي فقال: امرأة نبيكم باتت مع رجل حتى أصبحت. أو قال: فجر بها و رب لكعبة) و العياذ باللّه. ثم صار يجمع، و يستوشي الأخبار. و هذا معناه: أن بدء الإفك كان من رجل واحد و بشكل عفوي، من دون اتفاق و تعاضد مسبق. كما أن ظاهر الآية: أنهم جاؤوا بالإفك معا، لا أن أحدهم جاء به، ثم تبعه آخر و صدقه، و قذف متابعة له. عصبة منكم: ثم إن قول أم رومان: إن الإفك كان من الضرائر، لعله يقرب: أن المراد من قوله في الآية "عُصْبَةٌ مِنْكُمْ" (النور 11): أن بعض نساء النبي صلى اللّه عليه و آله قد اشترك في قضية الإفك، بشكل رئيسي و فعال بحيث يصح نسبة ذلك إليهن من قبل أم رومان. و قد انضم إليهن أقرباؤهن أو من له اتصال بهن بسبب أو نسب حتى صاروا عصبة و لذا قال تعالى: "مِنْكُمْ". و لكنه صرح بكلمة "اَلْمُؤْمِنُونَ" في قوله: "ظَنَّ اَلْمُؤْمِنُونَ" (النور 12) مما يعني: أن ثمة تمايزا من نوع ما بين من يطلب منهم الظن الحسن، و الذين جاؤوا بالإفك. و لو كان المقصود ب منكم أي من المؤمنين، لكان اللازم أن يقول: ظننتم بأنفسكم خيرا ليتحد السياق و ينسجم الكلام. ثم إن عددا من روايات الإفك قد صرّح في تفسير كلمة عصبة منكم بأن المراد هو: أربعة منكم. و هذا هو ما تذكره غالب روايات الإفك فإنها لم تذكر أزيد من أربعة أشخاص، هم: ابن أبي، مسطح، حسان، حمنة. و زاد بعضهم: عليا، و عبد اللّه بن جحش، و عبيد اللّه بن جحش. و زاد بعضهم: زيد بن رفاعة. و قد ذكرنا: أن تهمة الثلاثة الأواخر لا تصح تاريخيا، و يبقى الأربعة الأوائل. و قد برأت عائشة حسان أو برأ نفسه، و برأه عدد من المؤرخين، و أنكر مسطح أيضا: أن يكون ممن خاض في الإفك. و علي أيضا: ذكروا أنه برأها. و برأه الزهري. و لم يبق على الساحة سوى ابن أبي، و حمنة بنت جحش. إذا عرفنا هذا. فلنعد إلى النص القرآني حول قضية الإفك، لنجده يقول: "إِنَّ اَلَّذِينَ جٰاؤُا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ" (النور 11) و العصبة لغة: هي الجماعة من العشرة إلى الأربعين و فسرها في أقرب الموارد بالعصابة، و فسر العصابة بالجماعة من الرجال، و من الخيل، و من الطير، و قيل: العشرة، و قيل: ما بين العشرة إلى الأربعين. و قال العسقلاني: العصابة بكسر العين الجماعة من العشرة إلى الأربعين. و لا واحد لها من لفظها. و يؤيد ذلك: أن عروة قال: لم يسم من أهل الإفك غير عبد اللّه بن أبي، و حسان، و حمنة، و مسطح في آخرين، لا علم لي بهم، غير أنهم عصبة. مما يعني: أن العصبة هم أكثر من ذلك. و عليه. فلا يمكن أن نصدق ما نسب إلى ابن عباس من تفسير العصبة بالأربعة فقط. فإن ذلك خلاف اللغة و العرف. و ابن عباس من البلغاء الفصحاء، لا يصدر عنه مثل ذلك. و على كل حال. فإن السبعة أو الثمانية لا يصدق عليهم: أنهم عصبة. فكيف بالاثنين أو الأربعة. سواء أفسرنا العصبة بالعشرة. أو فسرناها بما بين العشرة و الأربعين. و مجرد إفاضة الناس في أمر الإفك. لا يعني أن هؤلاء الناس هم الذين جاؤوا بالإفك. كما هو ظاهر. فأين ذهبت أسماء بقية العصبة؟ و كيف غفل الناس عن أمر هام كهذا الأمر؟ نعم لا بد أن يكون ذكر أسمائهم مضرا بمصالح الذين يهتمون برواية حديث الإفك على هذا النحو الذي ذكرناه. و لعل هذه النقطة تجعلنا أكثر يقينا في القول: بأن الرواية تنطبق على مارية. حيث اشترك في الإفك عليها من لا يجمل بنا التصريح باسمه و كانت السياسة تقضي بمحو كل الآثار الدالة على حقيقة الإفكين و لربما يأتي بعض ما يدل على ذلك.
