• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : مؤثرات الغواية في الوامض من الشعر /مجموعة جرح يسترسل للشاعر علي هادي الفتلاوي .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

مؤثرات الغواية في الوامض من الشعر /مجموعة جرح يسترسل للشاعر علي هادي الفتلاوي


 حين يكتب مقدمة المنجز خبير مختص بحجم الشاعر والناقد ( عبد الحسين خلف الدعمي) من المؤكد أنه  سيمنح المتلقي مفاتيح القراءة الانطباعية ، استوقفني تشخيص مهم،  يقول فيه الشاعر علي الفتلاوي ( شاعر فطري) ويرى أن مشهدنا الشعري وخاصة شعراء الكلاسيك الشعبي، هم في الغالب أميون ،فقد أبدعوا وقدموا لنا سياقات و أوزانًا حتى سميت بعض الأوزان الشعرية بأسمائهم ،عرفني الموقف  أني أمام شاعر فطري موهوب يمتلك الموهبة والميول.
وتنامي هذه الفطرة يحتاج الى تعب وجهاد ومتابعة وهذا الشاعر حسب شهادة الأدباء والشعراء أنه متفاعل مع محافل الإبداع ،كثير الحضور. يقودني هذا التشخيص إلى سؤال مهم طرحه الشاعر والناقد الدكتور علي الفتّال رحمه الله :ـ هل هناك إمكانية أن تخرج لنا الأكاديميات شعراء يعوضون الموهبة بالدراسة؟  وإن حدث، أعتقد أن شاعر الموهبة يمتلك أثرًا حياتيًا أكبر وجاذبية تبعده عن التصنيع والنظم ، أي سليقة وبساطة لها شمولية التلقي.

( واحدنه  احنه دموعه بطوله
و أطول من اصوابه وجرحه
من هاي احنه ندور الضحكة
  ابحلك الدوم ايجيب الفرحه) ص5

   ارتكز الشاعر علي الفتلاوي على قصائد الومضة وله براعة في الوجدانيّات والغزل، عاشق يكتب بعذوبة الشغف الجميل ، العاشق الذي يحمل معاناته شعرًا مليئًا بالمفارقات قد لا يعتمد على رسم الصورة الشعرية بقدر اعتماده على تدوين إنسانية الموقف.

( من بالبرنامج سولفت
عن حالي من بعد البعد
شفت الدمع مثل النهر
يجري على وجنات المعد) ص7

     ظهور الشاعر علي الفتلاوي صاحب القصيدة الوامضة المكثفة التي تحمل بساطة التكوين الشعري ،وترافة الوجد  مع شعراء الحداثة اليوم والقصيدة التي تحمل وجع الحياة وأساها ووجدانيات تشكو من الحياة وصعوبتها معتمدين على قصائد الصورة الشعرية وحيوية الدهشة والتغريب ومساحات الخيال الواسعة وهو يرسم بهدوء غزالياته

( ذوله الواحد فارك واحد
والصدفه بلحظه اتلمهم
يمكن حتى الغيم يغندب
ويگول الله يساعدهم) ص8
  شاعر أطر أبجدياته بالحب ،والحب عالم واسع متنوع رغم أنه ذاتي الخطوات، لكن الشغف هوية ذات شمولية ،  شموليتها ذات عاشقة يمكن لها أن تضحي بكل شيء من أجل أن تحتفظ بصفاء المودة، حتى الألم لذيذ في عوالم العشق هذه البساطة ممكن أن تمكننا احتمال أكثر من تفسير لان ينابيع الذات لها أكثر من منهل شعوري يقوم على مستوى ادراكي سلس ومفهوم ، يكمن جماله الحقيقي في صبواته ،يحمل العشق قبل ذات العاشق ويمتلك الحيز الجمالي ،وللبساطة مساحة واسعة في عالم الشعر الوجداني

( مو بس انضم سرك صدّك
من يسولف واحنه نسمعه
احنا كبال اللي بالحب طعنو
من تبجي احنه نضم الدمعه ) ص 9

شعر علي الفتلاوي قائم على شبكة من الأحاسيس شديدة الصراحة والوضوح،  لهذا يجمع مكونه الشعري من فعل التخاطب المبني على الضمائر/ مجموعة الحلم والحنين والرغبة والحرمان، يستعطف المرأة ويقدس حضورها الإنساني ومع هذا هو يحمل وجع المكايدة ، يتحول إلى ثائر يصب غضبه على  كيانها

( اذا ربك يقول لك كيدهن كيد
وبعض منهن يشبهن للحيايه
اذا ليش بظهرهن واكف القانون
وحنه ابلا  ذنب صرنه الضحايه)
اللغة في شعر الفتلاوي بسيطة غير معقدة كما أن السرد الشعري عنده بسيط أيضًا بسبب التكثيف العالي وقصائد الومض المكثفة، هو  لا يطرح الحب غريزة وأنما عاطفة صادقة مليئة بالأحاسيس
والتشخيص الأهم للأستاذ الشاعر والناقد عبد الحسين الدعمي هو وجود اختصاص شعري لمجموعة علي هادي الفتلاوي في التكثيف(القصيدة المكثفة) على طريقة الدارمي، وتكتب بمختلف الأوزان وهي متجاوزة على القوالب الجاهزة ،اشتغلت وحدة الموضوع وكثافته وقدرته العالية على تحريك المشاعر عبر الضربة الشعرية حين  تباينت مقدرتها الادهاشية لكنها في كل الأحوال امتلكت الغواية
( هذا الفرق الشيب راسي
وهد حيلي وحيل متوني
اني اجيب الضحكه الحلكك

انت تنزل دمع عيوني)
يكشف هذا الومض عن قوة التدوين العاطفي ، حوار دائم مع الحبيب يستثمر التداعي والتفاصيل اليومية لحياة عاشق ،الوعي الشعري الذي منح هذا الومض كل هذه الشفافية التي تصنع الابتسامة إلى تناغم الحس والهاجس الفاعل عبر بنية الأنا والآخر الحبيب . الومض الشعري يعتمد عند الفتلاوي على تسجيل لحظة أو مشهد أو موقف أو إحساس شعري محمل بالهم
(تدري اشوكت كلبك يحن
واتهيج كل جروحك
من لحظه ولفك يبتعد
وتحس فراغ بروحك)
مجموعة طويلة نسبيًا تضمنت بحدود 400 قصيدة غامضة وتبقى القيمة محفوظة،  إن اختصرنا مساحة الإستشهاد مع المودة.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=198892
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 12 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3