• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الباحثون عن الله سبحانه .
                          • الكاتب : صالح حميد الحسناوي .

الباحثون عن الله سبحانه

الفلسفة تريد ان نعرف حقيقة كل شيء ، وكنهه وأصله وغايته  ،ولا نكتفي بالظواهر ، بل تريد النفوذ الى البواطن، تريد ان نعرف  ما وراء هذا  العالم المحسوس ، وما كان قبله وتريد الفلسفة ان تعرف من الذي خلق العالم ، ومن أي شيء خلقه ؟ وما هو هذا الخالق العظيم ، وما كنه ذاته ،وما حقيقة  صفاته ؟ وما حقيقة الانسان ؟ وما هو عقله ؟ وكيف يتم ادراكه وما هو الخير؟وما هو الجمال ؟ أشياء جميلة  تسكن الروح  قبل القلب  ، وهذا يدل على اننا في شبابنا لم نكن ملحدين ، بل كنا نبحث عن الله سبحانه بمدارك عقولنا ، كنا نحاول ان ندرك بعقولنا كنه جميع المبادىء الاولى ، السؤال الذي يشغلنا اليوم ، ماهو الفرق بين  العلم والفلسفة ، يقول الشيخ حيران في قصة الايمان للشيخ نديم الجسر ،  ان العلم يكتفي بدرس ظواهر هذا الكون  ونظمه ونواميسه ، اما الفلسفة  تبحث في أصل الكون وعلته ، وحقيقته ، العالم الطبيعي يكتفي بدرس المظاهر الطبيعية للمادة من غير ان يفكر باصلها وعلة وجودها ، الرياضي يبحث في الهندسة والحساب ، من غير ان يتكلف عناء  التفكير في معنى المكان والزمان ، أما الفيلسوف  يريد ان يعرف  كل شيء  ، ومن البحث في الكون تكونت  فلسفة الوجود ، ومن العقل تكونت فلسفة المعرفة  ومن البحث في كنه  الخير والجمال والقبح تكونت  ( فلسفة القيم ) مثل هذه الدراسة كانت تبعث فينا روح الدهشة ، ، كنا قبل قراءة كتاب قصة الايمان ندعي أو نرى انفسنا  بإننا وصلنا مرحلة في العلم ، وقصة الايمان عرفتنا بحقيقة ما نملك من قشور المعرفة ، علمنا الشيخ  الموزون  ان البحث عن الوجود يتناول طبيعة الوجود ، حقيقته ،أصله وعلته ، أي المخلوق والخالق والبحث عن المعرفة يتناول  اراء الفلاسفة  في كيفية حصول المعرفة ، صرنا ندرك حجم معرفتنا ،وكأنه يريد ان يقول انكم لاتبحثون في حقيقة  الجمال والقبح ، أو الخير والشر ، ولا علاقة لكم  بالبحث عن القيم ، أنتم تبحثون يا شباب  عن الوجود فقط ، يزداد فينا عمق الدهشة حين يذهب بنا الشيخ  الموزون الى كتاب فلاسفة اليونان ، الى أين يريد بنا الشيخ يرحمه الله ، صرنا صغارا في حضرته ، لماذا فلاسفة اليونان ؟ :ـ انه كتاب لمفكرين يبحثون  عن الله سبحانه تعالى  جوهر الفلسفة هو البحث  عن الله سبحانه ، يسأله الشيخ حيران :ـ شيخنا الجليل الذي نعرفه ان فلاسفة اليونان كافرون ؟اجابه الشيخ الموزون ليصحح المعلومة انهم كافرون بالهة اليونان ،أما الله الحق فهم يبحثون عنه ، منهم من أهتدى اليه ومنهم من عجز عقله عن تصوره  ومنهم من يقوده العجز الى الضلال، ، ولنقرأ الفيلسوف طاليس  يرى ان العالم لا يمكن  ان يكون  مخلوقا من العدم ، يفترض وجود مادة أزلية نشأت عنها كل الموجودات ، وهذه المادة الازلية هي الماء ، لانها مادة قابلة للتغير التشكيل يكون مائعا ويصير تارة ثلجا وتارة بخارا ثم يرجع ماء ، لهذا يرى انه أصل الموجودات ، ،