2928- يقول الكاتب جميل ظاهري: أكثر من 20 محاولة اغتيال تعرض لها نبي الرحمة محمد الأمين صلى الله عليه وآله وسلم منذ بزوغ شمس الاسلام وحتى آخرها التي نقلته الى الرفيع الأعلى بواسطة جارته اليهودية بمكيدة قريشية طلقائية، كان أهمها تلك المحاولات التي ذكرها العديد من رواة التاريخ والكتاب في عصرنا الحاضر، منهم مراد سلامة (عشر محاولات لإغتيال النبي صلى الله عليه وسلم)، وعبد المنعم الهاشمي (محاولات اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم)، وكتاب (محاولات اغتيال النبي وفشلها) لمحمود نصار والسيد يوسف، و(محاولات قريش قتل رسول الله بعد بدر) د. راغب السرجاني و وغيرهم، إستناداً لما أخرجه أخرجه البخاري (3856 و4730 و2617)، ومسلم (2797 و2190)، وأبن الجوزي في صفوة الصفوة، والسيرة البوية لأبن كثير (3/177و3/313 و4/75)، وأخرجه أبو داود(4512)، وأبن كثير، البداية والنهاية (5/20)، والجامع لأحكام القرآن (8/188).
2929- لمّا رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من الطّائف وأشرف على مكّة وهو معتمر كره أن يدخل مكّة وليس له فيها مجير، فنظر الى رجل من قريش كان قد أسلم سرّاً فقال له: أئت الاخنس بن شريق فقل له: إنّ محمّداً يسألك أن تجيره حتّى يطوف ويسعى فإنّه معتمر، فأتاه وأدّى اليه ما قال رسول الله، فقال الأخنس: إنّي لست من قريش، و إنّما أنا حليف فيهم والحليف لا يجير على الصميم، وأخاف أن يخفروا جواري فيكون ذلك مسبّة، فرجع الى رسول الله فأخبره، وكان رسول الله في شعب حراء مختفياً مع زيد، فقال له: أئت سهيل ابن عمرو فاسأله أن يجيرني حتّى أطوف بالبيت وأسعى، فأتاه وأدّى اليه قوله، فقال له: لا أفعل فقال له رسول الله: اذهب الى مطعم بن عديّ فاسأله أن يجيرني حتّى أطوف وأسعى فجاء اليه وأخبره، فقال: اين محمّد ؟ فكره ان يخبره بموضعه، فقال: هو قريب، فقال: أئته فقل له: إنّي قد أجرتك، فتعال وطف واسع ما شئت فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وقال مطعم لولده وأختانه وأخيه طعيمة بن عديّ: خذوا سلاحكم فانّي قد أجرت محمّداً، وكونوا حول الكعبة حتّى يطوف ويسعى، وكانوا عشرة فأخذوا السلاح واقبل رسول الله حتّى دخل المسجد ورآه أبو جهل فقال: يا معشر قريش هذا محمّد وحده، وقد مات ناصره، فشأنكم به، فقال له: طعيمة بن عدي: يا عمّ لا تتكلّم فانّ أبا وهب قد أجار محمّداً فوقف أبو جهل على مطعم بن عديّ فقال: أبا وهب أمجير أم صابئ؟ قال: بل مجير قال إذن لا نخفر جوارك فلمّا فرغ رسول الله صلى الله عليه وآله من طوافه وسعيه جاء الى مطعم فقال أبا وهب قد أجرت وأحسنت فردّ عليّ جواري، فقال: وما عليك أن تقيم في جواري ؟ قال: أكره أن اُقيم في جوار مشرك أكثر من يوم، قال مطعم: يا معشر قريش إنّ محمّداً قد خرج من جواري.
|