 والفيلسوف (إنكسيمنس ) يرى ان الهواء أكثر من الماء مرونة وقابلية للتحول ، لأنه يبر فيصير ماء يسخن يصير بخارا ثم يزداد تخلله فيرجع هواء وزعم انه لو زاد تخلله لصار بخارا ، وكون شموسا واقمارا وأن يكثف صار سحابا ثم ماء ، وان زاد تكثفه انقلب اتربة واحجارا ، فهو أصل الكائنات ،مثل هذه المعلومات عندما تقدمها الى شباب لايعرفون سوى أرني الله ، ولوكان الله خالق الكون فمن خلقه ؟ويؤمنون  بالطبيعة  ويرددون  المستورد من الجمل الجاهزة  وإذا بالشيخ الموزون يصحي فينا الروح والعلم والمعرفة ، واحتوى دراسة المكونات التي كان الفلاسفة يعتقدون انها أصل الكائنات ، يقول الشيخ  الموزون ، اما الفيلسوف ( انكسيمندر ) تنطوي افكاره على تفكير عميق ، رغم ما يبدو في ظاهرها  من بساطة ، ان القول  بالماء والهواء لايتفق مع صفات الأشياء كلها ، الماء له صفات ، يمتاز بها ، وللهواء  صفات  وللموجودات الاخرى  صفات ، فلا  يعقل  ان تكون  كل الكائنات على تباين صفاتها  ناشئة عن أصل يختلف  عنها  بصفات خاصة  به ، ومن هنا  اضطره عقله السليم ان يقول بن أصل  الكائنات ( مادة  لاشكل لها ولا نهاية  ولا حدود ) عرفنا حينها ان اغلب فلاسفة العالم  كانوا يكفرون باديانهم  الوضعية  ، ويبحثون  عن الله  خارج الكنيسة  ،لأن عقولهم  لم تصدق  ان هذا العالم  من خلق اولئك الالهة الكذابين المحتالين  ، اخذوا يبحثون  عن الالهة الحق ، فقال الشيخ  الموزون ، ثم جاء ( فيثاغور ) لم يعجبه ذلك الاتجاه ، اتجه  في التفسير من وجهة نظررياضية ، فهو يرى  ان الماء  والهواء وكل مادة  مهما كانت  لا تصلح ان تكون اصل لهذا العالم المركب  من اشياء متباينة  ، فاتجه نحو صفة العدد ، ليس في الكون شيئا غير قابل للعدد ، العدد هو الصيغة الوحيدة المشتركة التي  تضيف لها كل ما في الكون ، الاعداد عبارة عن تكرار الواحد ، فالواحد أصل الكون وعلته وحقيقته  ، وهذه الافكار تدل على السعي للوصول  الى فكرة  الاله المجرد عن صفات المادة كنا نناقش كل فكرة ، نصل الى معنى  ان علماء  اليونان كان عندهم  اله غير مقنع لايمثل لهم تصورهم  عن رب السماوات والارض ، يضيف لنا الشيخ الموزون  أسما آخر لم  نسمع به هو الفيلسوف ( اكزنوفتس ) نبذ اساطير اليونان القائلة بفكرة التجسيد البشري للاله ،  سخر من آلهتهم  التي تأكل وتشرب  وتلد وتموت ، يقول ان الناس هم اللذين أخترعوا  الالهة  وتصوروها تميل هيئاتهم ، لايوجد غير اله واحد  وهوأرفع الموجودات  ليس مركبا على هيئتنا ولا يفكر مثل تفكيرنا  بل كله بصر وكله سمع وكله فكر وهوأرحم الراحمين




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=197996
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 11 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2